أبتدء كلامي بالمثل القائل : { فاقد الشيء لا يعطيه } :
على الرغم من مايمر به الشعب العراقي من ظروف قاسية ليس لها نظير في العالم كله الّا ان ذلك لا يمكن حصره فقط في ما يتعرض له هذا الشعب المظلوم من قتل وتهجير وتناحر طائفي وغيرها من المآسي وانما هناك شيء آخر يستحق الوقوف والتأمل وهو: الادارة الرعناء التي كان يتبعها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والتي القت بمآسيها على الشعب العراقي من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه ومازالت تلك التصرفات شاخصة أمام أعين العراقيين ومع كل ذلك فإن هذا لا يدعو للإستغراب دون غيره ،لأن الذي يدعو له هو : ما صدر من المالكي في الإحتفالية بمولد النبي الأكرم (ص)
حيث خرج علينا سماحة رئيس الوزراء المخلوع خلال مناسبة المولد النبوي الشريف ، في تصريح مثير للسخرية والتعجب في آنٍ واحد إذ قال :
( إنّ الأوضاع الأمنية التي يشهدها العراق لا يمكن حلها بواسطة التدخل الأمريكي ولا الإيراني ، ولا عن طريق الأجهزة الأمنية وقوات الحشد الشعبي ، وإنما يكون الحل الوحيد عن طريق الإعتدال ) !!!!!
للتذكير أقول :
في السنوات الثمان المظلمة التي كنت تحكمها – يا أبا إسراء – من كان يتكلم عن ( بحور الدماء ) أثناء خطاباتك الرنانة التي أثقلت بها مسامع العراقيين بين الحين والآخر والتي كان لها مردود سلبي على الحياة السلمية في البلد ، ألستَ أنت من قال ذلك أثناء حرب الأنبار التي لازالت مشتعلة إلى اليوم ؟، في حين كان بإمكانك تجنيب العراقيين من هذه الحرب الدامية عن طريق الحلول السياسية التي طرحها الشيعة قبل السنة وفي مقدمتهم المرجعية الدينية في النجف الأشرف وعدم الإكتفاء بالمواجهات العسكرية !!!؟؟
ألستَ من قال :
( إنّ معركتنا هي بين معسكر الحسين و يزيد ) حيث تبادر الى أذهان أبناء المنطقة الغربية أنهم يمثّلون معسكر يزيد ، وأنت تمثّل معسكر الحسين فهل حقاً هم يمثّلون معسكر يزيد وأنت تمثّل معسكر الحسين ياترى ؟؟؟
ألستَ من قال :
( هذه فقاعات ، وشعارات نتنة .. وأقول لهم إنتهوا قبل أن تُنهوا ..) في إشارة إلى الشعب الأنباري ، مع غض النظر عن الإنتهازيين والمدسوسين والمتواطئين مع القاعدة .. لكن في نفس الوقت يوجد الكثير من المخلصين والوطنيين الذين لا توجد لديهم نوايا سيئة ، وهؤلاء هم المعّول عليهم في قطع الطريق على أولئك المتواطئين لو تعاملت معهم بعقلانية واستثمرث وسطية واعتدال الكثير من شيوخ ورموز هذه المحافظة التي تشكّل محور هام في إستقرار وسلامة العراق ولو فعلت ذلك لكان الحال أفضل بكثير .
ألست من جعل الشيعة والسنّة كأنهم في مباراة ( كلاسيكو ) كرة القدم الإسبانية يشاهدهم العالم بإسره !!!؟
ألست من قال متفاخراً :
أنا ضربت الشيعة أكثر من السنّة !!!؟
ألست من جاء بالعقارب البشرية السامة بالتصريحات الطائفية أمثال المهرّجه حنان الفتلاوي صاحبة نظرية ( 7 بـــ 7 ) مع الجوقة الطائفية التي يقودها الميلشياوي ” قيس الخزعلي ” المعروفة بـ حركة ( عصائب أهل الحق ) التي عاثت في العراق فساداً و وصل صداها عنان السماء وقد كنت الراعي الرسمي في تغذيتها ومدّها بالمال والسلاح .. حتى أصبحت هذه الحركة تتنقل بكل حرية من مدينة الى أخرى وتعبث بمؤسسات دولتك الفانية .. وفي نهاية المطاف أصبحت دولة العراق في عهد حكومتك الإنفعالية يادولة المخلوع أشبه بـ دولة الخروف الأسود التي حكمت العراق قبل أكثر من أربع مائة وخمسون عام تقريباً !!!
لا أريد الخوض كثيراً عن الوقائع والأحداث التي رافقت سنوات حكم المالكي ، لأن العراقيون والعالم على دراية تامة في كل ماحصل بالعراق وشعبه من ظلم هذه الحكومة .. واختصر الحديث بوضع هذا الكذّاب تحت علامات الإستفهام فأقول :
هل من المعقول أن يتحدث المالكي عن ” الإعتدال ” بعد ثمان سنوات من التناحر وإرساء روح البغضاء والفرقة والتفكك العرقي والطائفي بين أبناء المجتمع الواحد ؟؟؟.