فوق كل الاعتبارات والقيم.. وقبل كل المناسبات والاستذكارات والأعياد.. يبقى الحفاظ على الأرض والعرض سيد المهرجانات، وأول المفاخر وأعظم سفر لتسجيل البطولات، ويبقى تراب الوطن أنقى فراش يحتضن أطهر الأجساد التي نذرت أرواحها إيمانا بقدسية الأرض، رافضة الخنوع والانقياد لمتسلط او محتل يدنس أرضه وماءه وهواءه، فكان بهم ديمومة الحرية وثبات الإباء وعزة السيادة، وسيظل لعبق ذكرهم حضور مدى الدهر، ويبقى عبير اسمائهم يعطر لسان الأجيال تلو الأجيال وهي ترفل بنعيم ماحققوه، وتنعم بثمار مازرعوه. وكيف لا..! وهم المضحون بأغلى مايمتلك الإنسان، وجادوا بالنفس الغالية زاهدين بحياة الذل والهوان.. صارخين ملء أشداقهم: لبيك ياوطن.. لبيك لامثيل لك.. وهبوا لندائه بعد ان استصرخهم من شدة وطأة المحتل، فكانوا نعم الأبناء الأبرار لأمهم الأرض.. فذادوا عن رمز وجودهم ودليل كرامتهم وشرفهم وعزتهم، وماهذا الرمز إلا محور كيانهم متمثلا بالأرض الممتدة على مساحة (٤٣٧٬٠٧٢) كم² دون وضع حدود جغرافية او قومية او عرقية او طائفية، فديموغرافيتهم لا تنحصر بين قوسين، بل هي تشمل العراق.. كل العراق.
وتبلورت هذه المعاني أكثر فأكثر عندما تعرضت أرض العراق الى الاغتصاب.. إذ استحالت آنذاك كل القيم الحياتية والدنيوية الى تمائم رخيصة، تمتع بها من ابتغى الحفاظ عليها وهو يرى أرضه يمرح بها المغتصب، ويسرح بها المحتل، فيما كان من الغيارى أبناء هذه الأرض مواقف أبهرت العدو قبل الصديق، وفاجأت القاصي والداني في التصدي والاقتتال حفاظا على أرضهم. ولم يهدأ لهم بال ولم يغمض لهم طرف حتى أتوا على آخر رجس من عمل الأمريكان.. وتم لهم هذا بسواعدهم بعد أن حملوا أرواحهم على أكفهم.. كل هذا كانت حصيلته في مثل هذا اليوم من عام 2011..
اليوم.. يطوي العراق أعواما ثلاثة في ظل الاستقلال التام، مايعني أن ذريعة الاحتلال لم تعد عذرا مقبولا للإخفاقات والانتكاسات التي تحدث فيه، على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، مايعني أن من المفترض أن يعيش العراقيون كما نقول في (گمره وربيع) غير أن واقع الحال بعيد كل البعد عن القمر والربيع وحتى الخريف..! فالانتكاسات تقلّب العراقيين بين الحين والآخر من جميع جهاتهم، بما لم يحدث حتى في زمن الأمريكان، فهم كما يقول شاعر:
يقلبني الأسى جنبا لجنب
كأني فوق أطراف الرماح
حتى لكأن الأمريكان كانوا غطاءً واقيا لسلبيات كثير من سياسيينا، او فلنقل كانوا (صگاريهم)..!
لقد رزح العراقيون على مضض وألم بعد سقوط الصنم تحت نير الاحتلال البغيض، وكانوا يمتعضون بشدة من منظر الدبابات الامريكية والآليات في شوارع بغداد، حتى اطمأنوا برحيل آخر جندي أمريكي من أرض العراق، ولكن..! ما الذي تغير؟ فلو تصفحنا ما تم إنجازه في مجالس الدولة الثلاث، قد لانصل عشر معشار مامطلوب إنجازه وهو من صلب واجب المسؤولين القابعين على كراسيهم العاجية تحت قبب مجالسهم. كما أن مؤشر الأحداث الخطيرة من الناحية الأمنية جمح بشكل مريع، وأخذ منحى يجر البلد الى هاوية لاتحمد عقباها، إن لم يكن عاجلا فمن المؤكد سيكون آجلا، وما على ساسة المرحلة إلا تنفيذ واجبهم المناط على عاتقهم في المحافظة على مفاصل البلد المستقل، وكفاهم تجارب وكبوات، وإلا فمن المعيب قولنا: (خلف الله عالأمريكان)..!
