23 ديسمبر، 2024 5:47 م

البيشمركة ….. هرقل العصر وصياد الارهاب وحارس بوابة كردستان المقدسة 

البيشمركة ….. هرقل العصر وصياد الارهاب وحارس بوابة كردستان المقدسة 

عندما ظهرت فلول القاعدة في افغانستان وانتشرت في كثير من دول العالم كتنظيمات سرية او خلايا نائمة ذاع صيت هذا التنظيم الارهابي وارعب الملايين من البشر حينها لم تلتزم الولايات المتحدة الصمت حيال ما يحدث بل واجهت مع حلفاءها القاعدة في كل اصقاع الارض الى ان دمرته عسكريا حينها كتبت نهاية القاعدة وبقيت سطور من الحروف والكلمات تسرد تأريخها الارهابي كي يقرأها الاجيال القادمة من البشرية …..
اليوم تظهر داعش معلنة بداية فصل جديد من الارهاب فظهرت في الكثير من البلدان وقتلت الابرياء واحرقت البيوت واغتصبت الاجساد وما زالت سيناريوهات داعش الارهابية مستمرة في نهجها فكل يوم نسمع عن حوادث غريبة الاطوار ما بين قتل ونهب وحرق واغتصاب وتهجير العوائل وتفخيخ المنازل والاجساد وتعاطي حبوب الهلوسة والاتجار بالبشر وفتاوى ظلامية لا تمت بالاسلام العظيم لا من بعيد ولا من قريب …..
فالحرب ضد داعش تدور في العديد من الجبهات ما بين كوباني والاراضي السورية وفي وسط العراق في الموصل وصولا الى تكريت وصلاح الدين وهنالك تنظيمات ارهابية في صحراء سيناء المصرية وفي ليبيا ودول افريقية حتى فرنسا لم تسلم من هجمات خلايا داعش الارهابية لكن تبقى  حدود اقليم كردستان التي يبلغ طولها الالاف الكيلومترات الجبهة الاكثر سخونة بنيران الحرب لأنها كبدت داعش خسائر كبيرة لا تعد ولا تحصى من حيث عدد قتلى مقاتليها وقياداتها وتدمير ترسانتها العسكرية التي سيطرت عليها بعد دخولها الموصل واستباحتها كافة انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة التي تركتها عدة فرق عسكرية للجيش العراقي وفرار قياداتها …..
تبقى الجبهة الكردستانية البوابة الوحيدة التي جرت داعش اذيال الهزيمة والخيبة ورائها وهي تحاول اقتحام اسوارها وحصونها فلقد اثبت قوات البيشمركة قوتها وجسارتها وحزمها للتصدي لعلوج داعش فلا يمضي يوم دون ان تهاجم داعش محورا من محاور هذه الجبهة لكنها تواجه بالمقابل ردا قاسيا يخلف الدمار العسكري والانهيار المعنوي في صفوف الدواعش …..
فقوات البيشمركة اثبتت للعالم اجمع انها قامت بعمل بطولي عظيم في الدفاع عن الوطن والارض والشرف فقوات البيشمركة تحمي وتدافع عن الامة الكردية عبر حدودها التي تتعدى الالاف الكيلومترات ضد داعش وهذا بحد ذاته معجزة عسكرية لا يمكن لأي جيش كان في اي دولة القيام بهذه المهمة المقدسة لأنها قبل كل شيء يجب ان تملك جيشا مؤمنا بقيمه الوطنية وتعاليمه الانسانية ومبادئه القومية فالبيشمركة قوة لا يمكن الاستهانة بقدراتها رغم قلة العتاد والاسلحة لأنه جيش قام وولد وفق مسارات صحيحة اولها الفداء للوطن واخرها التضحية من اجل الارض والشرف …..
لذا فالبيشمركة مثال حي للجيش الوطني النموذجي لأنه قام على اسس سليمة وصحيحة عسكريا وفكريا فالمقاتل الكردي الواقف على خط النار لا ينتمي للعشيرة او القرية او المدينة او الحي الذي ولد فيه وترعرع في ازقته بل ينتمي الى الامة الكردية فهو منذ القدم وعبر كل الازمات والثورات والمأسي الذي تعرض لها لم ينحني للظالم والظلم ولم تفتك به رصاصات وصواريخ البعث الفاسد ولم تثني عقيدته الفدائية رائحة الموت المسكونة داخل القنابل الكيمياوية بل كان المقاتل الكردي صامدا وما زال صامدا وسيبقى صامدا مرتديا زي الفدائي في عقله وروحه وقلبه …..
احيانا اقف بصمت امام صورة المقاتل الكردي ابحث عن كلمات احاول ان اصنع حروفا كي استطيع وصف تأريخه المشرف لا اعرف اختزل كل هذا في لحظة خالدة كي استطيع كتابة سيرة حياته …..
تخونني الكلمات والحروف فليس لي القدرة ان اصف عظمة المقاتل الكردي ربما اكتب بعد مائة عام بضع سطور اسرد فيها مسيرته التأريخية لأنني اصاب بنوبة حائرة تتوسطها الكثير من علامات الاستفهام …..
كيف يفكر البيشمركة ومن اين له بهذه الارادة القوية وكيف يحول حبه للارض والوطن والشرف الى رصاصات على خط النار ضد الارهاب …..
لا يمضي يوم دون ان ارى البيشمركة امامي في الشارع في السوق في عملي الصباحي والمسائي وكلما رأيته بزيه العسكري ارى في خطواته الصلابة والتحدي والغضب حينها تخونني الكلمات كي القي قصيدة ثورية او حتى بضع سطور من احدى مقالاتي التي ادعو فيها البشرية للدفاع عن ثورة وكرامة وعزة وشموخ الانسان …..
اقف بصمت وابتسم وافرح وتتلألأ الدموع في عيناي اشعر حينها انني المس الحرية في كف يدي واقول هذا هو هرقل كردستان وصياد الارهاب وحارس بوابة كردستان المقدسة  …..
فالبيشمركة بالنسبة للكردي ليست مجرد كلمة عابرة ولا تمثل حزبا او تيارا معينا ولا جيشا مغامرا يبحث عن البطولات فوق اجساد الفقراء والمتعبين والمرهقين انه يمثل قضية شعبا بأكمله امة تجمع بين اضلعها كل الاعراق والاقوام والاديان فالمقاتل الكردي بقدر ما يمتلكه من روح بسيطة وخفيفة الظل مليئة بالانسانية والمحبة والسلام فهو في ذات الوقت ينتظر موعده مع الوطن كي يلبي نداء الواجب دفاعا عن مكتسبات الامة الكردية …..
لذا فالحرب مستمرة وداعش تواصل الانجرار وراء مخططاتها الارهابية لكنها خسرت الرهان امام قوات البيشمركة  منذ ان دقت ناقوس العداء والكراهية والحقد للشعب الكردي …..
فليس لداعش وطن وارض وهم بعيدون كل البعد عن الشرف ولا يملكون عقيدة ومبادىء قومية وقيم وطنية لذا مصيرهم مثل من سبقهم القاعدة والبعث البائد …..
اما  البيشمركة تملك وطنا وارضا ولا ترضى بغير الشرف والشموخ والكرامة سبيلا ونهجا ومسارا وعقيدة ومبدأ  فهذا عهدها لكردستان والامة الكردية …..