15 نوفمبر، 2024 10:46 ص
Search
Close this search box.

لا تنازل ولا استسلام للإقليم على حساب حقوق أبناء الوسط والجنوب

لا تنازل ولا استسلام للإقليم على حساب حقوق أبناء الوسط والجنوب

من المقرر أن تجري هذا اليوم الأحد في بغداد , مباحثات بين وفد حكومة إقليم كردستان برئاسة رئيس وزراء الإقليم نيجرفان برزاني وبين الحكومة الاتحادية برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي , لبحث وإنهاء الخلافات المستعصية بين بغداد وأربيل حول ملفات الموازنة العامة والنفط والبشمركة , وفي الوقت الذي يتطلّع فيه العراقيون في أن يتوّصل الطرفان إلى إنهاء الخلاف بينهما حول هذه الملّفات العالقة وإيجاد حلول شاملة لها وعادلة وقائمة على أساس الدستور , يتطلّع العراقيون أيضا أن ينتهي سلوك الابتزاز القذر الذي مارسته حكومة الإقليم بعلاقتها مع الحكومة الاتحادية في بغداد , وأن يتخلّى قادة الإقليم عن تهديداتهم الفارغة بالاستفتاء على الانفصال والاستقلال عن العراق , فالأكراد ليسوا شعب الله المختار وإقليمهم ليس إقليم الله المختار , وهم ليسوا بافضل من أحد من باقي مكوّنات الشعب العراقي حتى تستقطع من حقوقهم وتعطى للأكراد , وثروات البلد يجب أن توّزع بالتساوي بين كل المكوّنات ويعيش الجميع تحت سقف العراق ودستوره , فلا تنازل عن حقوق أبناء الوسط والجنوب , ولا استسلام للاملاءات والابتزازات الكردية بعد اليوم .
والجميع يتطلّع أن تكون هذه المباحثات تحت مظلة الدستور العراقي والقوانين الاتحادية النافذة , وليس تحت ضغط الوضع الأمني والعسكري الذي يمرّ به البلد وسياسة الأمر الواقع , وقبل أي مفاوضات يجب أن تعاد سيطرة الحكومة الاتحادية على كامل حقول نفط كركوك , باعتبار أنّ الدستور العراقي قد وضع إدارة محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها تحت إدارة الحكومة الاتحادية , وهي لا تقع ضمن حدود الإقليم التي أقرّها الدستور العراقي , ونفط كركوك لن يخضع لسيطرة حكومة الإقليم تحت أي ظرف كان , وليس من حق حكومة الإقليم التصرّف به أو إدخاله ضمن هذه المفاوضات وأي مفاوضات قادمة , والأمر الآخر المتعلّق بنفط الإقليم , فالتصرّف بهذا النفط يجب أن يخضع لمبدأ أن النفط والغاز في كل الأقاليم والمحافظات المنتجة هو ملك للشعب العراقي , فليس من حق جهة أن تتصرّف به بعيدا عن إشراف وسيطرة الحكومة الاتحادية باعتبارها تمّثل كل الشعب العراقي , فأي تنازل أو تهاون عن هذه المبادئ الدستورية , لن يكون مقبولا ويعدّ استسلاما وتفريطا بحقوق أبناء الوسط والجنوب .
وإذا كانت حكومة إقليم كردستان تعتقد أنّ الظروف الأمنية والعسكرية التي يمرّ بها البلد , تسمح لها أن تفرض إملاءاتها وابتزازاتها على الحكومة الاتحادية بمساعدة المجلس الأدنى ووزيرهم الخانع الذليل , فليعلموا أنّ ثروات الشعب العراقي ليست ملكا للمجلس الأدنى وقيادته الخانعة المستسلمة لتتصرّف بها كيفما تشاء , ولا يمكن أن توضع هذه الثروات تحت تصرف مسعود وحكومته الساعية نحو الانفصال عن العراق , مهما كان الظرف ومهما كانت التضحيات , والشعب العراقي لن يقبل بأقل من السيادة الكاملة على أمواله وثرواته وثروات أجياله القادمة , ويرفض أن توضع هذه الثروات بيد مسعود وعائلته المتسلطة على رقاب الشعب الكردي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات