19 ديسمبر، 2024 8:08 ص

نظام يسير نحو النهاية

نظام يسير نحو النهاية

لکل بداية نهاية، ولايوجد ربيع من دون خريف، وکذلك”لکل أجل کتاب”، فالموت و نهاية مطاف کل حياة او حرکة سواء کان فردا أم مجتمعا أم نظاما سياسيا، وليس بالامکان الالتفاف او القزف على هذه الحقيقة او تجاهلها.

منذ أن تمکن التيار الديني في الثورة الايرانية بزعامة الخميني من السيطرة على مقاليد الامور و فرض نظام ولاية الفقيه على الشعب، وبدأ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة و العالم بالبروز کقوة سياسية ـ فکرية جعلت من الدين اساسا و منطلقا لها، و منذ البداية و بسبب من شعاراتها و مواقفها السياسية الظاهرية التي أعلنت من خلالها دعمها للقضية الفلسطينية، فإنها قد حظيت بعطف و تإييد واسعين من الشارعين العربي و الاسلامي، لکن و بعد مرور أعوام قليلة بدأت الحقيقة تتوضح شيئا فشيئا حيث تأکد بأن نظام الجمهورية الاسلامية قامت و تقوم بإستغلال القضية الفلسطينية لأهداف و غايات تختلف عن سياقاتها الحقيقية.

رکنان رئيسيان إعتمد عليها النظام الجديد في إيران، الاول هو ممارسة سياسية قمعية إقصائية ضد الشعب الايراني و قواه السياسية الطليعية و وفق قاعدة(من لم يکن معي فهو ضدي)، ولاريب من أن هذا الرکن قد أخذ إهتماما استثنائيا من جانب السلطات الايرانية الى الحد الذي نود أن نشير فيه الى أن هناك 61 إدانة دولية صدرت أغلبها من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد إنتهاکات حقوق الانسان و القمع و کبت الحريات في إيران، أما الرکن فهو يتعلق بخارج إيران و المتمثل في مبدأ”تصدير الثورة”، والذي جعله رجال الدين الحاکمين رکنا رکينا للنظام الجديد و منذ أن تم تأسيس حزب الله اللبناني و ماأعقبه من تحريك للشارع العراقي و البحريني و السعودي و البدء بالعزف على وتر”مظلومية الشيعة”، فإن المشهد السياسي في المنطقة بدأ يطرأ عليه تغيير ملفت للنظر ولاسيما بعد الحرب العراقية ـ الايرانية التي کانت بقناعتنا ضربة إستباقية للعراق ضد خطر محدق به، ولئن کان الکثيرون يعتقدون بأن نتائج الحرب العراقية ـ الايرانية في خطها الاستراتيجي العام ستکون لصالح العراق خصوصا وان الکثيرون عاشوا وهم(العداء الايراني ـ الامريکي)، لکن العکس تماما قد حدث.

الحقيقة التي يجب أن نعترف بها، ان الاسلوب و الطريقة التي إتبعتها طهران في تعاملها و تعاطيها في علاقاتها و إتصالاتها بواشنطن قد کانت بمستوى عالي من البراغماتية و لذلك فقد نجحت في إستثمار و توظيف الحربين الامريکيتين في

أفغانستان و العراق لصالح أهدافها و مشروعها الفکري ـ السياسي بإقامة دولة دينية تهيمن على المنطقة و تفرض نفسها کأمر واقع على المجتمع الدولي.

الاحتلال الامريکي للعراق جاء هبة من السماء لطهران، حيث نجحت في بسط نفوذها على العراق بطرق متباينة فصارت في النهاية اللاعب الرئيسي في العراق، مثلما إستحوذت على نفس الدور في سوريا و لبنان و اليمن، والذي لاشك فيه أن الهدف القادم”لو إستمر الامر على المنوال الحالي”، سوف يکون إحدى الدول الخيجية و ان البحرين هي المرشح القوي خصوصا وان إيران قد قامت بوضع الاساس الذي تبني عليه، وان الامر سيعتمد من دون شك على مدى نجاح التحرك العسکريتاري الذي قام به الحوثيون و سيطروا من خلاله على العاصمة صنعاء و جعلوا رئيس الجمهورية رهن الاقامة الجبرية.

إيران اليوم “کمشروع سياسي ـ فکري” تحيط بالعديد من دول المنطقة مثلما تشکل کابوسا و تهديدا لتلك التي تبعد عنها، هناك من يعتقد بأنها تقف قاب قوسين او أدنى من بلوغ مرحلة حساسة من مشروعها، في حين هناك أيضا من يرى بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کمشروع فکري ـ سياسي يسير و بخطى سريعة نحو مصير مجهول لايمکن أن يحمد عقباه، وسوف نأتي على شرح ذلك لاحقا.

