10 أكتوبر، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

عراق قاسم سليماني

عراق قاسم سليماني

من الخطأ الفاحش تشبيه و مقارنة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الايراني بالمندوب السامي البريطاني في العراق، لأن الاخير لم يتمکن أبدا من تحقيق ماقد حققه سليماني في مجال بسط نفوذ و هيمنة النظام الديني القائم في إيران على مختلف أرجاء العراق بالاضافة الى ان سلطته و جبروته على القادة و الساسة العراقيين تتجاوز بکثير ماکان متاحا للمندوب السامي البريطاني أيام الاحتلال البريطاني للعراق.

التقارير و الانباء و التصريحات المختلفة بشأن نفوذ و هيمنة طهران على العراق قد صار من الحجم و القوة الى الحد الذي يحدد سياقات و إتجاهات و مسارات الاوضاع و الامور بل وحتى تحديد نتائجها الى حد ما، وان التصريح الاخير للسياسي الکردي محمود عثمان من أن إيران لن تسمح ببناء عراق ديمقراطي غير خاضع لنفوذها، مثلما انه قلل من إمکانية حيدر العبادي في بناء دولة لأن التدخل الايراني کبير في العراق و مهيمن على البلاد، هذه التصريحات تأتي کشهادة من الواقع على المستوى الذي بلغه النفوذ الايراني في العراق.

تصريحات عثمان الذي يعتبر من الساسة الکرد المطلعين، يمکن إعتبارها تأکيدا عمليا لما جاء في تقريرين منفصلين حساسين و بالغي الاهمية احدهما من جانب المقاومة الايرانية و الاخر تقرير أخباري بريطاني، عن الدور و النفوذ الايراني في العراق، حيث انه وفي الوقت الذي قال فيه التقرير البريطاني”إن قائد فيلق قدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، يشرف على “عمليات تطهير” ضد السنة في العراق. وأضاف التقرير أن “المسؤول الأول عن الميليشيات الشيعية المقاتلة في العراق، المتهمة بارتكاب جرائم ضد السنة في العراق، هو الجنرال سليماني”، مشيرة إلى أن “سليماني أشرف على تحويل القوات العسكرية والأمنية في العراق إلى ما يشبه حزب الله في لبنان “.، فإن تقرير المقاومة الايرانية کان قد ذکر قبل ذلك بأن” هدف قوات الحرس والميليشيات ليس محاربة داعش بل استغلال الظروف الموجودة وتعزيز سلطتهم على العراق لذلك عمليات الابادة والاغتصاب والتهجير الجماعي وسلب ملكية اهل السنة التي كانت مستمرة منذ عام 2003 أخذت أبعادا غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة. وأكد شيخ جعفر مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني في قضاء خانقين خلال مقابلته مع الموقع الرسمي للحزب في الأول من كانون الأول/ ديسمبر قائلا: « تعامل الميليشيات الشيعية تشبه داعش أو حتى أسوأ من داعش. انهم لديهم خبرة في القتل والحرق والنهب حيث عبثوا بمدينة السعدية بنسبة 90 بالمئة ونهبوا وحرقوا مرافقها جميعا … وهدفهم هو بسط السلطة ونفوذهم… انهم لا يستخدمون العلم العراقي كثيرا ويرفعون راية تحمل شعار الثورة الاسلامية

الايرانية… انهم بدأوا بتصفية جميع السنة ويقتلون الناس اينما وجدوهم… وتفجر هذه القوات منازل الناس بذريعة عملية تفكيك عبوات ناسفة والمتفجرات”،

المطبلين و المزمرين للدور الايراني من أولئك الذين يهولون من أمر رجل متورط في إثارة التطرف الديني و سموم التفرقة و الاختلاف الطائفي و نشر الارهاب کقاسم سليماني و يسعون لإسباغ أوصاف البطولة و الشجاعة و الانسانية، انما يمارسون الکذب و التزييف و التحريف الحقائق بأحط الصور و احقر الاساليب، لأن سليماني الذي هو إمتدد لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الجزء و الجانب الاساسي من المشکلة القائمة في العراق وليس بإمکانه أبدا أن يکون او يصبح جزءا من الحل، وان من جعل العراق يبدو بالاوضاع المزرية الحالية حيث إحتراب طائفي و فساد و دولة عاجزة و جيش مهمش و سيادة وطنية منتهکة، انما هو الجنرال قاسم سليماني بأمر من أعلى سلطة في إيران!

[email protected]

أحدث المقالات