من شدّة الفرح رأيت الدموع تسيل من عيون بعض العراقيين .. انقطعت الكهرباء فهججت بحثاً عن مقهى , والنت ضعيف جدّاً , وقفت بعد التفتيش بباب المقهى على رؤوس أصابعي لعلّي أحظى برؤية مريحة لفريقنا الكروي من على سطح شاشة متوسطة الحجم ولو بجزء كافي منها أتابع من مسافة 15 متراً من حشد متابع بهستيريا مكتظّ لا يُرى منه إلاّ الرؤوس والشوط الثاني بدأ بعد أن خدعت بموعد المباراة ولم ينبّهني لبدئها إلاّ صاحب فرن للصمّون ناولني ما اشتريته منه وهو يستفسر بلهفة “كم هي نتيجة المباراة الآن” قلت له المباراة تبدأ 12 ظهراً قال لا لا اسرع للمقهى فقد بدأ الشوط الثاني وتركت النتيجة 1 ـ 1 , فأين هي المقهى قلت له وصفها لي كانت قريبة وصياح الجمهور مسموع , فأسرعت وكيس الصمّون بيدي لفلفته خوفاً من فقدان حرارته , سمعت صياح هستيري ظننت هدف ثاني لنا , لذلك وأنا أتابع ظننت النتيجة هكذا 2ـ1 للعراق وباقي من الوقت 30 دقيقة وأنا وحدي بين الجميع أقرض بنفسي قلقاً متوسّلاً أن لا يصبح الوقت المتبقّي سنوات استغربت للجمهور لا يريد الوقت يمضي قبل التسجيل , غريبة ونحن متقدّمون تساءلت مع نفسي هل فريقنا واثق من نفسه استمرار فوزه لهذا الحدّ؟!.. الجمهور لا يعرف ثباتاً لهتاف , مرّة يهتف الجميع يعلوه صفير علي وياك علي علي وياك علي , قلت ربما رغبات دفينة يلفظها الانسان أحياناً مع مرور الزمن يصبح عراقيّا بعد أن تنظف نفسه ما علق بها من “عناد” وفجأة يقلب الجميع فيهتفون “بموجة أخرى” أخوان سنة وشيعة هذه الوطن ما نبيعة ؟ وكأنّهم تداركوا أنّ الأصل هو هذا , قلت في نفسي هي هذه الحقيقة والباقي عِند متراكم سينتهي والجميع يعودون “ثوّاراً عشرينيّون”
استمرّ الوضع بين هتاف وبين ترقّب , أسكتتهم لحظات رهبة عاتية بانتظار هدف آخر أو رعباً من هدف قاتل للآمال , أنهت صافرة الحكم خفقان قلوب العراقيين بأمل شوطين إضافيّين عرفت ذلك فأصابني ببعض خيبة , فجأة طفيت الكهرباء وجدتها حجّة لأذهب للدار علّ الانترنت عاود فأكملها هناك وأحفظ الصمّون بما بقي فيه من حرارة وأعمل الشاي , لكنّي وجدت النت لم يتغيّر وإذا بأصوات هتافات تعلوا مبتهجة فيمّمت جهي شطر مقهى آخر اقرب مسرعاً اجتزت حاجز تفتيش دون مبالاة وسريعا عثرت على مكان وقوف جيّد كادت قاعة المقهى تتفجر من ضربة الجزاء ومن هدف ضرغام سرعان ما عاود القلق بعد هدف تعادل آخر أوقد في النفس ذكريات مباراة شباب العراق مع شباب إيران في قلب طهران