[email protected] نظام يسير نحو النهاية
لکل بداية نهاية، ولايوجد ربيع من دون خريف، وکذلك”لکل أجل کتاب”، فالموت و نهاية مطاف کل حياة او حرکة سواء کان فردا أم مجتمعا أم نظاما سياسيا، وليس بالامکان الالتفاف او القزف على هذه الحقيقة او تجاهلها.

منذ أن تمکن التيار الديني في الثورة الايرانية بزعامة الخميني من السيطرة على مقاليد الامور و فرض نظام ولاية الفقيه على الشعب، وبدأ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة و العالم بالبروز کقوة سياسية ـ فکرية جعلت من الدين اساسا و منطلقا لها، و منذ البداية و بسبب من شعاراتها و مواقفها السياسية الظاهرية التي أعلنت من خلالها دعمها للقضية الفلسطينية، فإنها قد حظيت بعطف و تإييد واسعين من الشارعين العربي و الاسلامي، لکن و بعد مرور أعوام قليلة بدأت الحقيقة تتوضح شيئا فشيئا حيث تأکد بأن نظام الجمهورية الاسلامية قامت و تقوم بإستغلال القضية الفلسطينية لأهداف و غايات تختلف عن سياقاتها الحقيقية.

رکنان رئيسيان إعتمد عليها النظام الجديد في إيران، الاول هو ممارسة سياسية قمعية إقصائية ضد الشعب الايراني و قواه السياسية الطليعية و وفق قاعدة(من لم يکن معي فهو ضدي)، ولاريب من أن هذا الرکن قد أخذ إهتماما استثنائيا من جانب السلطات الايرانية الى الحد الذي نود أن نشير فيه الى أن هناك 61 إدانة دولية صدرت أغلبها من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد إنتهاکات حقوق الانسان و القمع و کبت الحريات في إيران، أما الرکن فهو يتعلق بخارج إيران و المتمثل في مبدأ”تصدير الثورة”، والذي جعله رجال الدين الحاکمين رکنا رکينا للنظام الجديد و منذ أن تم تأسيس حزب الله اللبناني و ماأعقبه من تحريك للشارع العراقي و البحريني و السعودي و البدء بالعزف على وتر”مظلومية الشيعة”، فإن المشهد السياسي في المنطقة بدأ يطرأ عليه تغيير ملفت للنظر ولاسيما بعد الحرب العراقية ـ الايرانية التي کانت بقناعتنا ضربة إستباقية للعراق ضد خطر محدق به، ولئن کان الکثيرون يعتقدون بأن نتائج الحرب العراقية ـ الايرانية في خطها الاستراتيجي العام ستکون لصالح العراق خصوصا وان الکثيرون عاشوا وهم(العداء الايراني ـ الامريکي)، لکن العکس تماما قد حدث.

الحقيقة التي يجب أن نعترف بها، ان الاسلوب و الطريقة التي إتبعتها طهران في تعاملها و تعاطيها في علاقاتها و إتصالاتها بواشنطن قد کانت بمستوى عالي من البراغماتية و لذلك فقد نجحت في إستثمار و توظيف الحربين الامريکيتين في

أفغانستان و العراق لصالح أهدافها و مشروعها الفکري ـ السياسي بإقامة دولة دينية تهيمن على المنطقة و تفرض نفسها کأمر واقع على المجتمع الدولي.

الاحتلال الامريکي للعراق جاء هبة من السماء لطهران، حيث نجحت في بسط نفوذها على العراق بطرق متباينة فصارت في النهاية اللاعب الرئيسي في العراق، مثلما إستحوذت على نفس الدور في سوريا و لبنان و اليمن، والذي لاشك فيه أن الهدف القادم”لو إستمر الامر على المنوال الحالي”، سوف يکون إحدى الدول الخيجية و ان البحرين هي المرشح القوي خصوصا وان إيران قد قامت بوضع الاساس الذي تبني عليه، وان الامر سيعتمد من دون شك على مدى نجاح التحرك العسکريتاري الذي قام به الحوثيون و سيطروا من خلاله على العاصمة صنعاء و جعلوا رئيس الجمهورية رهن الاقامة الجبرية.

إيران اليوم “کمشروع سياسي ـ فکري” تحيط بالعديد من دول المنطقة مثلما تشکل کابوسا و تهديدا لتلك التي تبعد عنها، هناك من يعتقد بأنها تقف قاب قوسين او أدنى من بلوغ مرحلة حساسة من مشروعها، في حين هناك أيضا من يرى بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کمشروع فکري ـ سياسي يسير و بخطى سريعة نحو مصير مجهول لايمکن أن يحمد عقباه، وسوف نأتي على شرح ذلك لاحقا.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات