التأمّلُ البطيء او الأقل من ذلك فيما تخططهُ وتُنفّذه داعش من مشاريعٍ اكثر من ستراتيجية او SUPER STRATEGY مدروسة بعناية , قد تجعل المرء مستسلماً سيكولوجياً وفكرياً لأفكارٍ وتصوّراتٍ وآراء بأنّ كلّ ما نستمع اليه او نقرأه عن غاراتٍ جوية يقوم بها سلاح الجو الأمريكي ” بطائراته القليلة ” وتحت شعار < التحالف الدولي ضد داعش > , ما هو إلاّ هراءٌ × هراء ! جرّاء ما يجري في الجانب الداعشي , فبالأمس القريب قام هذا التنظيم بأصدار عملة مالية مسكوكة من الفضة والنحاس والذهب لتعميمها واستخدامها في المناطق التي يسيطرون عليها في العراق وسوريا < مع الأخذ بنظر الإعتبار المستلزمات والمتطلبات الفنية الصعبة وكميات الأموال والمواد والمطابع والمكائن والأجهزة التي تنتج هذه العملة + الثقة المطلقة والضمان الذاتي بأنّ الأمكنة والمصانع المنتجة لهذه العملة سوف لا تتعرّض للقصف الجوي منٍ ايةِ جهةٍ كانت .!
ثمَّ , وبعد كلّ هذا , وبعد أن كان تنظيم الدواعش يستخدم وسائل التواصل الأجتماعي للترويج الإعلامي لطروحاته وينشر افلاماً فيديوية عبر ” اليوتيوب ” عن عملياته وفعالياته القتالية , ثمّ ايضاً , بعد أن تمكّن هذا التنظيم من اصدار صحيفةٍ تنطقُ بأسمه , وأتبعها بمجلّةٍ لتغطي مساحةً اوسع من انشطته , وثمّ كذلك قام بأنشاء اوتأسيس محطة اذاعية وموقعٍ الكترونيٍّ بأسمه وكأنه في طريقه ليستكمل بناء امبراطورية إعلامية تُرسّخ وتُجذّر اقدامها بين وسائل الأعلام العالمية ! فقد قام الدواعش مؤخراً ببدء الأستعدادات اللازمة لإطلاق قناةٍ فضائية بأسم وبعنوان ” قناة الخلافة ” ! , وقد آثرتُ في ” اعلاه ” تجاهلَ ذِكرِ اسماء الجريدة والمجلة والأذاعة التي أنشأها التنظيم .
ومع الأخذِ بنظر الأعتبار لتجارة النفط الرائجة والواسعة التي تقوم بها داعش من الآبار الموجودة في المناطق التي تسيطر عليها , ثمّ تهريبها بأسعار مخفّضة الى خارج الحدود العراقية ” وهذه الموارد النفطية هي ليست الأساس في ميزانية داعش المبهمة ! “
النقطةُ الأخرى التي ينبغي حسابها بنظر الأعتبار” ومن الزاوية الحادّة ” هي ماسبق ان صرّح به الفريق ” ضاحي خلفان ” نائب قائد شرطة دبي السابق وهو من خبراء الأمن الستراتيجيين في الوطن العربي عبرَ ” تويتر ” : < أنّ قوّات داعش لا تستخدم طريقة التشفير في اتصالاتها في الموصل , وبالتالي فأنّ تتبّعها اسهل من تتبّعِ فيل .! > , وهذا يعني أنّ داعش لا تكترث من الوصول والإستماع الى اتصالاتها وما تحويها من معلوماتٍ استخبارية وعسكرية ! فلماذا يفعل الدواعش ذلك .!؟ ولماذا هذه الثقة المطلقة من أنّ ذلك لن يؤثّر عليها أمنيّاً وعسكرياً .!! , بل أنّ الفريق خلفان ذهبَ اكثر من ذلك حين اضاف : < انّ القبض على ابو بكر البغدادي اسهل من القبض على ارنب برّي !! وانّ البغدادي هذا يتواجد في مِنطقةٍ قريبةٍ جداً منْ المسجد الذي القى فيه خطبة الجمعه المعروفه في الموصل , حيثُ لايبعد مكانه ” كمنطقة تواجد ” في دائرة لا يزيد قُطرها على 1O كيلومتر , وانّ تمشيط تلك المنطقة في غاية السهولة > , كما أنّ الفريق ضاحي خلفان قد قالها بصراحةٍ ضمن حديثه بأنَّ < الولايات المتحدة تستهزئ بالأمة العربية حين تقول أنّ داعش تحتاج الى حربٍ طويلة , فيما أنَّ رصدَ حشودِ مقاتلي داعش اكثر سهولة من رصدِ اسرابِ الجراد > !!
إذن ما نستنتجه من تكرار التصريحات الأمريكية ولعددٍ من مسؤوليها السياسيين والعسكريين من أنّ الحرب على داعش تتطلّب 3 سنوات , فأنّ هذا التنظيم سيفعل ما يفعل ” وبضوءٍ اخضر ! ” من احتلالاتٍ لمدنٍ ومناطقٍ وقتلٍ وتهجير دون أن يواجه خطر الهجوم المضاد المفترض والمرتقب , وما الطلعات والغارات الجوية التي قوم بها الأمريكان بين وقتٍ وآخر , إلاّ كما يسمى ” كأسقاط فرض ” ! أمام الرأي العام , واليس زيادة وتكثيف القوة النارية يختزل ما تتطلبه فترة المعركة ! ولماذا 3 سنواتٍ وكيفَ حسبوها .! وبأية معادلة حسابية ؟ سوى معادلةٍ سياسية مبيّته !!
قد تكون التصريحات الأمريكية صحيحةً طالما تتحكّم الولايات المتحدة بالأجواء العراقية وبمقاتلاتها المحدودة , طالما أنّ إرادةً سياسية وعسكرية عراقية وصميمية ليست موجودة بالكامل ” بغضّ النظر عن النوايا مهما كانت سليمة ” , فألى ذلك وبشكلٍ محددّ , فلماذا لايقوم العراق ” اولاً ” : بشراء طائرات مقاتلة ليست بمستوى ال F 16 ومن دولٍ اوربية وشرقية مختلفة طالما انّ داعش لاتمتلك منظومة دفاع جوي متقدّمة وأنّ وسائل دفاعها الجوي بدائيّه , وتكون عملية قصف مواقعها بسهولة . ” ثانياً ” : لماذا ايضا لا تقوم القيادة العراقية بأستئجار طائرات مقاتلة من بعض الدول < كما جرى في ثمانينيات القرن الماضي حين استأجر العراق طائرات سوبر ايتيندارد من فرنسا اثناء الحرب العراقية – الأيرانية , ولتفعيلِ هذه العملية فبالأمكان التعاقد مع طيارين عرب متقاعدين او غير متقاعدين لقيادة هذه الطائرات المفترضة , ويقيناً اذا ما فعل العراق ذلك فأنه سيختزل الكثير من الزمن لإنهاء الوجود الداعشي , ولإمتلاك حرية الحركة في الجو والتخلّص من التحكّم الأمريكي في الأجواء العراقية وفي عمليات القصف الجوي .
ما نذكره في اعلاه قابلٌ للتطبيق من نواحٍ فنية وعسكرية , ولكن هل تعمل القيادة العراقية على إجرائه .؟ , مسبقاً نتبرّع ونتطوّع بوضع كافة علامات النفي أمامه .!!