المطالبة باقليم البصرة وفي هذا الوقت بالذات يبرهن على ان هناك من ينتقم بسبب الاتفاق النفطي الذي تم بين حكومة المركز واقليم كوردستان ، والجميع يعلم ان الاتفاق يصب في مصلحة حكومة العبادي لانها ستستلم عشرات المليارات من الاقليم وهذا يسد العجز في الميزانية التي نهبت ، بينما في عهد حكومة المالكي الاقليم يأخذ 17 بالمئة بدون ان يعطي دولار واحد للحكومة ، وكان الاجدر باهل البصرة ان يطالبوا بالاقليم في عهد حكومة المالكي الذي يسلم الحصة للاقليم بدون ان يقبض دولارا واحدا ، اما المطالبة في الوقت الذي نجحت فيه حكومة العبادي من استلام الاموال من اقليم كوردستان ليس بمحله ، بل انه تناقض ويطرح عدة تساؤلات لماذا السكوت في زمن حكومة المالكي والمطالبة في حكومة العبادي التي لم تمر 3اشهر على تشكيلها .
كما ان المطالبين باقليم البصرة شنو الهجمات الفيسبوكية والتشويهات ضد كتلة واحدة وهي كتلة المواطن ، وهي الكتلة الوحيدة التي طرحت وصاغت قانون البترودولار وساندها فيه التيار الصدري وتم اقراره في مجلس النواب ، والذي افشله حكومة المالكي لانها لم تدفع حصة البصرة من البترودولار رغم مطالبات المحافظ ورغم المناشدات ورغم الصرخات ، فكان الاجدر باهل البصرة ان يشنو هجمتهم على المالكي وكتلته لانه رفض تسليم حصة البصرة من البتروولار ، وقانون البصرة عاصمة العراق تبنته كتلة المواطن وهو قانون يخدم اهل البصرة ، وقد وضعته الحكومة في ادراجها وهذا يعني ان حكومة المالكي هي المقصرة بحق البصرة فلماذا لم نسمع كلمة واحدة ضد المالكي .
وللاسف ان المؤيدين لاقليم البصرة بسطاء ويساندون المطالبين بالاقليم وهؤلاء لا يعرفون المادة الدستورية ، النفط ملك كل الشعب وتوزع وارداته بالتساوي حسب النسبة السكانية في جميع المحافظات ، ولعدم معرفة البعض بالدستور تجده يفرح ويطبل مع المطبلين ، ان المطالبة باقامة اقليم البصرة وراءه اجندات اكبر من عقول المنادين بها بكثير لانها تريد تجزئة المذهب واقصد انها ضربة الشيعة لأضعافهم ، وهذه الاجندات يقف خلفها دول معادية للشيعة بالذات وللاسف يساندها خفية بعض السياسيين الذين فشلوا وغايتهم الانتقام وجر البلد الى الهاوية ، وكان الاولى المطالبة باقامة اقليم الوسط والجنوب لكي يكون اقليما قويا متكاملا وكان هذا مطلب السيد عبد العزيز الحكيم ( رح ) لكي تعمر المحافظات في الاقليم بحصته التي تقدر 65 بالمية من الموازنة ، لكن وللاسف لم يسانده احد من الاحزاب الشيعية بل اتهم بالطائفية ، وهؤلاء نفسهم يقولون لماذا الاكراد لديهم حصة 17 بالمية وعندهم حكومة ووزراء وهم يشاركونا في الحكومة المركزية ، وهؤلاء منافقين لانهم وقفوا ضد اقليم الوسط والجنوب الذي يعتبر اقوى وافضل من اقليم كوردستان وايضا ستكون له حصة 65 بالمية وفيه حكومة ووزارات وتبقى الحكومة المركزية في بغداد فيها الاغلبية من ابناء الوسط والجنوب ، حالهم حال الاكراد حكومة هنا وحكومة هناك ووزراء هنا ووزراء هناك ، لكن المنافقين وقفوا ضد فكرة الاقليم وحتى في انتخابات 2010 كانت دعايتهم الانتخابية ان العراقيين يريدون عراق واحد ولا ينتخبون من يريد تقسيم العراق ويقصدون المجلس الاعلى ، والمضحك ان الدكتورة حنان الفتلاوي في انتخابات 2014 هددت باقامة اقليم الوسط والجنوب وقالت لكي يعيش الشيعي برفاهية وامان ، وهذا يحسب عليها وعلى كتلتها ، لماذا وقفوا ضد رفاهية وامن ابناء الوسط والجنوب ؟ وهذا يدين الفتلاوي ويدين كتلة دولة القانون وجميع الاحزاب التي وقفت ضد اقامة الاقليم لانهم منعوا الرفاهية والامان لاهل الوسط والجنوب .
ولا يخفى على احد الشائعات والتشويهات فكانوا يضحكون على البسطاء بانهم لايمكنهم التنقل بين المحافظات الا بجواز سفر والاغبياء يصدقون ، وكم اتهم السيد الحكيم بانه يريد الفيدرالية كي يصبح رئيس الحكومة ، والجميع يعلم انه لو اراد ان يكون رئيس حكومة العراق لا يمانعه احد فكيف يرغب بحكومة اقليم وهي اقل من حكومة الاقليم ؟ والتشويهات والاتهامات حدث ولا حرج ، بينما اليوم جميع الاحزاب الشيعية تعض اصبع الندم لانها لم تساند الحكيم في حينها .
اقليم البصرة يراد منه خلق ازمات ومشاكل لها اول وليس لها اخر لاشغال الشيعة فيما بينهم ، وهذا يعني اقتطاع محافظة كبيرة عن اخواتها في الوسط والجنوب ، على عكس الاكراد رغم كل الاختلافات فيما بينهم ورغم العداوات بسبب الحرب الطاحنة بينهم لم يخطر ببالهم يوما ان يفترقوا بل متمسكين بوحدة محافظاتهم باقليم واحد ، ان الذين يطالبون باقليم البصرة لايريدون الخير للشيعة ويحملون اجندات اهمها اضعاف وتفتيف المكون الشيعي وللاسف بعض البسطاء ينضم لهذه المؤامرة بدون علم .