وبنفس التنافس حتّى سوّس في نفسي أنّ ما يحصل في هذه المباراة لابدّ وحرب قادمة بين العراق وإيران كما حصل بعد تنافس الشباب في تسجيل الأهداف بطهران ففاز العراق بعدها بسنوات قليلة اشتعلت الحرب بين الجارين الدائميّين ولذلك يكره حكومات اليوم حسين سعيد فهل سيكرهون سلام شاكر حكّام قادمون بعد عدّة أجيال! , قلت هي الخبرة تنقص لاعبينا اليوم , قلتها بصوت مسموع أيّده البعض فواصلت: كان المفروض بعد هدف ضرغام يتصنّع لاعبونا كلّ ما من شانه يهدّأ فورة اللاعبين الإيرانيين ويمتص اندفاعهم للتسجيل وهو ما حصل , بعد “خلل” في البث سارعنا لمحلّ كهربائيّات اسفل المقهى اكتظّ بالهاربين من شتّتهم انقطاع الكهرباء وضربات الجزاء متوالية استطعنا اللحاق بضربتي يونس و سلام شاكر بعدها فرح عارم لا يوصف إلاّ بهستيريا حرمان أصبح فيها من في الشارع يعيش خطوط الجبهة الأماميّة للحرب الإيرانيّة العراقيّة فسارعت للدار تحت وابل من أعيرة ناريّة لا تهدأ , تواردت الانباء بعدها طوال ما تبقّى من اليوم بإصابات بالآلاف بالأعيرة الناريّة لمواجهة السماء بعد أن كان “النعل المقلوب” حرام لأنّ أسفله يصبح بمواجه للسماء وهي مصدر رزقنا لأنّ الرزق يأتينا من السماء “ورزقكم في السماء ما توعدون” لذا فعلينا واجب احترامها فيتمّ الإسراع لتعديل النعل المقلوب احتراماً وحرصاً على استمرار الرزق .. زامنها غضب السماء بتفجير “شهربان” بمئات القتلى والجرحى ملأت بيوم الجمعة بهم المستشفيات ونودي بمكبرات الجوامع بالإسراع للتبرع بالدم .. هكذا أصبح طعم الفوز العراقي مليء بالدماء بعد أن تحدّينا السماء بالنيران ..
فوز بانفجارات وهتافات وهوَس أيقظت وطنيّة لا يُعلى عليها وبذكريات أفسدتها الإطلاقات
من شدّة الفرح رأيت الدموع تسيل من عيون بعض العراقيين .. انقطعت الكهرباء فهججت بحثاً عن مقهى , والنت ضعيف جدّاً , وقفت بعد التفتيش بباب المقهى على رؤوس أصابعي لعلّي أحظى برؤية مريحة لفريقنا الكروي من على سطح شاشة متوسطة الحجم ولو بجزء كافي منها أتابع من مسافة 15 متراً من حشد متابع بهستيريا مكتظّ لا يُرى منه إلاّ الرؤوس والشوط الثاني بدأ بعد أن خدعت بموعد المباراة ولم ينبّهني لبدئها إلاّ صاحب فرن للصمّون ناولني ما اشتريته منه وهو يستفسر بلهفة “كم هي نتيجة المباراة الآن” قلت له المباراة تبدأ 12 ظهراً قال لا لا اسرع للمقهى فقد بدأ الشوط الثاني وتركت النتيجة 1 ـ 1 , فأين هي المقهى قلت له وصفها لي كانت قريبة وصياح الجمهور مسموع , فأسرعت وكيس الصمّون بيدي لفلفته خوفاً من فقدان حرارته , سمعت صياح هستيري ظننت هدف ثاني لنا , لذلك وأنا أتابع ظننت النتيجة هكذا 2ـ1 للعراق وباقي من الوقت 30 دقيقة وأنا وحدي بين الجميع أقرض بنفسي قلقاً متوسّلاً أن لا يصبح الوقت المتبقّي سنوات استغربت للجمهور لا يريد الوقت يمضي قبل التسجيل , غريبة ونحن متقدّمون تساءلت مع نفسي هل فريقنا واثق من نفسه استمرار فوزه لهذا الحدّ؟!.. الجمهور لا يعرف ثباتاً لهتاف , مرّة يهتف الجميع يعلوه صفير علي وياك علي علي وياك علي , قلت ربما رغبات دفينة يلفظها الانسان أحياناً مع مرور الزمن يصبح عراقيّا بعد أن تنظف نفسه ما علق بها من “عناد” وفجأة يقلب الجميع فيهتفون “بموجة أخرى” أخوان سنة وشيعة هذه الوطن ما نبيعة ؟ وكأنّهم تداركوا أنّ الأصل هو هذا , قلت في نفسي هي هذه الحقيقة والباقي عِند متراكم سينتهي والجميع يعودون “ثوّاراً عشرينيّون”
