18 نوفمبر، 2024 4:23 ص
Search
Close this search box.

الحشد الشعبي جدار لمواجهة مشروع سقوط الدولة

الحشد الشعبي جدار لمواجهة مشروع سقوط الدولة

منذ اكثر من ثلاثين عاما خطط النظام السابق على افراغ الحوزة العلمية من محتواها وتأثيرها الفكري والنفسي في الشارع العراقي وبث الشك والريبة في اوساط مقليدها واستمرت تلك السياسات لأكثر من ثلاث عقود , كان الهدف من ذلك ان لا يلتجاء الجميع لاستلهام القيم والمعارف الدينية وتصحيح المسارات الخاطئة من كبار علماء الحوزة فطوقت بطوق محكم لمعرفة نوايا الداخلين والخارجين اليها  كما جرى للامام الرضا عليه السلام في ولاية العهد وقبولها بالاكره فقد وضعت العيون من قبل الخليفة المأمون لمعرفة ما يدور في مجالس الامام الرضا عليه السلام من نوايا تشجع الناس للسخط على الدولة العباسية وحكامها , ولايختلف الامر كون الامتداد طبيعي والاهداف واحدة والتأثير على مستوى السلوك من توقيع عقد الارتباط القلبي بالمعصوم اوبمن ينوب عنه كلاهما يخضع لمفاهيم عقلية وتقاليد مقدسة  , مثلما تعرضت الحوزة للتنكيل من  قبل التيارات السلفية المتشددة والسلطات السابقة ,الا ان هذا لم يمنع الناس من مد جسور الثقة لمختلف قضايا العصر في الرجوع للمراجع الكبار وكانت بصمات العلماء واضحه في استقرار الحياة الاجتماعية والتعاملات الاقتصادية عند اغلب الناس ,وبعد ان تصور جميع السياسيين الدواعش واحزابهم والكثير من قواعدهم ان الشارع ابتعد عن تطبيق فتاوى وتعليمات الحوزة العلمية ,ولكن سرعان ما جاء الرد بقوة البرق حينما اطلق السيد السيستاني دام ظله فتوى الجهاد الكفائي والتي هي بمثابة وأد الفتنة الطائفية ورفع وتعزيزمعنويات الجيش بعد الانكسار والخيانة واعادة الثقة لنفسية المواطن العراقي في مواجهة تنظيم داعش وكيف تسابق الناس جميعا بمختلف شرائحهم واعمارهم وحالاتهم الصحية لتطبيق نداء المرجعية في احلك الظروف واخطرها على العملية السياسية واستقرار العراق ,
الشيء الذي لم يستطيع تحمله اعداء الانسانية والاصدقاء في الوطن معتبرين ذلك بالهول الذي وقع على رؤسهم ضانيا ان هنالك جفوة وتباعد في تطبيق مايصدر من الحوزة من وصايا وتعليمات فقد وصف السيد علي الخامنئي دام ظله فتوى الجهاد الكفائي التي اصدرتها مرجعية النجف بـ”الإلهام الآلهي”.,وعلى اثرها تشكلت مجاميع تسمى بالحشد الشعبي لبت نداء المرجعية وخاضت معارك الشرف والعزة ,حتى استطاعت ان تحرر الكثير من الاراضي المدنسة من تنظيم داعش وتحملت المسؤولية الشرعية ودفعت الخطر عن مدينة بغداد وسامراء بعد ان هددها العدو رغم الامكانيات البسيطة من اسلحة وعدة , واثبت للعالم وللاعداء بان القتال يتطلب في المعركة استحضار النفس والايمان وبعدالة المطالب , كما ان تلبية ابناء الشعب لنداء المرجعية هو تجديد الولاء والارتباط بهم بعد ان فشلت كل محاولات الاعداء من تسخير مايمتلكه من سياسات ومخططات وقنوات اعلامية  تستهدف المرجعية , الا ان ذلك لم يثني الاعداء في بث سموم الحقد والتأمر تارة يتهمون الحشد الشعبي بانه طائفي واجرامي وهو عبارة عن مليشيات , ومن جانب اخر يطلقون العبارات والخطابات التحريضية بان الحشد الشعبي هو حشد صفوي وفيه من الجيش الايراني وقادة ايرانيين , متناسيا انفسهم ان الذي يقاتل اهل العراق مقاتلين من جنسيات اجنبية وعربية ومن جميع بلدان الكرة الارضية , حتى اقيمت المؤتمرات لا من اجل ايقاف زحف وتمدد تنظيم داعش في العراق وفضح اعماله التي يندى جبين الانسانية لذكرها بل كانت تهدف الى مصادرت الانتصارات وتشويه التلاحم الذي ظهر بين عشائر السنة والحشد الشعبي ,كمؤتمر اربيل الذي عقد اواخر شهر كانون الاول من السنة الماضية ,هنا اريد أن اوضح مسألة  لو كانت هنالك جيوب من الاجرام والتمرد على السلطة في محافظات الغرب والشمال من ابناء العراق فقط , لذهب الجيش والشرطة وانهى ذلك باسرع وقت دون التمدد واشراك شرائح المجتمع كافة , ولكن حجم المؤامرة واتساع حركتها ولا استثني اشتراك قوات الولايات المتحدة الاميركية بطيرانها من مد يد العون الى تنظيم داعش , جميع الشعب العراقي يتذكر كيف امريكا اسقطت نظام صدام ودمرت جيشه المتكامل في العدة والعدد وانضباطه العسكري  خلال ايام واحتلت العراق من الشمال الى الجنوب في مدة قصيرة لاتتجاوز الشهرين , وهي الان تصرح بان الحرب مع تنظيم داعش يحتاج الى سنوات الا تجلب لك تلك التصريحات الامريكية الحيرة والشك , وعليه  يتطلب ان يقف جميع الشعب مع  مقاتلي الحشد الشعبي كجدار لمواجهة مشروع تقسيم العراق واغراقه في الحرب الطائفية .

أحدث المقالات