19 ديسمبر، 2024 7:15 ص

الكاتب إبراهيم محمد والسرطان الكردي !

الكاتب إبراهيم محمد والسرطان الكردي !

نشر السيد إبراهيم محمد مقاله الموسوم بعنوان ( الأكراد سرطان يجب استئصاله من جسد العراق ) ، وبعد قراءتي المتكررة للمقال وقراءتي كذلك للردود القاسية ، وكان واضحا جميع من رد بقسوة هم من الأخوة الأكراد .

ولكن ما لفت انتباهي وانتباه جميع من يتابع مقالات الكتٌاب بحرفية وعقلية ألأعلامي والصحفي المخلص لقضية الوطن ولمن يمسك بخيوط العنكبوت التي تتغير من حين لأخر ، وبموضوعية وحيادية تامة أقول :

إن ما جاء بمقال الكاتب السيد إبراهيم محمد المحترم ، قد أصاب عين الحقيقة من حيث توارد المعلومات والأسماء والحقب التاريخية ، وما يذكره الكاتب لتلك التفاصيل هي ليس من اختراعه أو أنه يتجنى على الآخرين بقضية لا أساس لها ، أبدا أن ما تم ذكره هو حقائق تاريخية تراكمت وأصبحت أرشيف بتأريخ من فعلها ، وحينما نوه الكاتب بأكثر من مرة عبر مقاله أنه يقصد بما يكتبه ليس الأخوة العراقيين الأكراد من البسطاء وعامة الناس ، لأن هؤلاء هم ضحية لزعمائهم اللذين تاجروا بدمائهم ، عبر التأريخ سرعان ما تكشفت أقنعتهم المزيفة بإدعائهم الدفاع عن الشعب الكردي ومصالحه ، والأدلة كثيرة تعد ولا تحصى لجميع الخونة والعملاء والجواسيس من الزعماء الأكراد عبر التأريخ اللذين لطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي ولا زالت تفعل الجرائم بأبشع صورها من خلال قيادة عمليات الاغتيال والسيارات المفخخة ضمن الأجندة الموسادية الصهيونية التي تدير من مكاتبها بمدينة أربيل ( العراقية السومرية الأصيلة) .

ولأننا نؤمن بأن هؤلاء الزعماء ليسوا جديرين بقيادة شعبنا الكردي وحماية مصالحة ، فأن الجميع عليه أن يعٌري جرائمهم ليسوا لأنهم أكراد ! وأنما لأنهم يدعون زعامتهم للأكراد وأتمنى على اللذين شتموا الكاتب بكلمات لا تنم عن وعي وتعمق ، ولكن دفعتهم النظرة العنصرية القومية الشوفينية لا أكثر وبعضهم أعتبر صراحة إن المشكلة مستمرة كونهم أكراد وغيرهم عرب ، وهذا مجافي للحقيقية ، بدليل أن المناطق والمدن العراقية التي احتضنت ألاف العائلات الكردية المسٌفرة أيام النظام السابق من مدن الشمال إلى مدن الوسط والجنوب تحت عنوان ( العصاة ) عاشت تلك العائلات الكريمة محترمة ومحتضنة من عرب العراق فتملكوا الدور والمحلات التجارية ، وتصاهروا مع العرب ، ومنهم من رفض العودة للمحافظات الشمالية مسقط رأسه حتى بعد التغيير الذي حصل ، مفضلا البقاء بمدن الوسط والجنوب ، نتيجة لما لمسوه من محبة وتقدير ، ولم يتأثر المجتمع العربي بانعكاسات السياسة والأنظمة الحاكمة عبر التأريخ ، بالرغم من أن تلك العائلات العربية قد قدمت فلذات أكبادها بآلاف الشهداء بحرب الشمال مع عصابات مدعومة من خارج الحدود والأمر معروف ، وحينما كان مصطفى البرزاني يعالجه الإسرائيليون في تل أبيب كان الجندي العربي المغلوب على أمره يموت ولا تصل جثته لذويه .

