ذات يوم نهض أسد الغابة الشاب من نومه، وراح يراقب أهل مملكته، وهي تعمل بإنتظام وفكر في نفسه متسائلاً: هل أن رعيتي يعملون لصالحي، حباً بالعمل أم خوفاً مني فقال لجده: كيف أعرف الحقيقة؟ فأجابه قائلاً: أجمع سكان المملكة كلها، وأمرهم بحفر خندق طويل جداً، يكون أماناً لنا ولأحفادنا فلبوا النداء، وجعلوا التعاون والتلاحم شعاراً موحداً، من أجل الحفاظ على وطنهم، فلا أوطان بلا شعوب.
من قال إن الحرية تعني عدم تحمل المسؤولية؟ وكيف تقدم المساعدة للشعب المحتاج دون المساس بسيادته؟ ولماذا يتعامل المستكبرون بقوة السلاح، وكأنه لعبة ضد الضعفاء؟ أسئلة كثيرة يراد طرحها للذين يقودون دفة الحكم وخاصة المفسدين منهم، فالصدمات والحروب والإنتكاسات، أسهمت في تحويل الناس الى لصوص، وقتلة وخارجين عن القانون، وكأن الشعب دخل مع الساسة في المفاسد والطغيان، وبات المتسببون بالصراعات والمآسي، يتلذذون بمنظر الدماء والأشلاء.
فكرة اليد الواحدة في عالمنا اليوم أصبحت مقتصرة على المغفلين، لأن القائد الذي يحلم بعالم أفضل سياسي فاشل ومن الطراز الأول في التعنت والإستبداد، وهذا ما قام به النظام المقبور حين أشعل حرائق لا تنطفئ أبداً، وترك العراق بعدها في دوامة من الحياة المقلقة والمتعبة، فالأدلة شاخصة والمذابح مفزعة، على عكس الأسد الشاب الذي أشرك جميع أهله في بناء الأمان، وخلد وطنه لهم ولأجيالهم القادمة.
آل سعود أرنب أمريكا المدلل أمره محير، فتارة يدعم الإرهاب بحجة أنصاف المهمشين، وتارة يستنكر حرق الأجساد، ومرة يهاجم جماعة الحوثي لأنها أسقطت شرعية السلطة في اليمن، ومرة يدعم الحكومة المصرية ضد جماعة الإخوان، والثمن هو بقاءهم لتنفيذ أجندة الصهيونية للنيل من الشعوب وأحرارها، وبالتالي فإن الضمير الشجاع الذي يزأر كالأسد الغيور هو المنتصر، لأن الشعب إذا أراد الحياة يوماً لا بد للقيد أن ينكسر.
الدولة الوهابية مع حدة الخلافات في الأسرة المالكة، وتنامي الوعي الديني المعتدل، والشعور بالظلم وسياسة القمع لأهل المملكة، سيؤدي حتماً الى تآكل هذه الشرذمة من المتآمرين على أمة العرب، خاصة مع تزايد تدخلها في شؤون الدول العربية، الي تزعم أنها تدافع عن قضاياهم ضد الإرهاب والتطرف والتكفير، رغم أنها هي من تمول وتخطط لبناء دولتهم الخرافية، باسم الخلافة الإسلامية، ولكن بعيداً عن السعودية الأرنب المدلل.
إتضحت الأيام الأخيرة من حلقات مسلسل العائلة السلفية، التي أسستها قوى الإستكبار العالمية، لتمزيق الأمة وبث الخطاب الطائفي، وتفكيك اللحمة الوطنية لأية دولة تحاول مواجهة الطغيان، ونيل إستقلالها التام دون اللجوء الى أمريكا والغرب، كما بانت أُسود الغابات العربية الضارية، أمثال السيد حسن نصر الله وعبد الملك الحوثي، التي أثبتت للعالم أنها ترفض أن تكون أرانب أخرى، في حضرة الأفعى الأمريكية، والحرباء اليهودية والخنازير الأوربية.