بدأت السنتهم العفنة تلوك, مسيئةً لمصدر نصرنا, فصعب جداً, أن تَحسِب خطوات, جحافل حشودهم الجرارة, أو أن تمنع وقع خطوات أقدامهم, وهي تضرب الأرض, من تمزيق مسامع رؤوس النعام, المدفونة تحت الأرض, فشَنوا حملة تشويهٍ, مشوهة الملامح, هدفها واضح, وغايتها معروفة الدلائل, فهل لهم أن يغطوا شمس حقنا, بغربال دواعشهم؟.
بعد سقوط الموصل في يوم وليلة, كم كانوا يحتاجون من الوقت, ليمروا بقدسية كربلائنا, وشرف نجفنا, ليحطوا رحالهم, عند شط عراقنا, في بصرة الحناء, ربما؛ لا يتجاوزون الشهر, ليعلنوا سقوط وطن, وتأريخ, وحضارة, بيد دعواشهم, وإسنادٍ من جواحشنا؛ الخونة, فمن كان ذاك الذي سيحدُ من تقدم مصاصي الدماء, ومرتزقة الأعراب؟!
كثيراً ما يصفون حِلم الشيعة بالخوف, لتأنيهم ربما, أو لأنتظارهم أمراً مرجعياً, يُطلِقُ عنان غضبهم, ثائرين لأوطانهم من ظالميها, ويحتارون في صمتهم, فما أشبه سكونهم, بهدوءٍ قد يسبق عاصفة, أو طوفان, لا يذر خلفه حجرٍ ولا شجر, ورائع هو ذلك الأنقياد, تحت إمرةِ قائدٍ محنك, يلجم عنفوان جنده, ويطلقه بكلمة.
فاق تصورهم, ردة فعل الثائرين, لأغتصاب حدبائنا, أم الربيعين, وكيف لفتيةٍ ما كان زادهم, إلا الإيمان بربهم, فزادهم ربهم من هداه, وتلك الفتوى التي, قلبت موازين أحلام الطامعين, بعفة بغدادي, ومقدساتها, وولوا الدبر, أولئك الشراذم, من أقزام الخليج, ومن تتبع شهواه, في حروب نكاح البهائم, وخسئ بُعبُعهم في إخافة صبيتنا.
حشدنا الشعبي, هو رجلٌ ترك زوجة, وأطفال, وشابٌ ترك أم, وحُلمٍ بحبيةٍ, وإشتياق, لا لشيئ إلا ليصنع من صدرهِ, ستراً لجدائل حبيبته, خوفاً من أن يُدنسها, زفيرُ همجيٍّ جائعٍ, عبّرَ الحدود باحثاً عن شهوة, ونسيَّ إن لحرائرنا رجال, يعشقون الشهادة, ويتأنقون بلِبس أكفانهم, من ذا الذي؛ يقف بوجه جحيم غضبهم؟.
تفاهاتُ البعض, وإتهاماتهم الباطلة, لحشود إباءنا, ما هي إلا, عجزٌ محقق, وخوف محدق, من أن تدوس هذه الحشود, رؤوسهم؛ فزحفهم لن يتوقف, حتى يلقنوهم, درساً في الشرف, ودرساً آخر, بمعنى التشيع, وشباب ربتهُم المجالس, وعلمتهم أبجدية الثورة الحسينية, معنى (الموت أولى من ركوب العار), وبعداً لحياةٍ يحكمها أحفاد شمرٍ ويزيد.