عندما قال بوش؛ الخروج من العراق سيترك العراق فريسة سهلة للقاعدة, لم يكن يتنبأ في حينها, بل كان يفشي عن خطط مستقبلية.
كثر الحديث عن دقة الضربات للجيش الأمريكي, والأمثلة على ذلك كثيرة, (ليلى العطار, الجيش العراقي, بن لادن…الخ), ولكن لماذا يحتاجون إلى فترة ثلاث سنوات للقضاء على داعش, (موعد انتهاء الانتخابات الأمريكية واستقرار الجمهوريين في السلطة), أم أن الديمقراطيين يمهدون للجمهوريين, ويهيئون الأرض المضطربة لدخولهم, وتصوريهم بصورة الأبطال المخلصين.
أبو بكر البغدادي التافه, تم نفخ رأسه إلى درجة أن أصبح كبير الحجم كبالون الأعياد, وعند فرقعته من قبل الأمريكان سيسبب صوت وضوضاء عالية, مما يجعل أطفال الفئات المتباكية, يقفزون فرحاَ مصفقين ومقبلين لأيدي العم سام.
مثلما نفخوا رأس صدام وصوروه بالخطير عالميا, وأنه يمتلك أسلحة دمار شامل, واستخدموه حجة وذريعة لدخول العراق, وفي حرب 2003 أشغلوا جيش صدام بمعركة أم قصر, وهولوا حجمها إعلاميا, في الوقت الذي كانت الفرق المحمولة جوا (101 و 82), تلعب كما يحلو لها في عمق الأراضي العراقية.
عندما هجمت داعش على العراق واحتلت قسم من أراضيه, كان المشروع يمشي بالاتجاه الصحيح لهم, (ومن العصافير التي ضربت بهذا الحجر, هو عملية لململة حثالات العالم من المتطرفين, وجمعهم في العراق لتصفيتهم), وتركوا العراق بلا سلاح كريشة في مهب الريح, لكن فتوى المرجعية العظيمة, وشجاعة أبطال الحشد الشعبي, هدمت أحلامهم, ب هزمها لداعش, فشكلوا تحالف دولي دخلت فيه دول لم نتخيل أنها تمتلك جيوش, مثل بلجيكا وكندا, وطبعا صدقنا مسرحية الإرهابي الذي دخل البرلمان الكندي, وأطلق النار على الموجودين.
كانت هذه فرصتهم للاشتراك في شرف محاربة داعش, بعد أن هزم على يد المجاهدين الأبطال, ومصادرة هذا النصر أو قسم منه, لكي يظهروا بالصورة الحسنة أمام دافعي الضرائب في بلدانهم, ويوصلوا رسالة لهم بان أموالهم لا تذهب سدى بل لإنقاذ العراق.
هذه المسرحيات تتواصل اليوم بزعم الغرب أن داعش يمتلك سلاح نووي, وينوي استخدامه ضد دولهم, ومشاهد الذبح للصحفيين الأمريكان المفبركة بطريقة هوليوود, لأغراض التدخل البري, أو تدريب العشائر السنية في الرمادي والموصل, لإنشاء النسخة العراقية من الجيش الحر, الذي سيشعر بالامتنان لمن دربهم وخلصهم من داعش, وسيكون أداة طيعة بيدهم, أو ربما توحيده مستقبلا مع النسخة السورية لأغراض مستقبلية.