ليلة 27- 12- 2014 و في أخبار الساعة العاشرة على قناة ” الشرقية ” أعلنت القناة في عناوين الاخبار عن لقاء مع قائد الشرطة في الموصل خالد الحمداني يتحدث فيه عن أسباب سقوط الموصل , لكن بعد دقائق قليلة ظهرت على الشاشة كلمة ” عاجل ” و الخبر يقول أن ( وزارة الداخلية منعت قائد الشرطة خالد الحمداني من الحديث عن سقوط الموصل ) و فعلاً استمرت الاخبار بدون اللقاء مع الحمداني , هنا يطل السؤال : لماذا مُنع الحمداني من الكلام ؟ و بالمقابل : لماذا سُمح للغراوي ان يتكلم عن سقوط الموصل و لثلاث ساعات متوالية ؟ إذا كان الكلام عن سقوط الموصل ممنوع على قادتها الامنيين , فهذا المنع يجب ان يشمل الجميع , و إذا كان مسموح لهؤلاء القادة بالكلام فيفترض ان يشمل السماح الجميع , نحن أمام جريمة كبيرة و مروعة و هناك جدل و خلاف على من تسبب بها من القادة العسكريين الموجودين في المدينة يوم و ساعة سقوطها , فهل من العدالة ان يسمح لطرف ان يتحدث لمدة ثلاث ساعات و يمنع الطرف الآخر من الحديث منعاً باتاً ؟ خاصة ان الغراوي قد تهجم على الحمداني و اتهمه بتهم كثيرة , و طبيعي ان يطلب الحمداني الكلام دفاعا عن نفسه و يبقى القرار للناس في الحكم و معرفة من هو الصادق و من هو الكاذب , لماذا لم تمنع وزارة الداخلية الغراوي من الكلام و هي عرفت إنه سوف يظهر على قناة البغدادية و انه سوف يتحدث عن سقوط الموصل لا ساعة و لا ساعتين بل ثلاث ساعات لان البغدادية اعلنت عن ذلك ؟ هذا يعني ان وزارة الداخلية موافقة على ظهور الغراوي على الناس , و هذا يعني ان وزارة الداخلية تعرف جيداً ما سيقوله الغراوي على شاشة البغدادية , و ليس دفاعاً عن أحد , خالد الحمداني شُهر به اعلامياً و من حقه الدفاع عن نفسه و اسمه و عائلته و عشيرته .
واضح أن هناك خوف من ظهور قائد شرطة الموصل على الشاشة , و هذا الخوف يؤدي إلى الاعتقاد بإن هناك حقائق اخرى غير التي ذكرها مهدي الغراوي , خاصة ان الغراوي قد قدم شهادة براءة للمالكي و لعدنان الأسدي و أظهرهما كالحملان الوديعة , ثم ان قرار منع الحمداني من الكلام لا يمكن ان يصدر بدون علم وزير الداخلية ان لم يكن الوزير نفسه قد اصدر القرار سقوط الموصل كان زلزالاً ضرب العراق , بل أن الزلزال الأرضي أرحم , و لا زالت ترددات هذا الزلزال مستمرة وسوف تبقى مستمرة لزمن قادم لا أحد يعرف متى ينتهي , و من حق الناس أن تعرف من تسبب بسقوط الموصل وما تلا هذا السقوط من تداعيات وضعت وحدة العراق و مصير شعبه على كف عفريت .