” العراق غني بالثروات والحضارات ولصوص تشكلت منها ثلاثة حكومات لدولة وهمية لا تنتسب اليه”
تشكلت حكومة الصفقات للمقبولية والتوافق الوطني , وقد استورثت عن سابقاتها ارث ثقيل من الصفقات الدولية والأقليمية والأبتزازات المحلية , قفزة الى اعلى وسقوط الى اسفل , التحاصص نهج استكان اليه الشارع العراقي المسكون بماض ليس له , غيبت عنه فضائل الوعي الوطني المشترك , هوية الأنتماء والولاء لم تعد ثوباً مقبولاً على مقاس اطراف العملية السياسية, الزاهية بالوان اللصوصية .
مسلسل الصفقات يشاهدها المواطن العراقي , ربما استأنسها كما المسلسلات التركية , سيتابعها لأربعة سنوات قادمة , ثم يشترك في تمثيلها من داخل صناديق الأقتراع , لأعادة انتاج ذات الأبطال لذات المسلسلات , ربما في الأمر سادية لجلد الذات او ثقافة تدجين , المقلق فيها مضمونها اللاوطني .
المجتمع العراقي , نضجت فيه ميول العزلة والأنطواء داخل دويلات المسخ الطائفي القومي, مشحوناً بنوبات التمترس الأعمى, يزفر الكراهية حقداً اسود بوجه شقيق له في متراس مقابل, فقد فيه رؤية العراق, الذي كان يوماً وطن مشترك, فاصبح الآن متنازع عليه, مواطنيه ليس الا وقوداً يحترقوا كراهية ليحترق معهم اشقاء في المصير والمعاناة كصراع ديكة الرهان, تهلك نزاع ارعن ليكسب الجائزة المتصالحون من داخل مكاتب مختبرات انتاج هلوسات الفتن, فأصبح العراق ميداناً للموت المجاني, الأعدا في المنطقة الخضراء, عدو يحتمي بعدو, انها لعبة دموية, ترطنها جميع الأطراف من دون ان تترجم لنا مضامينها .
احتراما لنرجسية الأفاضل من بعض كتابنا, نتجنب الأشارة الى فضائح المؤامرة والخيانات, انها كما يدعون, اصبحت نظرية تجاوزتها مرحلة القطب الواحد (لخالة الولد) العظمى, كما تستنكر مفردات الوطنية والكرامة, التي ترد احيانا في كتابات البعض, في نظرهم انتهت كمعلقات لوطن غابر, وعلى المثقف ان يتعولم ليفتح في ضميره قاعدة (للخالة) العظمى, وحتى لا نخدش ذوقهم الرفيع, سنطلق على الواقع الخياني الذي نعيشه (بـواقع الصفقات) ونترك حقائق التبعية والعمالة واقع الصفقات و (المؤ… والخيا ….) التي تهدد وجود الأمة العراقية , عبر مقالات رصينة نشرت على موقع (الأخبار) , هنا اكتفي بالأشارات المتواضعة من داخل موقفه الوطني , ارجو الا ااتي بما يخالف قناعاته.(1)
ابتدأت صفقة (المؤ…) الأخطر من سابقاتها في انزال داعشي هجين في عاصمة الرئيس (المعتق) اربيل, افتتحت مكاتبها وعدت اجهزتها وهيأت كوادرها وكان التنسيق جاهز اعلامي وميداني والزحف قد ابتلع اكثر من ثلث الجغرافية العراقية, رافقتها مجازر مروعة لمنتسبي قاعدة سبايكر وعملية تهجير واجتثاث وجرائم قتل وسبي واغتصاب لعراقيي الأيزيديين والمسيحيين والشبك والأستيلاء على الأرض التاريخية لأجدادهم , (خالة الولد) العظمى , تتفرج ضاغطة على ان تتسع الصفقة لتغيير حكومي من داخل المنطقة الخضراء, بعد ان وضع الدستور وهامش الديقراطية والعملية الأنتخابية مؤجلة على رفوف الصفقة .
تحد سافر في تشكيلة حكومية من عناصر اغلبها فاشلة لم تحصل على الأدنى من ثقة واصوات الناخبين, لكنها كانت جاهزة على مقاس الصفقة استهدافاً للمكاسب الديمقراطية الشحيحة والحد المتواضع من الكرامة التي حصل عليها عراقيي الجنوب والوسط, ثم تهيئة الأجواء لمساهمة بعض الأطراف الشيعية في محاصرة العراق من داخل المنطقة الخضراء عبر العفو العام عن فرسان المقابر الجماعية وخبراء التفخيخ والبهائم الأنتحارية وتأهيل وتكريم قادة الجيش والأجهزة المخابراتية والأستخباراتية للنظام البعثي ومحاولة الغاء قانون المسائلة والعدالة ودسيسة لتصفية التشكيلات الوطنية لمتطوعي الحشد الشعبي واستبدالهم بالحرس الوطني كوجه آخر لأرهابيي دواعش البعث .
ابتدأت الصفقة (الخيا …) عندما مسخ مضمون المفهوم الوطني لأنتماء الأنسان العراقي الى مفهوم طائفي عرقي, فأحتلت المفردات الطائفية العرقية مواقع المفردات الوطنية, واصبح العراقي شيعي كما هو سني وكردي, لا نختلف كون اغلب مواطني الجنوب والوسط يعتنقون مذهب اهل البيت, لكنهم ولدوا تاريخياً وحضارياً وجغرافياً عراقيون, مقدساتهم عراقية , اغلب أئمتهم استشهدوا عراقيون واضرحتهم ثروات حضارية عراقية, كذلك ان اغلب مواطني المناطق الغربية, يعتنقون المذهب السني , لكنهم عراقيون, الأكراد ورغم خصوصيتهم القومية, فهم عراقيون في المصير والشراكة في الوطن, هنا من يخذل العراق (وطناً), لا يمكن له ان يكون صادقاً مخلصاً لطائفته او قوميته, سينتهي طرفاً في صفقات مشبوهة بالتبعية والعمالة والخيانة, عار من الشرف الوطني .
هل للأوطان ان تفقد نظارتها وتتآكل مع القدم , تسقط قيمتها في عيون من كانت لهم وأستحقت ترخيصها في اسواق المستهلكات كما هو الشرف المستهلك.؟؟؟ وعندما يعود (بائع الوطن والشرف), سياسي كان ام مثقف, ولم يجد خيمة يستر فيها عريه, هل سيشعر بوجع جرح ينزف دموع وطن يطارده, ام انه مات ودفن في ذات سوق المستهلكات, الذي رخص فيه وطن, اعز واثمن الأوطان … ؟؟؟ .