23 ديسمبر، 2024 6:30 م

داعش وأفكار مضادة للبقاء

داعش وأفكار مضادة للبقاء

تعرضت داعش في الأشهر الأخيرة لضربات قاصمة, جعلت نفوذه يتراجع, في  مناطق كثيرة, خصوصا في ديالى وسامراء, بفعل الجهد الوطني, للجيش العراقي والحشد الشعبي, مع سعي لبدء حملة تحرير الموصل, لكن المخابرات العالمية لها رأي مختلف, فهي تسعى دوما لإعادة بث الروح, في جسد داعش, فتنظم له عملياته, وتخطط له, اليوم القرار الغربي, يتجه للحفاظ على تواجد داعش, للاستفادة منها قدر الإمكان, مما يعني حربا مضادة.
يركز تنظيم داعش الإرهابي, على إيجاد طريق عسكري, بين قضاء الخالص وقضاء سامراء, حيث تم أخيرا إحباط  محاولات متعددة, لإغراق ثلاث معابر, تربط محافظة ديالى بمحافظة صلاح الدين, لتمنع وصول التعزيزات العسكرية, وبالتالي إعادة الانتشار جغرافياً لداعش.
قبل الشروع بحرب تحرير الموصل, بدا الجهد المخابراتي يتفاعل, لصد كل الجهود الرامية لتحرير الموصل, عبر خلق أزمات سياسية, لتأخير قرار بدا عمليات تحرير الموصل, وهو الدور الذي يتقنه بعضهم, ويقوم به على أكمل وجه, والأمر الأخر هو عبر إعادة فتح جبهات ديالى وسامراء, لتصبح  كحزام للموصل, لتبقى بمأمن من أي عمليات عسكرية, وهذا التخطيط لا يمت بصلة لعقول الدواعش العفنة, بل هو تدبير كبير, وفهم واسع لجغرافيا العراق, وعبر هذين الشقين يتم الاحتفاظ بإمارة الموصل للدواعش.
الأبواق النشاز تطبل ضد المتطوعين (الحشد الشعبي), لتعيد رسم خارطة داعش, كمقدمة للدفع بشيوخ العشائر في ديالى, للمطالبة بتدخل ومساعدات أمريكية, على غرار ما حصل في الانبار, فانتصارات الحشد الشعبي تغيضهم, والاستقرار هي الفكرة التي لا يرغب بها بعض الساسة المتعفلقين, ولا ننسى إن بيننا كثير من الدواعش, فالاجتماعات الأخيرة لشيوخ عشائر ديالى, من مكون السنة حصرا, مع سياسي بارز, هي للدفع بطلب العون الأمريكي, ونشر إشاعات مغرضة عن الحشد الشعبي, لإعادة الدواعش للمحافظة.
السعي لخلق أزمة, لجعل الحرس الوطني هو الحل الأوحد, فالأحزاب السنية تطالب بتشكيل جيش, موازي للجيش العراقي, يكون منهم حصرا, يجهز ويدرب كي يكون بداية تأسيس مشروع الإقليم, فتحرير الموصل سيجعل حلم الحرس الوطني سرابا, لذا يجب ألان الدفع بالأمور نحو الغايات الضيقة, وخلق مشاكل وإعاقات إمام أي جهد لتحرير الموصل ألان, لتكسب من وجود داعش بتحقيق مكاسب كبيرة, فالفرصة المتاحة كبيرة, لعشائر السنة مع الدعم الغربي, لتحقيق إمارة سنية بجيش وحدود,وهنا مكمن الخطر على العراق.
في الزمن القريب ,لن يرى النور هذا الجيش الموعود, بحسب مقاسات اليوم, بسبب قرب انتهاء داعش, لكن لن تستسلم الدوائر الغربية عن نسج المؤامرات, إلى إن يقسم العراق.