موسم النخيل كم كان طيبا
ولكننا لم نذقْ
تمره و لا الرطبا
ولم نكنْ نحنُ مِنَ المدعوينَ حينَ دعا
وإذا ارتجفنا لم نشعلْ من كربهِ حطبا
ولكن هبهبهُ الرديء
أسْكَّرَنَا ذهولاً عَذِبَا
جَسَّدَ لنا رؤانا
وصحوهُ قيئاً ..حمَّى.. وألما :
وقد كانَ غثيانا
..
ضعنا ونحن في الصحوِ
حينَما كُدنًا أنْ نلحقَ خطانا ..
ضعنا ونحن سكارى
تبوَّلنا على حائط نقاباتِ العمالِ
فكانَ يا ما كانَ :
وهو أقلُّ قليلا مِنَ الخيالِ
أمّا قصة تلكَ الليلةٍ القشراءِ
في سُكْرنا العاثرِ
إذ فكَّرْنا وقادتنا خطانا
نحو الشمالِ ..
يقودنا حلمٌ : كم كان رائعا !
وفي الصباح كنَّا على الساترِ
من شدَّة القصفِ
نشقُّ الأرضَ بالأظافرِ
..
الآنَ خمرها قد صار عنبا
بعد خمسة وثلاثين عاما
فمن لي بصديقٍ :
لنبكي معا
لكنْ بدونَ آهاتِ
ثم نشربُ : …
ما شاء أن نشربا
وسوف أسكبُ له قبل أنْ
يقولَ : هاتِ
حتى نُلقي :
خلف ظهورنا الحاضرَ والآتي
الإهداء : إلى علي محمود