لم تبتل ( أمةٌ ) على وجه الأرض ومنذ بدء الخليقة بمثلما ابتليت به ( الأمة العراقية ) بأبنائها وناسها وجماعاتها ومنظريها ومحبيها ومثقفيها ، لو نظرنا مرة واحدة الى حجم أنفسنا ومن يسمع صوتنا وكيف نبدي رأينا ووجهة نظرنا وأفكارنا لما حدث من فرقة بين أبناء الشعب العراقي الأصيل ، بينما العالم يزحف نحو التوحيد , ونحن نعاني من فتن ومشاكل وحروب داخلية وخارجية وسياسية و طائفية وقبلية ومذهبية وعرقية وقومية وعقائدية وعشائرية ودينية .. قديمة أصبحت اليوم في جميع دول العالم ( أرشيفاً اصفر ) يعلوه التراب , العالم يطلق الصواريخ آلى الفضاء , ونحن نطلق الصواريخ على أنفسنا , العالم ينزل على المريخ والمشتري وعطارد وزحل ونحن نحاول قتل بعضنا بعضاً !
وإذا كان العالم يجمع وبلا تردد على إدانة الكذب والخداع والتغلب والإيقاع بالأقربين لكونها قيماً بدائية همجية هي من صفات المراحل المتخلفة للإنسان فمن باب أولي أن ينحو بهذا المنحي نفسه ويجمع علي إدانة السياسات التي تتصف بهذه الصفات بلا أخلاقية وبخاصة إذا كانت على صعيد دول وأمة لها حضارة وتاريخ مشرف وذلك لان هذا النمط من السياسات ينبع من أنانية بدائية عدوانية وحشية وقد جرعلى المجتمع الدولي في ما مضي , والفواجع التي حلت بشعوب العالم بلا استثناء , ولو سألنا المواطن العراقي المسجون في جمهورية ( الخوف – البطالة – التفجير – القتل – التشريد ) فقلنا له أين أنت الآن لنظر إلينا ببلاهة ولم يفهم الكلمات وكأننا نتحدث باللغة الصربية وإذا حاولنا إن نشرح له لم نزد شرح المتعة الجنسية لطفل في الرابعة من عمره .. أوعرض مسألة معقدة في الرياضيات التفاضل والتكامل لأمي مسن لا يفك الخط , فإذا صدمناه بعبارات نارية وقلنا له أيها المواطن العزيز .. أن كارثة قد حلت علينا مع انتشار ( الفضائيات ) في بلاد الناريين فها هي أهم واخطر وأعظم القنوات الفضائية ( العراقية ) أقامت الدنيا ولم تقعدها وفتحت أبوابها وشبابيكها واستنفرت مذيعيها وكوادرها ومراسليها ومحرريها وأصدقائها لبث الخراب والدمار في بلاد كانت تسمى بلاد ما بين القهرين , وان هذا البلد اليوم أصبح سفينة غارقة فوق بركان ظالم وحماماً من الدم بفضل السياسات الطائفية التابعة لدول ( الجوار الإقليمية ) التي دخلت علينا حديثاُ عند دخول هذه الفضائيات وبالعكس اتخذت تلك القنوات قاسماً مشتركاً واتفاقاً غير معلن لطمس الحقائق وتغييب أخلاقيات المهنة الإعلامية والصحفية بتعمد لأننا الآن في دولتنا العراقية أصبحت أرضنا ارض موت وانقطاع الأمل في سراب الخديعة ولكن لا الديمقراطية منحة ملكية ولا إلغاء عمل هذه الفضائيات يتم بالمطالبة فهنالك قوانين للحرية الجديدة لتدفق الإحداث الجارية في عراقنا الجريح وفي دول مصر وتونس الخضراء واليمن السعيد وليبيا وسورية والبحرين ومن ركب مستريحاً علي ظهر العباد لن تهمه شكوى الدابة . وفي الوقت الذي يتعرض فيه خطر تقسيم البلدان العربية والخراب والدمار والتدويل والتفكير بصوت عال له مساوئه مثلما له مزاياه فليس من الضروري أن يؤيدني الناس على ما أنا مؤمن به والعكس صحيح . نقول لقنواتنا لأصحاب الفضائيات العراقية الرسمية والغير رسمية أولا والعربية ثانياً التي تتفاخر بالرسالة التي تؤديها .. الخ بضرورة الابتعاد عن بث السجال الطائفي والتحريض ونزع رداء الشقاق والتملق من علي أجسادها وان تثقف وتروج لجهة علي حساب جهة أخرى ، وتفتح أبوابها لإعلاء كلمة الحق ولا تميز بين أفراد الشعب العراقي سواء كان شيعياً أو سنياً أو كرديا أو أية مواطن ينتمي إلى المكونات الأخرى والعمل بشرف وكبرياء لوحدة الصف ووحدة المصير لأبناء الشعب العربي لأن عمل الفضائيات الآن أوقعنا في مستنقع كبير لم يخرج منه احد .. والسسسسسسسسسسسسسسسلام