مثلما يوجد زعماء أكراد خونة ، يوجد زعماء عرب أكثر خيانة وتملقاً لأن هؤلاء جمعتهم مصالحهم الحزبية ، ويعملون وفق أجندات استعمارية خارجية ، فوجدوا ضالتهم بعضهم البعض ، وما جاء بما يسمى ( الدستور ) من توافق وتآمر وتعدي على الحقوق الوطنية التاريخية للشعب العراقي ومكوناته المعروفة خير دليل على أن هؤلاء الساسة أكرادا وعرب قد نجحوا في تقسيمنا إلى طوائف وقوميات وملل ، حتى يتمكنون من الاستيلاء على ما يسعون أليه ، وصار المواطن العراقي من دون أن يشعر يُدافع عن بعض الزعماء الفاسدين والظالمين حتى وإن لمس جرائمه وإساءاته ، ولكن بمجرد أن يقرأ عنوانه القومي أو الديني أو الطائفي ، وهذا هو أساس المصيبة .

أيها الأخوة الأكراد لا تنزعجوا من فضح الحقائق عن أسماء رموز كردية سياسية ، لا تمنح الشرف لتأريخكم ، كما على العرب أن لا يتشرف تأريخهم بحثالات من السياسيين العرب ممن جاء وحضر لخدمة مشروع أسمه تدمير العراق ، وعلينا النظر لأعمالهم وليس لانتمائهم القومي أو المذهبي .

ليس خافياً على أي أحد حينما دعمت إيران جلال الطالباني لاحتلال أربيل في التسعينات ، وكيف أستنجد البرزاني بالقيادة العراقية آنذاك لصد غريمه ، ومن قتلوا بتلك المعركة كان أغلبهم ( أكراد أبرياء ) مظلومين ، يدافعون عن رموز لا تستحق الاحترام وبقي أولاد البرزاني ينعمون بالخيرات والأموال ، مثلما كان الطلباني يقضي لياليه الحمراء في عواصم معروفة ، وحينما تمت المتاجرة بدماء الضحايا في ( حلبجة ) كان الجميع يريد أن يخفي حقيقية الفاعل الأساسي ، ولا يتصفح التقارير الدولية التي صدرت من جهات متخصصة وحيادية لنوعية الغاز المستخدم ومن كان يملكه ، وتم التركيز فقط على قرارات صدرت من مجلس الأمن ، وهي قرارات سياسية بامتياز وقف ورائها دول خليجية ومصالح أستجدت في حينها مع إيران ، والمجرم بوش بسطوته التي كان يمارسها فرضها لأجل غايات معروفة لأن أولئك الزعماء الأكراد يريدون العبور على تلك الدماء لتحقيق مآرب سياسية داخل العراق الجديد، وتناسىوا أنهم كانوا يتسلمون رواتبهم من جهاز مخابرات النظام العراقي السابق لغاية سنة الاحتلال في 2003 السياسيون الأكراد هم شر البلية على الشعب الكردي يمسكون بمعاولهم لتهديم العراق تحت عنوان ما يسمى ( الإقليم ) ويعتقدون أن شراء أردوغان لذمة البرزاني هي حالة مرحلية ، كنا نتمنى أن يتذكر من نسي مقولة أردوغان التاريخية الشهيرة حينما قال أمام الأعلام ( لو ذهب الأكراد لإقامة دولة في نيوزلندة ) سألحقهم وأمنع قيامها ، وأن خسارة الأخوان المسلمين وضعهم في أغلب المحيط الإقليمي ، جعله يغير سياسته بتكتيك جديد وشجع البرزاني على احتلال كركوك من أجل سرقة نفطه وبيعه بأبخس الأثمان كي يعيد أردوغان مجد يرتعش تحت رجليه حتى يعود قوياً ليبطش بالأكراد قبل إي أحد آخر .

شكراً للسيد إبراهيم محمد ، وصبرا للأخوة المنتفضين إذا كان العراق يهمكم فعلاً فأنسوا أنتمائاتكم جميعا وتصرفوا كعراقيون يستحقون هذا الوطن .

أحدث المقالات

أحدث المقالات