من عجائب الامور ان نجد (ابواق البعث) تعود من جديد داخل حلقة متنكرة من سلسلة مبعثرة من المفارقات التي قد حلت هذه الايام وبكثرة نادرة وراسخة من على شاشات القنوات الفضائية العراقية والعربية .وبهذه المناسبة العطرة لا املك سوى ان انتهز فرصة خروج الشاعر نوفل ابو رغيف ايضا في برنامج اخر يبث من على شاشة فضائية عراقية لا يحضرني اسمها بالتحديد .غير ان ما في الامر من مفارقة اشد وارسخ هو ان نعثر في الوقت نفسه على شخص الشاعر عارف الساعدي وهو يقوم باعداد سيناريو وتقديم برنامج تحت عنوان (سيرة مبدع) من على شاشة قناة (الحرة عراق) ومن هنا وعند هذا الحد من حجم المفارقة الساخرة -اقول- لا نعلم اذا كنا بحاجة الى البكاء ام الى الضحك على انفسنا ام على سخرية الاقدار التي جعلت منا مجرد متفرجين صامتين من امام شاشات تلك الفضائيات التي جعلت من شخص ورمز هؤلاء الناس يظهرون بهيئآت (ملائكية ) مسوغة داخل قناعات ومفهوميات انسانية متنكرة كل التنكر لاعرافها المبدئية السابقة والمتجذرة داخل مفازات من الربوبية والزوخانية وكيل المزيد من المدائح والتعظيمات (لقائدهم الضرورة؟) هذا في الواقع ما نود ان نشير اليه في هذه المناسبة مع اضفاء القليل من الايضاحات المتعلقة بحقوق الاديب العراقي المظاوم, بجانب نصه المبدع البعيد كل البعد عن رقابة ونزاهة تلك الفضائيات ودور النشر .
كما يبدو من الضروري ان نتذكر ونستعرض نواريخ وسير ادبائنا العراقيين الشرفاء مع نصوصهم الابداعية التي قد واجهت في حينها واقع قمعي من قبل دور نشر سلطات البعث –هذا وباستثناء- عمليات التخريب والتغييب لابداعاتهم واسمائهم من قبل هيئة اتحاد الكتاب والادباء التي كانت في حينها ايضا تحت رحمة المتزلف (هاني وهيب) في حين تبقى الكثير من الاسماء الثقافية والادبية ممن لم تستهوي اقلامهم ومواهبهم جملة مكارم وهدايا (القائد الضرورة) على النقيض من الطرف الاخر ممن قد استهوتهم لعبة المكارم والغنائم امام بيع اقلامهم وضمائرهم .
من جهة اخرى قد يتهمنا البعض الاخر ممن يقرا سطور هذا المقال بشئ من العدوانية او الحقد او حسد الارزاق . الا اننا نجيب عن سؤالهم بالنفي وبضمير ملئ بالمصداقية والثقة وبالقول لهم باننا لسنا من النادميين على ما اتخذناه من صمت طيلة حكم سنوات (صحافة الطاغية) كما اننا نقول لهم باننا لسنا باحسن من مواهب ادبية حقيقية قد الزمت الصمت طيلة تلك العقود امثال ,مظفر النواب , سعد يوسف , محمود البريكان ,حسين عبد اللطيف , موفق محمد , عبد الرزاق الربيعي
,والمثقف ناظم السعود , وهناك قائمة طويلة من الاسماء الادبية الشريفة , على عكس ما عليه الحال مع الشاعر عارف الساعدي الذي يقوم باعداد برنامج (سيرة مبدع ) ناسيا هذا (الفاضل ؟) ما قد اسطره هو وزميله الشاعر نوفل ابو رغيف من اساطين الالوهية والتمجيد بحق (قائدهم الفارغ ؟)كما ان هناك الكثير من هم على شاكلتهم من النماذج المرتزقة التي قد لا يتسع لنا المجال هنا لكشف حقائقهم الزائفة .
