من النعم التي انعم الله بها على المسلمين ان رزقهم اياماُ خوالد يفخرون بها وتكون لهم بمثابة محطة للراحة من هموم الدنيا وغمومها ومن هذه الايام ذكرى مواليد اهل البيت عليهم السلام ابتداء من جدهم الاعظم والى الامام الثاني عشر منهم فتكون تلك الايام عبارة عن (REFRESH) بالمصطلح الحديث تعيد للامة نشاطها وتأصل فيها روح الاندفاع والتفاني في سبيل قضاياها المصيرية وهذا الحال منذ اقدم الازمنة ثم تزداد تلك النعم بان يوافق ميلاد احد الائمة عليهم السلام مع مولد عظيم من عظماء الشيعة كالذي حصل مع مولد النبي الاكرم صلى الله عليه واله ومولد الامام الصادق عليه السلام ومولد السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رضوان الله تعالى عليه) ولا اعتقد ان احداُ يمكن ان يقول ان هذا حدث صدفة او انه حدث فعلا ولكن لا يستحق ان نحمله اكثر مما يستحق او نؤوله بغير تأويل وغيرها من الامور التي قد تصدر من البعض والرد عليه يكون بسيط جدا لان هكذا امور مثلما حدثت مع هؤلاء العظماء فلماذا لم تحدث مع غيرهم اي لماذا لم يصادف ذكر مولد شخص ما في المذهب مع هذه المواليد المباركة ولذا فانا اعتقد ان هذا لا يكون له سببا او تأويلا الا ان تكون هناك علاقة غيبية بين هؤلاء المواليد الثلاثة وهم الصادق الامين(ص) وجعفر الصادق(ع) ومحمد محمد صادق(رض) وهذه العلاقة وان كان المجال لا يسع لذكرها بالتفصيل او الوصول الى كنهها الا اننا نستطيع ان نصل الى بعض منها ولو على سبيل الاطروحة فمثلا ان كلا العظميين الصادق الامين(ص) والصادق جعفر(ع) بُعثا ليبينا للناس دينهم بعد ان حرشتهم الجاهلية في العهد الاول والفتن في العهد الثاني وكذلك فان محمد الصادق الصدر بُعث ليبين للناس ما توهموا به وما اعتادوا عليهم بغير سلطان اتاهم وهناك شيئا اخر وهو ان كلاً من هؤلاء العظماء الثلاثة وطبعا القياس بينهم قياس مع الفارق الا انهم تعرضوا من اعدائهم لنفس الضغوطات ونفس الاساليب ومع كل ذلك بقى هؤلاء العظماء كلمات على ثغر الزمان يرددها بان ما كان لله ينمو وان النصر والخلود حليف المؤمنين فسلام عليهم يوم ولدوا ويوم ماتوا ويوم يبعثون احياء عند ربهم يرزقون .