3 * الارهاب و الخوف في العراق و سوريا
9,52
La paix s’approche d’un costé, et la guerre,
Oncques ne fut la poursuitte si grande,
Plaindre homme,femme sang innocent par terre,
Et ce sera de France à toute bande.
السلم يقترب من هنا و الحرب من هناك //لم تكن الملاحقة أبدا كبيرة مثلما هي الآن //رجال نساء يتألمون دماء بريئة أرضا // كل العصابات تتسلل إلى فرنسا .
لا علاقة للرباعية بفرنسا و إنما تصف الوضع في العراق و سوريا بدقة حيث التجاذبات السياسية و المفاوضات و حرب العصابات و الملاحقات الشديدة والحرب الأهلية . الرجال و النساء يتألمون و دماء الأبرياء تنتشر في الشوارع و الساحات . و العصابات و التنظيمات المختلفة تتوالد و تنشر الفوضى و الموت . قال الإمام الصادق ع عن فتنة الشام او سوريا : ( تكون فتنه كأن أولها لعب الصبيان كلما سكنت من جانب طمت من جانب ، فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء : ألا إن الأمير فلان .).
36
La grand rumeur qui sera par la France,
Les impuissant voudront avoir puissance,
Langue emmiellee & vrays Cameleons,
De boute-feux, allumeurs de chandelles.
Pyes & geys, rapporteurs de nouvelles
Sont la morsure semblera Scorpions.
الضجيج الكبير سيكون في فرنسا //الضعفاء يريدون الحصول على السلطة //كلام النفاق كالعسل و الأشخاص كالحرباء تلونا //تشتعل المتفجرات كما تشعل موقد البارود //أخبار المتفجرات و المفخخات تنتشر // و سيكون جراحها مثل لدغ العقارب
السداسية تصف الوضع الراهن في العراق و لا علاقة لها بفرنسا . في الأبيات الثلاثة الأولى هناك صراع على السلطة بين الأقوياء و الضعفاء في ظل الشورى الثانية أو الدمقراطية الحديثة كما هناك تأكيد على النفاق والخداع و المراوغة اعتمادا على الحيل الانتخابية و التعقيدات القانونية. و أصبح الناس في التبدل و التغير و الانتقال من كتلة إلى أخرى مثل الحرباء التي تغير لونها
في الأبيات الثلاثة الأخيرة هناك صراع ميداني يعتمد على المباغتة . و ألفاظ مثل boute-feux/ /Pyes & geys هي أصدق تعبير عن العبوات الناسفة و المفخخات و المتفجرات . و المسامير التي تنطلق منها تدخل الجسد و تحدث فيه مثل لسعات العقارب (la morsure Scorpions). ) عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر (الإمام الباقر ع) عن السفياني فقال: (وأنّى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج بأرض كوفان, ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم عليه السلام). و الانفجارات شبهها الباقر ع بنبع الماء المنفجر و حديثه الشريف أصدق وصف لما يقع لزوار الحسين ع من تفجيرات . و عن ابي عبد الله ع : ( …و شمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.) وعن الإمام الصادق (ع): (- في حديث طويل – ويعم العراق خوف شديد لا يكون معه قرار، ويقع الموت الذريع….).
و عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال: ( لا يظهر المهدي إلا على خوف شديد من الناس ، وزلازل تصيب الناس ، وطاعون وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس وتشتت في دينهم وتغير في حالهم ، يتمنى المتمني الموت مساءً وصباحاً .. إلى أن قال: فخروجه يكون عن اليأس والقنوط ، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره)
و قال أبو عبد الله ع : ( لا بدّ أن يكون قدّام القائم فتنة تجوع فيها الناس ، ويصيبهم خوف شديد من القتل ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، فإن ذلك في كتاب الله لبين : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ)
8,100
Pour l’abondance de larmes respandue.
En haut en bas par le bas au plus hault,
Trop grande foy par ieu vie perdue,
De soif mourir par abondant deffault.
