اثارت الاحداث الاخيرة في اوروبا تساؤلات كثيرة وكبيرة وبعمق المحيط الاطلسي الفاصل بينها وبين امريكا واذا كانت غالبية الشعوب تاخذ الامور بظواهرها فان اجهزة المخابرات العالمية الرصينة (اللي مفتحة باللبن) ورؤساء دولها والسياسيين والمتابعين ذوي العقول الراجحة والنظر الثاقب لايستقرون عند السطوح ابدا فانهم ايضا لايرتضون ان تسبح عقولهم في تيارات عامة الناس فهنالك الكثير من الامور التي سبقت ورافقت وتبعت الاعتداءات الاخيرة على مجلة ( شارلي إبدو ) الفرنسية الساخرة بعد نشرها رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص) وحادثة احتجاز عدد من المواطنين في متجر يهودي في باريس وقتل اربع يهود فرنسيين بوقت متزامن مع الهحوم على الصحيفة مما يقدم مؤشرات ليست اعتيادية في خفايا السياسة بين الدول الكبرى التي تتصارع على مصالحها حتى وان ظهر اتفاقها وتقاربها وهذا الكثير يدفع الى الاعتقاد بان الاعتداءات الاخيرة في باريس لم تكن تقليدية ابدا ولم تكن من افعال الاصولية الاسلامية باراداة واستقلال عن المخططات المخابراتية العالمية وسنذكر في ادناه لمحات محددة عسى ان ندخلها جميعنا في مختبراتنا العقلية ونتامل في ما يخرج من نتائج كل حسب ما يصل اليه …..
· النظام العالمي الجديد اي نظام القطب الواحد المخطط له من زمن بعيد والذي تم تحقيقه بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وتفرد امريكا بالزعامة ومحاولتها فرض الهيمنة على اوربا يقابله محاولات اوربية المانية فرنسية على وجه الخصوص بالسير باتجاه اكثر استقلالا عن امريكا .
· الفضائح التي تنشر بين فترة واخرى عن قيام الولايات المتحدة الامريكية بالتجسس على بعض زعماء اوروبا من خلال كوكل وهاتف الآيفون الامريكيتين .
· تنفيذ الولايات المتحدة الامريكية اجنداتها العسكرية العالمية وخاصة في افريقيا وسوريا والعراق وانشاء تحالفات دولية انضمت اليها عدد من الدول الاوربية الرئيسة بالضغط عليها لجرها الى مستنفع وساحة الارهاب العالمي وكل التحالفات العسكرية العالمية هي بزعامة امريكية .
· الدعوات المستمرة من قبل الزعامات الصهيونية في اسرائيل ليهود اوربا عامة ويهود فرنسا خاصة للهجرة الى فلسطين .
· اتخاذ فرنسا ودول اوروبية رئيسية في الفترة الاخيرة مواقف سياسية متميزة ومؤثرة على الصعيد العالمي بالاتجاهات التي لاتريدها اسرائيل وآخرها قبول دول اوربية مهمة عضوية فلسطين في معاهدة روما التي انشأت بموجبها المحكمة الجزائية الدولية ورفض امريكا واسرائيل هذا الامر.
· تصاعد الحملات المعادية للاسلام في مختلف الدول الاوربية بشكل تظاهرات او اعتداءات على المسلمين ومؤسساتهم او رسوم مسيئة للنبي محمد (ص) وغير ذلك .
· اختيار التوقيت المناسب لاسرائيل والمربك لاوربا لنشر صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية الساخرة الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (ص) مع علمها المسبق بان هذا الامر
لن يمر بسلام وانما سيولد ردود افعال قد تكون دموية .
· اصرار المجلة على نشر صور اخرى اشد اساءة في اول عدد تصدره بعد الاعتداء عليها .
· تسابق كل من تنظيم القاعدة الرئيسي وفرعه في اليمن وكذلك داعش بالادعاء بتنفيذ عملية التفجير والاحتجاز الاخيريتين في باريس .
