الذين قرأوا تأريخ الدول العربية وحكوماتها التي حملت شعار لا اله الا الله محمد رسول الله وحكمت الشعوب بالحديد والنار والبطش باسم الخلافة الاسلامية زورا وبهتانا بدءا بالدولة الاموية ومرورا بالدولة العباسية والعثمانية وانتهاءا بسلطنات الوراثة وحكومات الانقلابات العسكرية والاحزاب الفاشية ..الذين قرأوا هذا التأريخ الدامي لم يستغربوا جرائم القاعدة وداعش كونها امتداد وراثي يستقي ايديولوجيات تلك الحقب، تديره افكار ملوثة بعفن التخلف والتصحر والجهالة والحقد على صاحب الرسالة الذي كسر اصنامهم واذل طواغيتهم،ولذا بدأوا بتصفية اهل بيته حملة الرسالة الحقة بمجرد اغماضة عينه حتى يمحوا اصل الرسالة – التي اسموها احدوثة – و ليفصلوا الدين حسب مزاجهم ومقاساتهم التسلطية ،وليعيدوا الناس الى عصور الكهوف كي يسهل اقتيادهم والتحكم بمصائرهم تحت شعار الاسلام وشريعة لا تمت لتعاليمه الانسانية بصلة . فقطع الرؤوس ،وصلب الاجساد وحرقها،ودفن الاحياء ،وهدم المنازل ،وسبي النساء…طقوس عادية مارسها الامويون والعباسيون والعثمانيون ولم تختصر على الشعوب الاجنبية في البلدان المفتوحة ، بل مورست حتى ضد اولاد النبي محمد واولاده وبناته ،وزاد البعثيون في العراق تلك الطقوس اساليب حديثة مثل صلم الاذان ،وحشو الاجساد بالمتفجرات وتفجيرها عن بعد ،وسقي البنزين للضحايا واشعال اجسادهم ،وفرم الاحياء في فرامات كهربائية ،والقاء الاحياء في احواض الاسيد ..وغيرها من اساليب التعذيب النفسي والجسدي .عليه لا نستغرب ولا نعجب من احراق معاذ الطيار الاردني – الذي قدم للدواعش هدية من قوات التحالف( كون طائرة f- 16 لا يمكن اسقاطها الا بصواريخ موجهه( ارض – جو ) او ( جو – جو ) وهذا السلاح لا تمتلكه داعش بقرار من اسيادها ومموليها ) – مع حزننا عليه، وتعاطفنا مع ذويه ،لكننا نستغرب ونعجب ونحزن كثيرا على العراقيين الذين يتعرضون الى ابشع مسلسل ابادة جماعية على مر التأريخ ،تمارسه نفس عصابات الاجرام، وعلى مرأى ومسمع من العالم دون ان يرف جفن لمسؤول عربي او اجنبي، ودون ان يكترث مسؤول عراقي !. برقيات التعازي والحزن والشجب انهالت بكثافة ، تسابق القادة العراقيون والعرب والاجانب على مشاركة الشعب والحكومة الاردنية فاجعتها –وهم محقون – لكن فواجعنا ظلت طي صدور ضحاياها، وفي عيون وقلوب ذويهم .