بالرغم من أنني لست من المؤيدين أو الداعمين أو حتى من المتفائلين ولو ببصيص نور في نهاية هذا النفق الدامس الظلام !, بل مازلت مصر وثابت على مواقفي الوطنية الراسخة , بأن كل ما جرى للعراق ما بعد 16/مارس / 2003 , مروراً بـ 9/ نيسان من نفس ذلك العام المشؤوم , والذي أراد البعض من أقزام الاحتلالين أن يتخذوه عيداً وطنياً !؟, وحتى هذه اللحظة هو باطل جملة وتفصيلاً , وجميع ما بني عليه وروج له , وكل ما هدر عليه من ترليونات الدولارات من أموال عراقية نهبة ومازالت تنهب في وضح النهار , وأرواح زهقة , وأمواج وأفواج بشرية نزحّت وهُجرت .. وهم بالملايين داخل وخارج العراق من أبناء هذا الشعب المنكوب المنهوب , هو باطل .. باطل .. باطل إلى يوم الدين , أو حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا , لا يتسع المجال الدخول أو الخوض الآن في متاهاته ودهاليزه وسراديبه !؟, كونه أصبح معلوم ومفهوم للقاصي والداني , بمن فيهم .. البعض أو القلة القلية الذين غرر بهم أو خُدعوا بشعارات الاحتلالين الماسونية الفارسية الصهيونية ونواياهم الشريرة المبيته , ناهيك عن شعارات الأحزاب الطائفية ” السنية والشيعية والعلمانية ومراجعهم ” !؟, والتي أثبتت العشر سنوات العجاف الماضية بطلانها جملةً وتفصيلاً .
بإختصر شديد جداً .. نقول للسيد ” حيدر العبادي ” وبدون مجاملة أو تقية .. نعم المخاض عسير والمصاب جلل والكارثة كبرى , والتركة والحمل ثقيل يهد الجبال .. لكن .. في حال إذا كنت حقاً جاد ومصّر على اتحاذ خطوات جادة وشجاعة لتصحيح المسار الوطني , وكما نرى ونشاهد من خلال متابعتنا لتصريحاتك وجولاتك وصولاتك داخلياً وخارجياً , ونظن أنك بنية صادقة تحاول اصلاح ما خربه المخربون وعثوا به الفاسدون … إخراج العراق من عنق الزجاجة ومن هذا النفق المظلم , ومحو آثار ومخلفات النفاق السياسي والديني والطائفي والقومي المبطن بشعارات الحقد والكراهية والشحن الطائفي المقيت , وتطمح فعلاً في إنقاذ العراق من هذا المصير المجهول الذي لا يعلم إلا هو جل شأنه كيف ستكون نهايته وعواقبه الوخيمة وآثاره المدمره على مصير شعب كامل , ووحدة وحدود وطن يكاد .. أو نراه يكاد يتمزق ويتشظى ويضمحل شيئاً فشيئا لا قدر الله سبحانه .. لولا وثبة وتفاني أبنائه المخلصين ووقوفهم بوجه مشاريع إيران وأمريكا وصهاينتهم .
عليك أيها العراقي ” حيدر ” … أن تبدأ أولاً باتخاذ قرارات حاسمة وحازمة وعاجلة جداً قبل أن تُقّدمْ على الخطوات المصيرية الثلاث , والتي باتت حلم وأمنية كل عراقي شريف عفيف غيور على أرضه وعرضه ومستقبل وطنه ومصير ومستقبل أجياله … !؟
1- تطهير المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية تماماً من أزلام أمريكا وإيران وعلى رأسهم منظمة بدر الإرهابية وزعيمها قاسم سليماني ونائبه هادي العامري , ناهيك عن أتباع المخلوع راعي الفساد وزعيم المفسدين .. نوري كامل .
2- اعتقال جميع الفاسدين والمفسدين والخائنين وإيداعهم السجون قبل فوات الأوان .. ؟, (وأن تتغدى بهم قبل أن يتعشون بك ), وعلى رأسهم نوري وأبنه وأصهاره وحاشيته وأزلامه وما تبقى من أمراء مافيات وحيتان الفساد .
3- إتخاذ خطوات جادة وسريعة من أجل إستعادة أموال العراق المنهوبة , ومطالبة كافة دول العالم وعلى رأسها الدول التي تدعي بأنها تريد الوقوف بجانبك في محاربة ما يسمى الإرهاب ؟ بتسليم كافة السراق واللصوص الذين ثبتت إدانتهم بسرقة أموال الشعب العراقي , وهم معروفون ومشخصون لديك ولدى الشعب ولدى جميع حكومات وأجهزة أمن تلك الدول , والذين يحتمون ويختبئون على أراضيها عن طريق حملهم جناسيها وجوازات سفرها , والذين يسرحون ويمرحون بواسطتها في جميع أنحاء العالم .
