هل ابدوا بعيدا أم قريب من شعب ( مدن الانبار ) وفي ظل الأوضاع الامنية التي عانى منها جميع الانباريين نعم ( أهل الانبار ) فقط … منذ بدء الاحتلال الذي مضى عليه (12) عام لم يبق لنا من ملاذ نلجأ إليه ، أو أمل نتعلق به كلما أطبقت العتمة أعيننا ، غير حبل الذكريات ، ذكريات الأمس ، الزاخر بالحرية والمحبة والألفة والاستقرار … إلا أن هذا التعلق الحالم يسلمنا إلى الواقع المر كلما دوى انفجار أو تعالى صوت إطلاق نار ليؤكد لنا أن الدنيا ليست على خير, بيوتنا تتهدمت , مدارسنا وجامعاتنا توقفت دوائرنا اهملت لا حياة لا خدمات لا وقود لا كهرباء لا امن لا امان .. وتوقف جميع مرافق الحياة من محال تجارية الى مدارس وجامعات الى دوائر دولة , ومؤسسات تحرق ، عوائل تهجرت , وعقول تنفى وكفاءات تتعرض كل يوم الى الاغتيال .. وأشباح الرعب تتحول من مدينة الى أخرى ومن شارع إلى آخرومن منطقة الى منطقة .. الى متى سنظل عاجزين عن إيقاف معاول الهدم التي لا تبقي على شيء , متى ندرك ونعي حجم المؤامرة التي يتعرض لها شعب هذا البلد , متى نقتنع أن واقعنا لا يغيره سحر ساحر، ولا تطبب جراحه قصيدة شاعر, متى نتمكن من خلق موازنة هادئة بين عواطفنا وعقولنا … لأننا بعيداً عن تلك الموازنة لن نفلح في وضع الخطوة الأولى على أول الطريق الذي يربط الخطوة بالهدف الذي لا نزال نحلم بالوصول إليه الخطوة الرصينة التي لا تنزلق في متاهات الطريق والمنعطفات , متى نتنبه إلى خطورة ( الألغام ) عفواً ( الاحكام ) التي نصدرها دون تحسب تجاه كل التوجهات الرامية إلى إصلاح حال هذا البلد العجيب , متى نمتلك الجرأة على التحرر من المجاملات والنفاق الاجتماعي للعديد من قادة السياسة الجدد من شيوخ وعشائرومعمين واقطاعيين , التي اتخذت من أساليب الرفض ما تعبر من خلالها عن فشلها وعجزها عن تقديم شيء يدعم مسيرة الإصلاح ويرفدها بفعل ايجابي بناء يؤهلها للانضمام الى جانب الشرائح الاجتماعية الإصلاحية , متى نتحرر من الحيز الضيق الى الآفاق الواسعة الرحيبة لنتمكن من قبول الآراء الحرة الصحيحة بصرف النظر عن عائدية تلك الآراء ومرجعياتها الحزبية أو الطائفية أو العرقية , متى نحرص على تحمل مسؤولياتنا ، كل حسب موقعه ، ونعمل بنية صادقة ، لا تركن الى صغائر الأمور، لكي يكمل بعضنا بعضاً ولكي نبني عراق جديد ذات كيان موحد يتسع لاستيعاب مختلف الأفكار السياسية والدينية البناءة , متى تحقق هذه ( الأمنيات ) موعدها مع الفجر … فجر التوحد والتآخي والتآلف فجر العمل الصادق الدؤوب على تحويل ( حقول الألغام ) الى ميادين أعمال مخلصة ، وحقول خصب ونماء , دعوتنا التعجيل في حل ازمة العراق … من اجل استتباب الامن والامان في ربوع مدن هذا البلد لكي يعود ابناء الانبار المهجرين والنازحين الذي تجاوز عددهم لاكثر من (مليون ونصف مواطن ) كانوا خارج العراق او في الداخل معززين مكرمين الى ديارهم ,