الناصرية مدينة من مدن الجنوب العراقي, أصيلة أصالة الطين السومري والحضارة السامية, حيث بيت النبوة الإبراهيمية والديانة الحنيفة, يتمتع أهلها منذ القدم, بحبهم للأدب والفن, أما نفوسها فقد بلغ أكثر من مليون و250000 نسمة.
تلك المدينة شأنها شأن كل مدن الجنوب, مهملة على مر العصور, حيث فقدت رونقها شيئاً فشيئاً, حتى أضحت من أفقر المدن, أُهملت الزراعة فيها, فهاجر أبناؤها للمحافظات الأخرى, لكسب قوت عيالهم! فقد وصل حرب الحكام لأهلها, حد تشويه الطبيعة الربانية, فجفف نظام البعث الحاقد أهوار الناصرية.
بعد سقوط الطاغية هدام! تم استخراج ما تكنزه الأرض السومرية, فقد بدأ إنتاج النفط عام 2007, بكمية متواضعة بلغت 12000ألف برميل يومياً, إلا أن هذه الكمية, سرعان ما تعدت المائة ألف برميل, كسقف إنتاج يومي, لتستحق أن تؤسس شركة للنفط, تحت اسم نفط الناصرية.
لم يحصل ذلك الأمر في حينها, لفقدان الإدارة الحقيقية بوزارة النفط! إلى أن حصل التغيير المنشود, لتأخذ الناصرية جزءاً يسيراً من استحقاقها, فأعلن عادل عبد المهدي, عن تأسيس شركة نفط الناصرية, مما يعتبر إنجازاً حقيقياً لصالحه, لقصر المدة الزمنية, بين تسنمه وزارة النفط وأخذه القرار.
إنَّ الخطوة السابقة لم تأتي من فراغ, وليست هي آخر الخطوات, فاستراتيجية إبن لواء “ألمنتفج” يعلم علم اليقين الى أين يسير, وما جدوى ما يفعل, فالناصرية تستحق أكثر من ذلك, فهي ليست مدينة الدرامي والأبوذية فقط, وليست منتجة للقصب والبردي لا غير.
ليس غريباً على الوزير شجاعته في الادارة, فهو ابن تلك الأرض, التي كانت مهداً للحضارة السحيقة, مباركٌ لأهل ذي قار, فقد ذهب عصر الإهمال.