18 نوفمبر، 2024 1:23 ص
Search
Close this search box.

مستقبل الشعر وتحولات الشعراء …….

مستقبل الشعر وتحولات الشعراء …….

مايشاع هذه الايام او يتردد في كتابات النقاد والمتابعين للشعر او الشعراء انفسهم في الصحافة الادبية العالمية وكذلك الصحافة العربية والمواقع الأليكترونية من الخوف من الشعر اونهايته او موته السريري وعزلته عن جمهوره وانحسار قرائه والعزوف عن قراءته وما الى ذلك من تغريدات في الصحافة الأليكترونية او الكتابات العابرة في اعمدة الصحافة اليومية في افكار أدبائها ومفكريها والمبدعين انفسهم ….

فالشعر كمانعلم ويعلم الكثيرون من متابعية وعشاقة وقرائه يمر احيانا بفترات ضعف حسب ظروف المرحلة التي يعيشها الشعراء والمجتمع بأسبابها الموضوعية ولدينا مثال قريب في دراستنا الاكاديمية الاولى والفترة التي سميت بالمظلمة التي قرأنا فيها اسباب انحسار وضمور التعبير في توجه الشعراء وانعكاس مظامينهم في تلك الفترة …

وبالمقابل قرأنا ايضا اسباب نهضة الشعر وتطوره وظهور قمم جديدة عبرت عن واقعها واثرت به تأثيرا كبيرا وطورت ادواتها واستطاعت ان تصل في التعبير عن التجربة بأعلى مستوياتها والاسباب ايضا كثيرة ومتنوعة اهمها الاطلاع على الآداب العالمية وتأثير التطور في الحياة والعالم والتكنولوجيا وانعكاس الواقع الجديد في نظرة الشاعروتفاعله معها ….

وفي كل الأحوال كان المقياس هو اتجاه المتلقي وتواصل ثقافته وتناغم نظرته مع حالة الشعر الجديد ودائما تكون المقايسس والدراسات في النشر والتوزيع وسوق الكتاب هي المقياس لكل متابع ولهذا نشاهد دور النشر اليوم تفضل نشر الرواية على المجموعة الشعرية وتحاول الدراسات التشبث بعالم الرواية كذلك …

واذا كنا اكثر دقة وموضوعية لندرس المجتمعات العربية وخصوصا في الدول التي ابتليت بالحروب وبعضها في الحصار بانواعه والعراق مثالا قريبا نجد الأمية بأنواعها ازدادت وخصوصا امية القراءة والكتابة بأرقام مخيفة حسب احصائيات الامم المتحدة ومنظمات التربية والعلوم فضلا عن الأمية الثقافية الأخطر التي

تعكس الحالة السياسية في فرض حالة التخلف والتراجع بكل المستويات ومجالات الحياة في التعبير والتطلع والقراءة …

والشعر كما نعلم هو استجابة ومرونة لما يطرأ من احداث وتغييرات تعكس قوته ورغم كونه لسان حال العرب وديوانهم كما يقولون فأن لأسباب تراجعه وعزلته أو العزوف عن قراءته وتحول الكثير من الشعراء الى كتابة الرواية كثيرة ومتنوعة ايضا تتقدمها النخبة الثقافية وتوجهها العام ….فالرواية كما نعلم تقوم على علاقة جدلية بين الروائي والمتلقي فتعبر تعبيرا مباشرا عن همومه اليومية سواء كان قارئا ام ناقدا وسواء كان القاريء مثقفا متخصصا في الأدب او من عشاقه او قارئ ً عاديا لأنها تشاركه همومه اليومية وتطرح قضاياه المصيرية مباشرة اضافة الى امكانية تحويلها الى اعمال درامية في السينما او التلفزيون او حتى المسرح وهذه الميزة يفتقدها الشعركثيرا ً…

والسؤال الذي يطرح نفسه هل يبقى الحال على هذه الصورة وهل حقا ان عصرنا عصر الرواية وانتهى زمن الشعر الى غير رجعة وهل يعني الاستغناء عن هذا العالم الجميل المرهف المغامر المتطلع دائما نحو التغيير المستمر وقد حملت الكثير من الروايات روح الشعر وجماليته وفضائه الواسع ولهذا نجح الشعراء الذين كتبوا الرواية الحديثة بأدخالهم تلك العناصر الجذابة للحدث الروائي بالحبكة الروائية …وامثلتنا كثيرةايضا فالواقع يفرض نفسه على الاديب في تعبيره الصادق ولكننا لم ننس فضاء الشعر الجميل ….الذي يؤدي دورا حيويا في التعبير عن التجربة بحرارة فمهما تراجع او انتكس أوهمشته التداعيات فلا يمكننا الأستغناء عن الجمال المتنوع في الحياة ولا خضرة الحدائق والأشجار والحقول .او زرقة السماء بعد هطول المطر او حمرة الشمس في غروبها الاخير وتفاعل الانسان مع وجودها وعمق تأمله وهي تعكس رؤيته الصادقة ……

أحدث المقالات