استمرّ الوضع بين هتاف وبين ترقّب , أسكتتهم لحظات رهبة عاتية بانتظار هدف آخر أو رعباً من هدف قاتل للآمال , أنهت صافرة الحكم خفقان قلوب العراقيين بأمل شوطين إضافيّين عرفت ذلك فأصابني ببعض خيبة , فجأة طفيت الكهرباء وجدتها حجّة لأذهب للدار علّ الانترنت عاود فأكملها هناك وأحفظ الصمّون بما بقي فيه من حرارة وأعمل الشاي , لكنّي وجدت النت لم يتغيّر وإذا بأصوات هتافات تعلوا مبتهجة فيمّمت جهي شطر مقهى آخر اقرب مسرعاً اجتزت حاجز تفتيش دون مبالاة وسريعا عثرت على مكان وقوف جيّد كادت قاعة المقهى تتفجر من ضربة الجزاء ومن هدف ضرغام سرعان ما عاود القلق بعد هدف تعادل آخر أوقد في النفس ذكريات مباراة شباب العراق مع شباب إيران في قلب طهران
وبنفس التنافس حتّى سوّس في نفسي أنّ ما يحصل في هذه المباراة لابدّ وحرب قادمة بين العراق وإيران كما حصل بعد تنافس الشباب في تسجيل الأهداف بطهران ففاز العراق بعدها بسنوات قليلة اشتعلت الحرب بين الجارين الدائميّين ولذلك يكره حكومات اليوم حسين سعيد فهل سيكرهون سلام شاكر حكّام قادمون بعد عدّة أجيال! , قلت هي الخبرة تنقص لاعبينا اليوم , قلتها بصوت مسموع أيّده البعض فواصلت: كان المفروض بعد هدف ضرغام يتصنّع لاعبونا كلّ ما من شانه يهدّأ فورة اللاعبين الإيرانيين ويمتص اندفاعهم للتسجيل وهو ما حصل , بعد “خلل” في البث سارعنا لمحلّ كهربائيّات اسفل المقهى اكتظّ بالهاربين من شتّتهم انقطاع الكهرباء وضربات الجزاء متوالية استطعنا اللحاق بضربتي يونس و سلام شاكر بعدها فرح عارم لا يوصف إلاّ بهستيريا حرمان أصبح فيها من في الشارع يعيش خطوط الجبهة الأماميّة للحرب الإيرانيّة العراقيّة فسارعت للدار تحت وابل من أعيرة ناريّة لا تهدأ , تواردت الانباء بعدها طوال ما تبقّى من اليوم بإصابات بالآلاف بالأعيرة الناريّة لمواجهة السماء بعد أن كان “النعل المقلوب” حرام لأنّ أسفله يصبح بمواجه للسماء وهي مصدر رزقنا لأنّ الرزق يأتينا من السماء “ورزقكم في السماء ما توعدون” لذا فعلينا واجب احترامها فيتمّ الإسراع لتعديل النعل المقلوب احتراماً وحرصاً على استمرار الرزق .. زامنها غضب السماء بتفجير “شهربان” بمئات القتلى والجرحى ملأت بيوم الجمعة بهم المستشفيات ونودي بمكبرات الجوامع بالإسراع للتبرع بالدم .. هكذا أصبح طعم الفوز العراقي مليء بالدماء بعد أن تحدّينا السماء بالنيران ..