4- اطلاق سراح كافة الوطنيين العراقيين وعلى رأسهم قادة الجيش العراقي السابق , وأولهم وزير الدفاع اللأسبق البطل ” سلطان هاشم ” وجعله اليد اليمنى لك في عملية التغير الحقيقي , لقيادة جيش وطني مهني , بل اجعل منه سنداً وعوناً لك في إعادة هيبة الدولة العراقية , وبناء المؤسسة العسكرية العراقية العريقة , وإعادة الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية إلى كافة ربوع الوطن الذي استبيح بشكل لم يسبق له مثيل .
5- اعتقال كافة قادة وزعماء وامراء المليشيات الطائفية والصحوات وحلها وتفكيكها ونزع أسلحتها فوراً .
6- غلق الحدود مع إيران وسوريا فوراً , وقبل الشروع باتخاذ الخطوات الهامة والمصيرية , والتي أجزم وأقسم لك وللشعب بالله .. بأنها ستلقى ارتياحاً وسروراً ودعماً عارماً واسع النطاق لدى كافة المخلصين والوطنيين الأحرار ومن كافة فئات الشعب , والذين يشكلون الغالبية العظمى والسواد الأعظم من أبناء الشعب العراقي من أقصاه إلى أقصاه , وسيؤيدها ويدعمها أيضاً جميع العراقيين في كافة دول الغربة والشتات والمنافى .
الخطوات الأساسية لإنقاذ العراق .. هي :
1- إعلان حالة الطوارئ فوراً بعد اتخاذ وتنفيذ جميع القرارات الآنفة الذكّر لقطع الطريق على القتلة والمجرمين وأعداء الله والعراق .
2- إلغاء الدستور وليس تعطيله فقط .
3- حل البرلمان والشروع باعتقال جميع من تثبت إدانتهم بعمليات فساد ونصب واحتيال وحملة الشهادات والأسماء وألأقاب والإنتماءات المزورة منذ تأسيس مجلس الحكم وحتى اعلان ساعة الصفر .
عندها فقط .. وفقط … ستثبت للعالم وللشعب العراقي … بأنك يا سيد حيدر رجل وطني مخلص همك الوحيد مصلحة ومستقبل الوطن والمواطن , وليس شعارات رنانة وخطابات طنانة تطلقها هنا وهناك بدون رصيد وبدون أي شيء ملموس حتى هذه الساعة !.
لماذا…لأننا بصراحة نرى هوسه وفرقعات إعلامية وتصريحات نارية ومازلنا للأسف نسمع جعجعة ولا نرى حتى ذرة طحين لحد هذه اللحظة !؟.
أخيراً .. ربما يسأل سائل ؟, بأن ما ذهبنا إليه ما هو إلا أضغاث أحلام وتمنيات لا تمت للواقع بصلة , ولم ولن ترى النور أو تجد آذاناً صاغية أبداً !؟.
لذا أود أن أقول بكل صراحة وصدق وتجرد :
شخصياً .. لا يعنيني ولايهمني أبداً لا من قريب ولا من بعيد من يحكم العراق بغض النظر عن دينه أوقوميته أوطائفته أو مذهبه , بشرط واحد ألا وهو .. على أن يكون من أب وأم عراقيين , هذا أولاً .
أيضاً وبعيداً عن الشخصنة .. لسنا من طلابي السلطة أو المناصب أو المكاسب , بحياتنا لم ولن ننتمي أبداً لأي حزب أو تكتل سياسي أو طائفة ما منذ أن فتحنا أعيننا على هذه الدنيا , وفهمنا ألاعيب وأهداف بعض الأحزاب والسياسة والسياسيين , ناهيك عن الطائفيين الذين وصلوا أخيراً للسلطة وتقلدوا أرفع المناصب بذرائع شتى على رأسها ” المظلومية “, لم ولن نستفاد من خيرات وثروات العراق لا في الماضي , ولا الآن ..!, ولو دولاراً واحداً , بالرغم من أنها .. أي خيرات الوطن حقاً كفلته جميع الشرائع والقوانين لنا ولكل مواطن عراقي , أيضاً ولله الحمد لا نمتلك متراً مربعاً واحداً على أرض الوطن المترامي الأطراف .. حالنا حال الملايين الذين يسكنون بالإيجار على تراب هذا الوطن ؟, بالرغم من كل هذا وذاك فإننا سنبقى نعتز ونفتخر بعراقيتنا وعروبتنا وبقوميتنا العربية أيما اعتزاز , لا نعترف ولا نقلد أي مرجع ديني أو طائفي .. مهما كبر أوعلى شأنه أو مقامه في عقول ومخيلة الرعاع وهم كثر للأسف , مرجعيتنا الأولى والأخيرة .. الوطن .. ثم الوطن .. ثم الوطن العراقي الواحد الموحد من زاخو وحتى المطلاع .. والله ومن يعرفنا حق المعرفة .. على ما نقول شهيد , والله والوطن وهذا الشعب المنكوب من وراء القصد .
وللنصيحة بقية