· هروب (حياة بومدين) احدى المتهمين بتنفيذ الهجوم ودخولها الى سوريا عبر الحدود التركية والتحاقها بداعش كما اشارت وسائل اعلام متعددة.
· الاقوال المنسوبة لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة بيل كلنتون بان امريكا هي من شكلت ودعمت داعش اضافة الى القاعدة وهذه المعلومة ليست سرية اضافة الى ان الوقع الميداني في سوريا والعراق على وجه الخصوص يؤكدها .
· تعرض عدد من المسلمين والمؤسسات الاسلامية في اوروبا وامريكا الى مضايقات واطلاق نار وتظاهرات مضادة بسبب الاحداث الاخيرة .
· وكانت انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس مسيرة مليونية تاريخية ضد الإرهاب إثر تلك الاعتداءات التي تحولت إلى مأساة ذات بعد عالمي مع مشاركة خمسين ممثلاً لدول أجنبية في المسيرة. ومن أبرز المشاركين في هذه المسيرة، بالإضافة إلى الرئيس أولاند، المستشارة أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ونظيره الإيطالي. كما يشارك في المسيرة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر والرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو .
· المشاركة الامريكية في هذه التظاهرة كانت مخجلة .
· تصريحات الرئيس الفرنسي اولاند بان المنفذين لايمثلون الاسلام .
· تصريح زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا لوبين بعدم ربط حادث شارلي إيبدو الإرهابي بالإسلام، وبرّأت المسلمين منه .
· تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه يجب الامتناع عن تسمية المتطرفين في العراق وسوريا ب”الدولة الإسلامية”، موضحا أن التنظيم لا يمثل الإسلام .
· كشفت وسائل اعلام ان الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند شارك في جميع المراسم التي اقيمت في الكنيس اليهودي في باريس لذكرى اليهود الاربعة الذين قتلوا في الاحداث الاخيرة ، الا انه بمجرد ان جاء دور نتنياهو لإلقاء كلمته غادر هولاند المكان فوراً.
· الرئيس الالماني يواكيم غوك يخاطب المسلمين المشاركين في المسيرة المنددة بالاسلاموفوبيا التي جرت عند بوابة براندبورغ في برلين في المانيا “نحن جميعا المانيا — نحن الديموقراطيون بخلفياتنا السياسية والثقافية والدينية المختلفة — نحترم ونحتاج بعضنا البعض”. داعيا الى الوحدة في مواجهة تصاعد العداء للمسلمين والهجمات التي شنها اسلاميون في باريس الاسبوع الماضي.
· المستشارة الالمانية ميركل تشارك بالتظاهرة الاسلامية الكبيرة في برلين وترفض الدعوات المضادة للاسلام وتقول ان الاسلام جزء من المانيا.
وفي الوقت الذي يرفض السياسيون الاوربيون الربط بين الاسلام والارهاب نجد ان المسلمين ( التنويريين ) او اخوانهم التاركين للاسلام باتجاه اللالحاد واللادينية يستغلون هذه الحادثة فيرفعون
اصواتهم عاليا بسب الاسلام وشتم نبيه ويعتبرون الاسلام دين الارهاب .
وبالمناسبة فاني اشير الى منشور على صفحتي الفيسبوكية كتبت فيه (من خفايا السياسة وستراتيجياتها : اذا اردت ان تعرف حقية فعل او سلوك او موقف في عالم السياسة فعليك البحث عن الرابح والخسران حتى وان كان الربح والخسارة مؤجلان فهنا تكمن الحقيقة).
وبعد كل ما تقدم …
هل نستطيع القول ان اوروبا عرفت حقيقة ما جرى ؟
وهل نصدق ان التظاهرات الاخيرة التي خلفتها الاحداث التي جرت في باريس وخاصة تجمع زعماء اوربا فيها كانت ضد الاسلام والمسلمين والارهاب النابع منهما ؟!