نظرا لوفرة السلاح المنتشر // من أعلى إلى أسفل و من أسفل إلى أكثر علوا //غلو العقيدة يخسر الحياة كلعبة // هناك عطش للموت لعلة خاطئة.
هذه رباعية نادرة و هي تصف حالة العراق و العالم الإسلامي حيث ينتشر السلاح عند الكل و حيث عقيدة التفجيرات الانتحارية قد ترسخت لدى أصحابها فهناك تعطش غريب للموت و هناك فرط اعتقاد في الموت يجعل الحياة لعبة هينة بأيديهم
الشاعر بهذه الرباعية يصدر حكما صارما ضد أصحاب التفجيرات الانتحارية و يعتبرهم غلاة يصادرون حق الفرد في الحياة
و في الرباعية التالية هناك تفاصيل دقيقة حول القضية:
8,87
Mort conspiree viendra en plein effect
Charge donnee et voyage de mort
Esleu, cree, receu par siens deffaict,
Sang d’innocent devant foy par remort
اتفاق سري على الموت ينفذ بالكامل,//المادة المتفجرة تسلم و تكون رحلة الموت // المنفذ يختار و يستقبله المشرفون المنهزمون // دماء الأبرياء أمام العقيدة تؤجج الإحساس بالذنب .
هذه الرباعية مثل سابقتها تصف الحدث وصفا دقيقا لا يعلم به المعاصرون لأنه يتم في السر و النبوءة كشفت ذلك . لقد ضبط الشاعر عمل الشبكات التي تدرب الانتحاريين كما يلي:
-هناك التزام أو اتفاق سري للقيام بهذه المهمة و يبدو أن هناك قسما على التنفيذ.
-تسلم العبوات أو الأحزمة الناسفة إلى أصحابها و تبدأ الرحلة نحو الموت .
-المنفذ يختار بدقة و يصنع أي يتلقى عملية غسل الدماغ فيصبح شخصا جديدا ثم يستقبله زعماء الشبكات الإرهابية المنهزمين
-دماء الأبرياء هي نتيجة كل ذلك و هذه الدماء تقض مضاجعهم و تؤنب ضميرهم بالندم و ثقل الجريمة
35
Dame par mort grandement attristee
Mere& tutrice au sang qui l’a quittee,
Dame & Seigneurs, faits enfants orphelins
Par les aspics & par les Crocodilles
Seront surpris forts Bourgs, Chasteaux& Villes
Dieu tout puissant les garde des malins.
السيدة في غاية الحزن نتيجة الموت //الأمهات و المرضعات لا يتركن إلا الدم // النساء و الرجال يتركن الأطفال أيتاما //بواسطة أفاعي الجبال و التماسيح //سيباغتون ثكنات وقرى وقلاع و مدن // ليحفظهم الله القوي جدا من الأشرار .
Dame : يبدو أن هذه الكلمة هي اختصار لكلمةDamas و يبدو أن السداسية تتحدث عن الحرب الدائرة في سوريا . فهناك حزن كامل و عزاء شامل في هذا البلد لاستمرار التقاتل فيه فالأمهات و المرضعات و النساء و الرجال قد غابوا إما موتا أو هجرة و لم يتركوا إلا الدماء و الأطفال اليتامى. الذين سببوا هذه الكارثة يصفهم الشاعر بأفاعي الجبال les aspics و هناك طرف آخر يساندهم وصفه بالتماسيح و هو إشارة إلى بلد يقدم لهم العون الكامل . هؤلاء الإرهابيون يباغتون (surpris) القواعد العسكرية و القرى و المدن فينشرون الموت. و الفعل (يباغت) يؤكد تشبيههم بالأفاعي التي تباغت ضحيتها انقضاضا عليها . و لا يملك الشاعر إلا أن يتضرع إلى الله القدير كي يحمي السوريين من هؤلاء الأشرار malins و الأفاعي يتبع 6