ما جعلني اكتب عن السجارية هو انها تتردد يوميا في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، واخواننا العرب بل واغلب العراقيين لا يعرفون شيئا عن السجارية
السجارية قرية شرق مركز مدينة الرمادي بحدود ٨ كم ، هي ديرتي قريتي الحبيبة ولدت في اطرافها في الجويبة ودرست في السجارية في مدرسة الفتوة أول مدرسة ابتدائية خارج مركز الرمادي وخرجت رجال العلم والادب والدين والمعارك
السجارية قرية تحدها من اجزائها الشمالية سدة نهر الفرات ومن جنوبها طريق الرمادي – فلوجة والمسافة الافقية المستقيمة بين الحدين كيلومتر واحد وعرضها الافقي بحدود ٨٠٠ متر يخترقها شارع رئيسي واحد، مكتظة بالبيوت واشجار النخيل وبعض الحمضيات، يسكنها البوفهد اعمامي واخوالي، تتحادد من الجهة الغربية مع البوغانم والبوهزيم والبوسودة وكلهم دليم
رباط كلامي أقول ان مساحة السجارية ١ كم *٨٠٠متر، واحتلها التنظيم منذ تقريبا ٣-٤ شهور، وتهجر اغلب سكانها الى مناطق اكثر امنا
شنت القوات الامنية من الشرطة والجيش ومعها متطوعين من عشيرة البوفهد بقيادة الشيخ رافع العبدالكريم واخوانه شيخ عامر وفارس ومغامس، نقول شنوا العشرات من الهجمات لانتزاع السجارية من سيطرة التنظيم ، ونشاهد قنوات التلفاز وكل اسبوع نسمع بطرد المسلحين منها وبعد ٣ أيام نسمع معركة اخرى لتحرير السجارية
تابعت نشرات الاخبار والمواقع والتصريحات وفي كل مرة اسمع مقتل ٣٠ ، ٥٠ من داعش، واقرأ منشورات احد خوالي في الفيس بوك ويوميا يقول انتظروا بشائر النصر، والله حتئ معركة نهر جاسم بين العراق وايران ماطولت مثل معارك السجارية
تركت اخبار القنوات التلفازية والفيس بوك، وبدأت اعتمد على التواصل هاتفيا في الاوقات التي توجد فيها( شبكة الاتصالات عاملة) من ٣ مصادر واحد في جويبة والثاني في البوحمزة والثالث في الصوفية فكانت الاجوبة الدقيقة: نعم تشن القوات الامنية والمتطوعين الهجوم نهارا ينجحون في التقدم وتحقيق انتصار ولكن في الليل يرجعون الى نفس نقطة الانطلاق، ثم هناك سجال بين الجيش والشرطة والمتطوعين من العشيرة والمتطوعين من الحشد الذين انضموا قبل اسبوع، كل فئة تقول ( انتو اهجموا ونحن نساندكم)، وهنا العهدة علئ الذي نقل لي ذلك بس قبل ان تبدؤا بالاتهام والسب اطمئنكم انه احد قادة المتطوعين
هنا اقول الان هل عرفتم حجم ومساحة السجارية؟ هل هذه المساحة فعلا تحتوي على هذا العدد الكبير من داعش بحيث في كل هجوم يقتلون ٣٠، ٤٠،٥٠ ولا زالت تحت سيطرة التنظيم؟
يبدو اننا كعراقيين لا نستطيع ان نترك الكذب والمزايدات الفارغة، ففي الثمانينات اضاف احد الضباط المشهورين رحمه الله مبدأ جديد لمبادئ الحرب هو ( الكذب)، واستمرينا على ذلك ، فالجميع كذب علئ الجميع في سقوط الموصل وتكريت وبيجي والحويجة والفلوجة والرمادي والكثير من المناطق
اين الخلل، اين المقتل؟
يتمثل في ان الموضوع اصبح مزايدات فالشيخ الفلاني والسياسي الفلاني وصاحب المنصب الفلاني في تنافس على موقع( الزعيم الاوحد والشيخ الاوحد والسياسي الاوحد) بمعنئ( زعيم السنة) يعني كل واحد يريد ( ايصير أبو زعيان) ، ويخسأ جميع هؤلاء ان يصيروا بموقع عمنا الشيخ رشيد أبو زعيان
والمصيبة ان الذين دفعوا ثمن هذا الكذب والمزايدات هم اهلنا الفقراء المساكين الذين تركوا ديارهم واموالهم وحلالهم وبساتينهم
اللهم انزل غضبك علئ الذين يتاجرون بدماء الابرياء واموالهم
اللهم آمين