29 ديسمبر، 2024 11:07 ص

المالكي .. في غرفة الانعاش

المالكي .. في غرفة الانعاش

في اللحظات الاخيرة للفظ “المالكي” أنفاسه .. تمكن من نقل نفسه الى غرفة الانعاش المركزية لتلقي الصدمة الكهربائية التي ظن انها قد تعيد له مجده التليد في الحياة السياسية.. ليخط فيها كما خط فيها سابقا تاريخه الاسود الملطخ بدماء الابرياء .. ومشكلا لوحة فنية عامرة بالالام والظلم والطغيان ..
وكانت الاسعاف الفوري بأنتظاره ” طائرته الخاصة ” التي” لغفها” بكل وقاحة وقباحة من الدولة العراقية مدعيا ان ربيبته ومرضعته ومربيته ايران هي من اهدتها له شخصيا حبا به .. لتنقله الى محافظة ذي قار لتكون انطلاقته التخريبية بعد انزوائه وابعاده او ابتعاده عن اضواء الكاميرات والفضائيات التي اعتاد عليها وظن نفسه “هتلر” زمانه .. ووقف من وقف معه من فرقته السيمفونية الزاعقة  من طبالين وراقصين مساندين له في السير وراء السلطة والمال والتي احسن نوري استخدامهما لاغراضه الشخصية ولنواياه الخبيثة …
وكان “نوري” قد احسن اختياره لمدينة الناصرية سواءً من تلقاء نفسه او باستشارة مستشاريه الذين غالبيتهم من مدينة الناصرية .. و مازال لديه جمهور فيها من حزبه او انصاره من المستفيدين بوجوده في السلطة … من جهة اخرى فان هذه المدينة ذات الحضارة التاريخية العريقة والتي كانت توصف انها المعقل الرئيسي سابقا وحاضرا لاعضاء وانصار حزب الدعوة والتي كشفت لنا الاخبار في الاسابيع الاخيرة بانها هي ذاتها ايضا المعقل المهم والكبير لحزب البعث العربي الاشتراكي …حيث شهدت هذه المدينة في الاسابيع الاخيرة اعتقال مايقارب من 2000 شخص بتهم تشكيل فرق وشعب حزبية في المدينة ومنهم قياديين في الحزب …
ومن اصول الحديث الدعوي ان يبتدأ المتحدث بالبسملة والصلاة على رسول الله .. ولكن نوري يؤكد لنا مجددا تلبسه الشيطان ، وكاشفا عن وجهه الكالح ومكشرا عن انيابه ..مستذئبا كما عرفناه.. نافثا سمه الطائفي والعنصري منطلقا من شخصيته المبنية على الحقد واللؤم والتخوين لكل من لا يوافق رايه ..
وانتفاضة نوري الجديدة جاءت لانعاش قلبه الميت من الذبحات  المتتالية وتساقط قادته الخائبين ومفارقة بعض المقربين له وتخليهم عنه.. واستشعاره بالخطر الكبير الذي اخذ يتهدده .. بتحميله المسؤولية التامة والكاملة عن سقوط مدينة الموصل بيد داعش  معززة بتسريب بعض الوثائق والشهود المهمين الرئيسيين واشاراتهم التي تدين المالكي شخصيا .. بعد ابتعادهم شيئا فشيئا عن سطوته وجبروته الذي كان يرعبهم ويهددهم .. مع عدم تمكنه من بسط يديه على اللجان التحقيقية في مجلس النواب في قضية الموصل بعد تقليم مخالبه وقص اجنحته التي كان يبطش بهما كل من يعارضه او يقف ضد رايه .. وكانت الصدمة الكهربائية الجديدة له هي محاولة انعاش فاشلة واعلان الانتفاضة لتهربه من سقوط الموصل وايكال التهمة للجميع بانهم مشتركين مع داعش في احتلالها بدءً من المسؤولين المحليين وبتواطؤ الاكراد مع تركيا وتعاون امريكا والسعودية معهم واحتمال اشتراك موزمبيق ولتوانيا و و و … واستثنى من هذا الحشد كله.. “ايران” لوحدها !!! المخلصة الودودة الشجاعة التي وقفت بوجه المد الداعشي التامري .. متوددا لها ومتاملا منها ومتوسلا دعمها له لانها لاتجد ابنا بارا لها بقدره..
والصدمة الكهربائية تلك ..سوف تنعشه لفترة محدودة لأنه بالتأكيد سيواجه ذبحات وجلطات وصدمات كهربائية اخرى واخرى ابتدأت بقضية سقوط الموصل ..وسوف لن تنتهي .. لان قائمة الادانة طويلة جدا وسيطالب كل ابن فقد اباه وكل زوجة فقدت زوجها وكل اب فجع بابنه وكل مدينة دمرت وحرقت ونهبت وكل مسجد اغتصب او فجر وكل بيت هدم على رؤوس اهله سيطالب بحقه من سيد الاجرام “نوري” .. وسوف لن يهدا لهم بال حتى يروا اليوم الذي سيقبع فيه خلف القضبان .. ومرتديا البدلة الحمراء ومتدليا من حبل الحق والعدالة الالهية والحقيقة الساطعة التي لا تسامح فيها سوى التسامح الالهي الذي هو عند الله تعالى وحده …. لتهلهل كل امرأة وليفرح كل زوج وكل اب وابن ظلم على يد جلاد العصر الذي فاق بظلمه فرعون مصر وهامانه ..