بعد بطلان ذريعة الاحتلال.. ماالعذر؟!
فوق كل الاعتبارات والقيم.. وقبل كل المناسبات والاستذكارات والأعياد.. يبقى الحفاظ على الأرض والعرض سيد المهرجانات، وأول المفاخر وأعظم سفر لتسجيل البطولات، ويبقى تراب الوطن أنقى فراش يحتضن أطهر الأجساد التي نذرت أرواحها إيمانا بقدسية الأرض، رافضة الخنوع والانقياد لمتسلط او محتل يدنس أرضه وماءه وهواءه، فكان بهم ديمومة الحرية وثبات الإباء وعزة السيادة، وسيظل لعبق ذكرهم حضور مدى الدهر، ويبقى عبير اسمائهم يعطر لسان الأجيال تلو الأجيال وهي ترفل بنعيم ماحققوه، وتنعم بثمار مازرعوه. وكيف لا..! وهم المضحون بأغلى مايمتلك الإنسان، وجادوا بالنفس الغالية زاهدين بحياة الذل والهوان.. صارخين ملء أشداقهم: لبيك ياوطن.. لبيك لامثيل لك.. وهبوا لندائه بعد ان استصرخهم من شدة وطأة المحتل، فكانوا نعم الأبناء الأبرار لأمهم الأرض.. فذادوا عن رمز وجودهم ودليل كرامتهم وشرفهم وعزتهم، وماهذا الرمز إلا محور كيانهم متمثلا بالأرض الممتدة على مساحة (٤٣٧٬٠٧٢) كم² دون وضع حدود جغرافية او قومية او عرقية او طائفية، فديموغرافيتهم لا تنحصر بين قوسين، بل هي تشمل العراق.. كل العراق.
وتبلورت هذه المعاني أكثر فأكثر عندما تعرضت أرض العراق الى الاغتصاب.. إذ استحالت آنذاك كل القيم الحياتية والدنيوية الى تمائم رخيصة، تمتع بها من ابتغى الحفاظ عليها وهو يرى أرضه يمرح بها المغتصب، ويسرح بها المحتل، فيما كان من الغيارى أبناء هذه الأرض مواقف أبهرت العدو قبل الصديق، وفاجأت القاصي والداني في التصدي والاقتتال حفاظا على أرضهم. ولم يهدأ لهم بال ولم يغمض لهم طرف حتى أتوا على آخر رجس من عمل الأمريكان.. وتم لهم هذا بسواعدهم بعد أن حملوا أرواحهم على أكفهم.. كل هذا كانت حصيلته في مثل هذا اليوم من عام 2011..
اليوم.. يطوي العراق أعواما ثلاثة في ظل الاستقلال التام، مايعني أن ذريعة الاحتلال لم تعد عذرا مقبولا للإخفاقات والانتكاسات التي تحدث فيه، على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، مايعني أن من المفترض أن يعيش العراقيون كما نقول في (گمره وربيع) غير أن واقع الحال بعيد كل البعد عن القمر والربيع وحتى الخريف..! فالانتكاسات تقلّب العراقيين بين الحين والآخر من جميع جهاتهم، بما لم يحدث حتى في زمن الأمريكان، فهم كما يقول شاعر:
يقلبني الأسى جنبا لجنب
كأني فوق أطراف الرماح
حتى لكأن الأمريكان كانوا غطاءً واقيا لسلبيات كثير من سياسيينا، او فلنقل كانوا (صگاريهم)..!
لقد رزح العراقيون على مضض وألم بعد سقوط الصنم تحت نير الاحتلال البغيض، وكانوا يمتعضون بشدة من منظر الدبابات الامريكية والآليات في شوارع بغداد، حتى اطمأنوا برحيل آخر جندي أمريكي من أرض العراق، ولكن..! ما الذي تغير؟ فلو تصفحنا ما تم إنجازه في مجالس الدولة الثلاث، قد لانصل عشر معشار مامطلوب إنجازه وهو من صلب واجب المسؤولين القابعين على كراسيهم العاجية تحت قبب مجالسهم. كما أن مؤشر الأحداث الخطيرة من الناحية الأمنية جمح بشكل مريع، وأخذ منحى يجر البلد الى هاوية لاتحمد عقباها، إن لم يكن عاجلا فمن المؤكد سيكون آجلا، وما على ساسة المرحلة إلا تنفيذ واجبهم المناط على عاتقهم في المحافظة على مفاصل البلد المستقل، وكفاهم تجارب وكبوات، وإلا فمن المعيب قولنا: (خلف الله عالأمريكان)..!