14 نوفمبر، 2024 7:23 م
Search
Close this search box.

الحشد الشعبي وداعش يلتقيان في نهر الدم ….. دم الاكراد

الحشد الشعبي وداعش يلتقيان في نهر الدم ….. دم الاكراد

تبتكر الحكومة العراقية اساليب متعددة ووسائل غريبة لمحاربة الامة الكردية تارة تقطع عن حكومة اقليم كردستان السيولة النقدية تارة تدعو دول العالم الى عدم تسليح الكرد تارة تعرقل قضية الموازنة في سبيل ان لا يحصل الكرد على حصتهم ومرة يختلقون من بين هوامش المباحثات والمفاوضات مشاكل لا حصر لها حول النفط واليوم تؤسس طلائع من الحشد الشعبي لمحاربة طموحات الكرد بكل شيء واي شيء ومن ثم محاربة تنظيم داعش …..
فالحشد الشعبي مجرد تسمية وهمية لمجموعة ميليشيات  تتكون من فصائل مختلفة ومتنوعة من التيارات والاحزاب التي ظهرت بفعل موجة الطائفية التي اجتاحت العراق فمنذ نشوء هذا التشكيل الميليشياوي اتجهت نحوه الكثير من الاتهامات ما بين تصفية عرقية طائفية وعمليات اعدام ممنهجة وتهجير فئة على حساب اخرى وتفجير المساجد السنية وكل هذا يدور في فلك الحرب على داعش بأعتبارها محور الشر تبقى قوات البيشمركة الوحيدة التي تقاتل بشرف ونبل وكرامة من اجل الارض والوطن والانسان …..
فما يسمى بجيش العراق انهار مع اجتياح الموصل من قبل داعش وقبله كان يطلق صرخات النجدة في صحراء الانبار هنا قامت الفصائل والتيارات الشيعية التي تحكم المنطقة الخضراء بتشكيل ما يسمى بالحشد الشعبي بمباركة المرجعية …..
لسببين اولهما معلن امام الملأ الا وهو محاربة الارهاب وداعش والثاني غير معلن الا وهو تحطيم اسس ودعائم الدولة الكردية المستقبلية وخير دليل على ذلك ان طلائع هذه القوات اللامنظمة فكريا وعسكريا واللامنتمية لمظلة فسيفساء المجتمع العراقي بكل طوائفه واعراقه وقومياته تتقدم نحو حدود اقليم كردستان بحجة محاربتها داعش وها هي اليوم تواصل زحفها الطائفي والميليشياوي قريبا من كركوك قلب الامة الكردية بحجة مساعدة قوات البيشمركة في الحرب ضد فلول داعش …..
هنا القضية لا تحتاج الى خبراء ومحللين سياسيين فجوهرها واضح الا وهو احتلال كركوك وزعزعة استقرار مكوناتها التأريخية وبالتالي كسر طوق حدود اقليم كردستان وايقاف عجلة النهضة الكردية من اجل تأسيس دولة مستقلة …..
فداعش خطر كبير يهدد البشرية والحشد الشعبي خطر كبير ايضا لكن ضمن حدود معينة لا تخرج عن حدود العراق لأن قضية التشيع تبقى حاضرة في ما يسمى بالهلال الشيعي وما يخرج عن حدودها فلا اثر له فخطورة داعش تكمن في كونها تهدد العرق الانساني من جذوره بينما خطورة الحشد الشعبي نابع من شيء واحد الا وهو تحويل العراق الى ولاية شيعية تابعة لعمائم ملالي طهران وهذا غير مهم ولا يحظى بالاهتمام بالنسبة للقضية الكردية فمثلما كان العراق قبل الان محطة لكل من هب ودب بداية بالعهد الملكي وصولا الى عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف وعبدالرحمن عارف واحمد حسن البكر واخيرا طاغية العروبة صدام حسين …..
لكل واحد من هؤلاء كان هنالك عراق خاص به مرة هو ملكي وتارة ذو توجهات قومية واخرى تحمل الفكر الناصري نهاية بالبعث فكان ما يسمى عراق البعث واليوم للشيعة الحق في وضع التسمية التي تليق بعراقهم الجديد لكن في كل هذه الاحداث كان الكرد الضحية الوحيدة فكل من حكم العراق اراد النيل من فكر وتراث وعقيدة وقومية الشعب الكردي فكلهم جاء بفكر العروبة المتعفن واختلفت ارائهم فيما بينهم لكنهم اتفقوا على ابادة الكرد …..
اليس الكرد شعب من شعوب الله …..
سؤالا لطالما طرحته وانا اقرأ صفحات كثيرة من تأريخ العراق الدموي بكافة تفاصيله بأغتيالته بمذابحه بمجازره فكل من جاء لمحطة ما يسمى بالعراق ادار مقود القطار بمنهجه …..
هنالك من يقول العهد الملكي هو عهد النهضة العراقية هنالك من يصنف خصال عبدالكريم قاسم على انه صديق الفقراء وهنالك من يقول ان نوري السعيد اسس نواة حكومة عراقية قوية وهنالك من هلل للبعث ومعاركه في شوارع بغداد عندما قتل البعثيون الشيوعيين وقاموا بتعذيب قياداتهم بينما في الطرف الاخر هنالك من يتهم الشيوعيين بأرتكابهم مجازر في الموصل ضد الجماهير الثائرة لحكم عبدالكريم قاسم حتى هنالك من صفق ورقص على وتر اوهام سلطة البعث عندما ادخل صدام حسين العراق في حرب دموية دارت لثمان سنوات مع ايران ومن ثم اجتياح الكويت …..
احيانا كثيرة تنتابني حيرة وانا اقرأ تأريخ ما يسمى بالعراق فالدم فيه اكثر من الكلمات والحروف واشعر انني سأتقيأ فكريا وفلسفيا لما حدث على هذه الارض التي لا ارى وصفا واضحا لها فهل هي ملعونة ام منحوسة ام مسحورة …..
فاليوم اختلف الامر فمن كان يحكم العراق فيما مضى هو مطارد ومطلوب للمحاكمة والنصيب الاكبر منهم اعدم وقتل ومن كان البارحة يرتكب المجازر والمذابح فاليوم هو ضمن لائحة الاجتثاث اليوم الواقع يختلف فالامة الكردية صامدة لكن اعدائها تغيروا اليوم داعش وغدا الحشد الشعبي …..
فداعش اصبح فعل ماضي مبني على اللاشيء واللاوجود وما بقي منهم فقوات البيشمركة الباسلة تتلاعب بهم كبيادق الشطرنج يبقى الحشد الشعبي الخطر القادم …..
فقبل فترة كتبت مقالا عن العلاقة بين القومية الكردية والعربية وقلت فيها ان هاتين القوميتن لن يكونا في يوم من الايام صديقين ربما يكونا جارين متحاربين وها انا اكرر كلامي مرة اخرى فالحرب لم تبدأ بعد هنالك حرب قادمة تتكون من جبهيتن الامة الكردية في جبهة الدفاع عن الدولة الكردية والحشد الشعبي الذي يسعى لطموحات لا حصر لها لطمس هوية دولة الاكراد …..
فلا فرق بين داعش والحشد الشعبي كلاهما عدو للكرد كلاهما ينتهج مبدأ فرق تسد كلاهما يختلفان في المذهب والطائفة والعقيدة والنظام والحكم لكنهما يلتقيان في نهر الدم ….. دم الاكراد

أحدث المقالات