23 ديسمبر، 2024 9:18 م

( الموساد ) … العراقي !

( الموساد ) … العراقي !

إن من مهازل الزمان أن يتحول العملاء والجواسيس ، إلى مناضلين ، تُنحت لهم التماثيل ، وتُعلق لهم الصور على الطرقات ، أو في مداخل دوائر الدولة ، وأن يتحول السراق واللصوص إلى مؤتمنين على خزائن البلاد والعباد ، وأن يتحول الجلادين والمجرمين ، إلى قضاة يحكمون باسم الله ، وبرعاية السلطان ، وأن يتحول شعب أخترع أجداده أول قلم ، وأول مسلة للحاكم والعدل ، يتحول إلى قطعان من الأميين لا يعلمون كيف يقرئون لوحة دلالة ترشدهم لأسم مدينتهم ! ( الموساد ) هذا الاسم الذي طبع بذاكرة الناس على أنه دليل على التفنن بصناعة المؤامرات ، والقيام بخطف أرواح العلماء والمبدعين من أي طرف يعتبره الموساد عدوا ، وحياكة ألاعيب السياسة والأمن مثلما يشتهي بني صهيون ، ومن خلال الإطلاع على مذكرات إبرهام جينف اليهودي والأمريكي الجنسية ،وأحد المؤسسين لهذا الجهاز بعد نكبة 1948 حينما يذكر إن من أكثر المخلصين بالتعامل مع جهاز الموساد منذ نشأته وأكثر حرصا على تقديم المعلومات ، وتقديم الخدمات مهما كان حجمها أو نوعها أو تأثيرها ، في منطقة الشرق الأوسط ، هما الأكراد ، وأل سعود في جزيرة العرب ، حيث أصبحا فيما بعد هما ( العرابين ) الأصلاء والغير مشكوك بولائهم على الإطلاق في تقديم المصلحة الصهيونية على أية مصلحة كانت حتى وإن كانت مصلحة شخصية خالصة ، لهما .

هذه مجرد شهادة بسيطة ، أمام حقائق لا تُعد ولا تُحصى على مر الزمن ، حيث تمكن الأكراد وأل سعود من اعتبار حقيقة العلاقة السرية عادة والمعلنة أحيانا في محطات معينة هي ثقافة ومبدأ لأجيالهم المتعاقبة ، وتصرف هاذين القطبين الدائم لخدمة العدو وعبر التأريخ جاء على حساب الأمة الإسلامية والعربية أرضا وشعوبا وتأريخ وحضارة ، والثمن كان ولا يزال تدفعه أمتنا وديننا وشعوبنا ومصالحنا ومستقبل أجيالنا .

ما يهمنا بهذه المرحلة كي يوضع على طاولة البحث والمناقشة ، هو الخطر الأقرب لنا وهو الدور الكردي الخطير والمدعوم من الكيان الصهيوني والقوى الإمبريالية المعروفة بإطماعها بثروات أمتنا ، وما يجري بالعراق منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية سنة 1988 وما تلاها من أحداث سياسية وعواصف عسكرية وأمنية واقتصادية حلت ببلدنا قد تم إستغلالها بشكل كبير من قبل الأكراد حتى وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم .

ومن أولى الأسئلة التي يجب أن يطرحها المرء ، لماذا تعمد جميع السياسيين العراقيين اللذين قدموا بعد الاحتلال بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم على غض الطرف عن الدور الكردي المشبوه والمعلن على الدوام عن العلاقة الكردية الإسرائيلية المتجذرة والمتجددة ، وعدم الإشارة إلى مكاتب الموساد الصهيوني في أربيل والتي تتم فيها توجيه العمليات الأمنية ضد الشعب العراقي ، وإدارة افتعال الأزمات المتلاحقة ، وتوجيه وإدارة التفجيرات التي تطال جميع المدن العراقية إلا المحافظات التي يقطنها الأكراد ، إلا بعض التفجيرات التي جاءت على خلفية أحداث معينة يتم اختلاف أو تقاطع ( شركاء صناعة الجريمة ) عليها ، فيرسل بعضهم البعض برسائل للطرف الآخر ، ويتم استغلالها إعلاميا من أجل خلط الأوراق وإظهار أن المحافظات الثلاثة

الشمالية تتعرض لما يتعرض له باقي العراق من تفجيرات ، ولكن لو قمنا بمقارنة بسيطة جدا وبدائية ، لإحصاء عدد تلك التفجيرات وما تسببت له من خسائر بمدن الشمال الثلاثة مع باقي المحافظات العربية لما وجدنا إي ميزان بالمقارنة على الإطلاق .

المقبور ملا مصطفى البرزاني كان المنٌظر الأساسي لتقوية العلاقة الإسرائيلية الكردية ، ومحمود عثمان النائب الكردي المعروف ، كان المدير الإقليمي المسئول عن إدارة الحوار مع الصهاينة منذ عقود من الزمن وظل يمارس دوره هذا وهو نائب يجلس تحت قبة البرلمان العراقي لأكثر من دورة انتخابية ، وإن غرفة العمليات الكردية الإسرائيلية التي يقع مقرها الأساسي في قبرص والتي دخلها لاحقا مسرور برزاني نجل مسعود الأب كي يتدرب على فنون إدارة القتل وصناعة المؤامرات بشعبنا ، ليكون خليفة لأبيه مستقبلا ، تحت ظل كل تلك الأحداث وغيرها العديد ، وبغداد بسياسيها الجدد صامتين كصمت القبور ، لا يهزهم شرف أو غيرة أو حمية ،لأنهم مؤمنين بأنهم لا ينتمون للعراق ، وأن وجودهم فيه ، فقط لزيادة الغنائم على جميع المستويات ، فتجدهم يؤسسون لأنفسهم وعوائلهم في بلدان كانوا فيها لاجئون يستجدون الفتات من دوائر الهجرة ، وسيعودون لها أغنياء إلى حد التخمة ، فيقومون بحساب الربح والخسارة فيما بينهم اتجاه التصرفات الكردية والجرائم المقترفة بحق العراق وشعبه ، فيجدون أن التصدي لهذا الأمر والإشارة لهذا الدور المليء بالدماء والقذارة والسرقات ، سيعرض أحلامهم ومصالحهم وخططهم إلى الخطر ، وبما أنهم يعتبرون وجودهم له غايات مختلفة ، لا تمت بأي صلة للعراق وشعبه وإنما هم يستخدمون الجنسية العراقية للحصول على تلك الغنائم ليس إلا ما دامت جنسيات المهجر موجودة بجيوبهم فلا داعي لكشف تلك الحقائق التي ستتسبب لهم بالإزعاج ، وهذا يدعو إلى التساؤل إلا يعتبر هؤلاء السياسيون شركاء أساسيين بجريمة ذبح العراق مع الأكراد الموغلين بذلك ؟؟

أعتقد أنني سأحتاج إلى حلقة أخرى من هذا المقال كي نكمل حقيقة الأمور …