“بعض الآلام النفسية التي يعاني منها بعض الناس مصدرها أناس آخرون ؛ أناس وظيفتهم ودورهم في الحياة تصدير الآلام للبشر ؛ عن طريق إثارة الكراهية والبغضاء والأنانية والمنافسة غير الشريفة والإحتيال والنصب الى آخر تلك القائمة الطويلة من شرور الإنسان ” هذا الإستنتاج وصل اليه مؤلف كتاب حكايات نفسية الدكتور عادل صادق إستاذ الطب النفسي
الآن نحن كعراقيين غالبيتنا مرضى ونعاني من نفس معاناة المرضى وسبب مرضنا هذه الطبقة السياسية الحاكمة التي تحدثنا عنها في المقال الأول
المريض النفسي يعاني من عدوين أو ثلاثة وهو أفضل من العراقيين لأننا نعاني من طبقة كاملة ماسكة بالسلطة وتدير جميع الملفات فكيف يتم علاجنا من المرض ؟ المريض أفضل منا لأنه يذهب الى طبيب مختص يعالجه وينتهي الأمر أما نحن كشعب بثلاثين مليون من هو هذا الطبيب الفذ الذي يستطيع أن يعالجنا جميعا ؟
قرأنا في الكتب إن الثورة على الثورة تحقق أهداف الثورة ولابد لنا أن نثور على طريقة وآلية الحكم المتبعة في الوقت الحالي ؛ أنا لاأريد إنقلابا لأني أكره العبادي فالرجل يمارس مهماته ولم نستطع أن نحكم على أدائه من خلال هذه الأيام المعدودة
نريد إنقلابا يعيد لنا رونق الحياة الحرة الكريمة ؛ نريد إنقلابا على مفاهيم الطائفية والمحاصصة والطرق الخبيثة التي أطرت بأطر قانونية وهي لاتمت بصلة الى مفاهيم الحكم العادل الذي يساوي بين الجميع
نريد حكما يتناسب مع تضحيات هذا الشعب المعطاء نريد حكما كما أراده الشهداء السعداء ؛ شهداء العراق يعلقون آمالهم على شعبنا ويريدونه أن ينهض من كبوته ويعود الى رشده لينجز الأهداف النبيلة ويبتعد عن السياسات الظالمة التي قدم الشهداء أرواحهم من أجل تغييرها ؛إنهم يعتصرون ألما وهم يرون إنحراف الدعاة وقادة البلاد الى هذا المستوى العجيب الذي لاينم عن أي مبادئ إنسانية أتفقوا عليها في السابق
لقد أوصلونا الى منحدرات خطيرة للغاية وحان وقت الوقوف لأن إستمرارنا على هذا الحال سيجرنا الى الهاوية ؛ لا أعرف على ماذا نخاف من الثورة ؟ وهل إن الثورة ستحصد أرواحا أكثر من التي تحصد الآن
لاأعرف إن ثورة شعبية أرادت تغيير نظام حكمها وفقدت أرواحا كما نفقد الآن ؛ إرجعوا الى تقارير الأمم المتحدة والأحصائيات المختصة بأعداد العراقيين الذين سقطوا بين قتيل وجريح منذ 2003 والى يومنا هذا
كل أسباب الثورة أو الإنقلاب على طريقة الحكم العراقي قائمة الآن ولاأعرف متى يقول الشعب كلمته أما أنا فمستعد لتأييد أي إنقلاب جديد ولم أخف من أي إتهامات وهذا رأيي أقوله بصراحة فأين أنتم ياشعب ياطبقات مثقفة أين دوركم ؟ .