19 ديسمبر، 2024 1:37 ص

رقاب اعزها الله واذلها العباد

رقاب اعزها الله واذلها العباد

ثورةُ الحسين التي نعيش غرة ايامها، اتت لتقولَ للطغيانِ والفسادِ كفى! عندما ثار ابو عبد الله الحسين – رضوان الله عليه ،شاهرا سيفَه بوجهِ الظلم ، كان يَصرخُ بأعلى صوتِه: ” لم اخرجْ أشراً ولا بطراً وانما خرجتْ من اجلِ اصلاحِ امةِ جدي” ، نستذكر هذه الواقعة َالعظيمةَ والأليمة بأحداثها ونتساءلُ: هل نحن نسيرُ على خُطى أبي الاحرارِ الحسينِ، وهل اعطينا  للواقعةِ حقَها؟ وهل استطعنا ان ننبذ الكذبَ والنفاقَ من داخِلنا ، ونستأصل الحقد الرياءَ من انفسِنا؟ وهل أقمنَا العدلَ والمساواةَ بينَ الناسِ وانصفنَا المظلومينَ ، واطعمنا المساكينَ والمحرومين؟ وهل اوفينا الواقعةِ المليئة بالمواقف والدروس والعبر حقَّها من البحث والدراسة والاعتبار؟
 نعيش غرة ايام ثورة الحسين وملايينَ النازحينِ من أحفادِه، يتحسرونُ على رغيفِ خبزٍ يسدُ جوعَهم ومأوىً كريم يسترُ عوائلَهم ويحميُهم ، هؤلاء العراقيونَ الاعزةُ ، اذلَّهم تجارُ السياسةِ فاقدي الضمير ،
 نعيش غرة ايام ثورة الحسين، وصراخُ الأطفالِ ونحيبُ النساءِ وبكاءُ الرجالِ  في العراق فاقَ كل الاقدارَ ، واصبح وصمةُ عارٍ على جبين ِالمتجبرينَ، الذين لو كانَ سبطُ رسولِ الله حيا لشهرَ سيفَه بوجهِهم وحزَّ رقابَهم ، لانهم تكبروا وتجبروا وتسلطوا على عباد الله وحرفوا واقعة من اعظم الوقائع التي عرفتها البشرية منذ خليقتها .
 لقد عجزَ الصبرُ عن صبرِ العراقيينَ المهجرينَ وهم يفترِشونَ العراءَ، في حين ملأتْ خزائنُ العراقِ جيوبَ معظمِ الساسةِ المفسدينَ الذين يعدون العراق فندقا مجانيا يستجمون فيه ، اما اوطانهم واعمالهم واولادهم وانتماءاتهم فهي ليست في العراق بل في البلدان التي اوتهم في وقت من الاوقات ومنحتهم جنسيتها ، فاصبحوا يستعرون من اصولهم العراقية ، لانهم ينظرون الى العراق اليوم كوظيفة في منطقة مزعجة ، تدر عليهم  راتبا عاليا ، اما شعب العراق فيعدونه بقايا بشر ويسمونهم بالمساكين الذين تحل عليهم الصدقة والشفقة من بلدان كانت تحلم ان تطأ اقدام رؤسائها وامرائها أراضيه . واليوم بفعل ساسة العراق المخضرمين بدأت الدول تمن على العراقيين بالمساعدات الإنسانية وهي تعلم ان تحت اقدامهم خزائن الأرض .
 من يرددُ معي مقولةَ أبي عبدالله اليومَ ، ويشهرُ سيفَه بوجهِ الظلمِ ويعيدُ الملايينَ المهجرين والنازحين الى ديارِهم معززينَ مكرمينَ؟ من يرفع كفيه معي الى السماء مناجيا ربه ان يكون العام الهجري الجديد عام خير والفة ووئام وخلاص من هذه الطغمة الباغية التي عاثت في ارض العراق وخيراته فسادا وتخريبا؟
  اللهم ارنا فيهم يوما اسود، اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر ، لانهم اساءوا لثورة سبط نبيك وال بيته الاطهار … يا عظيم يا جبار، انك على كل شيء قدير.

أحدث المقالات

أحدث المقالات