23 نوفمبر، 2024 4:50 ص
Search
Close this search box.

قراءة في اسباب سقوط محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين

قراءة في اسباب سقوط محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين

جرح دام يكاد يقطع الاوصال ، ذلك الحال المليء بقمة المأساة ان تصل الى نهاياتها السوداوية ، لأن محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين قلب العراق النابض، بل قلب العروبة الصافية الرقراقة، بعد ان عد البعض من الطارئين عليها ان الانتماء للعروية يعد ( عيبا ) وما دروا ان ( العيب ) هو من من خان قيم العروبة او تخلى عنها!!

الانبار حاضرة بني العباس لم ترق لبعض الساسة ان ييقى اسمها نارا على علم، لأن هؤلاء الذين اعتدوا عليها شوهوا وجه التاريخ ووجه البطولة والحضارة العربية الاسلامية ولم يعد يتفاخر بعض المحسوبين على ابناء عروبتهم بالعروبة، وراح يلهث وراء نسب زائف او انتماء طاريء لايمس جلده ولا روحه، انتماء كاذب مخادع اراد ان يتبرأ من العروبة وتاجها وتراثها وحضارتها الشامخة المعطاء لينضم الى اناس لايرتبط بهم سوى بعلامات تاريخ مشوه بينهم صراع طويل وعداوات لاتنتهي مع العرب، وظن نفسه ان الخروج من شرنقة العروبة يمكن ان يبني مجدا زائفا او لعل الاقدار ان ترفع مقامه واذا به وبكل من ساروا على دربه وقد تحطمت اجنحتهم وتكسرت، لأن الطريق الذي سار البه لايدله على ماضيه ولا على حاضره وهو لن يكون له وجود في مستقبله، فعاد صريع القوى يلطم حظه العاثر في ان عد العروبة ( تهمة ) ان انتمى اليها، وهي شرف عظيم ، حتى ان رب العرش جلت قدرته شرف العرب بحمل رسالته السماوية السمحاء، وخصهم فيها دون غيرهم من الامم تشريفا لهم، واذا ببعض الناكرين لاصولهم وقد تبرأوا من العروبة وانتموا الى من يناهض حضارتها ودينها وتاريخها العداء ، واتجهت بوصلة هؤلاء الى ما لايشتهي السفن ، وطن ممزق ومحافظات محتلة وملايين العراقيين أما قتلى او جرحى او مهجرين او معتقلين او مشردين لاوطن لهم ولا احد يخلصهم من محنة الاغتراب وهم داخل اوطانهم فكيف الحال بمن هجر الاوطان الى بلاد الغربة!!

وقد يقول قائل ان عنوان مقالك يبحث في أسباب سقوط محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين ومدن اخرى، فما علاقة هذه المقدمة المغرقة في التراجيديا عما وصلت اليه احوال البلاد؟

واقول ساستعرض اسباب سقوط هذه المحافظات ولكن السبب الاساس الذي ادى الى سقوطها هو تخلي البعض من العراقيين عن عروبتهم وتنكرهم لعراقهم العربي الاصيل، وهو وحده يكفي لأن تتعرض هذه المحافظات الى ما جرى لها من تآمر وحملات ظالمة لم تتعرض لها أمم الارض قاطبة..وادرج في ادناه اهم اسباب السقوط وكما يلي:

1. تضييع الهوية العربية والعراقية لدى من ارتهنوا انفسهم بارادات الغير وظن بعض ممن يبحثون عن سد عوامل النقص في دواخلهم انهم من خلال العمالة للاخرين يمكن ان يكون لهم ظهور او وجود يلفت الانظار دون ان يقدروا ان العمالة للاخر معناه سلب ارادته وتعريض مستقبل بلاده للخطر وظن ان بامكان الامريكيين ودول الغرب او الاستنجاد بايران او احدى دول الخليج او تركيا يحقق لهم غرضه في الانتقام مما يختزن في داخله من امراض دفينة في شخصيته، واراد من خلال العمالة للاخر ان يثأر لما تعرض له من ضياع الدور او فقدان الارادة وهو خائر القوى داخل نفسه ليس لديه قدرات ولا امكانات واذا به بين ليلة وضحاها وقد ظهر وكأنه يحل ويربط وهو الناطق بإسم ملكوت الارض لاتدانيه مرتبة وهو لم يصل بعد الى حجم بعوضة!!

2. لقد تعرضت محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى وداخل احياء في بغداد وفي حزامها منذ عام 2003 الى كل اشكال الحرمان وانتهاك الكرامات وتمزيق اوصال مدنها وشعبها ومارس البعض من المحسوبين على العراقيين ممن ارتضوا ان يكونوا عبيدا للاجنبي وما اكثرهم هذه الايام ليذيقوا ابناء جلدتهم سوء العذاب، وراح بعض اقطاب الكرد ممن يريدون اقامة دولة كردية بالعزف على وتر اقامة هذه الدولة ونشروا خارطة تضم معظم اراضي العراق الشمالية والوسطى بعد ان شجعهم الغرب على التمرد عن بلدهم العراق لاقامة دولتهم الكبرى انطلاقا من العراق ، ولهذا تجرعت هذه المحافظات ومنها نينوى وديالى وصلاح الدين مرارة الحقد الدفين عليها بان تم تقطيع اوصالها وتشريد ابناء شعبها بممارسات يكاد تتفطر من هولها الجبال، وها هي اليوم تحصد نتائج هذا الامعان في تخريب مقوماتها و وكياناتها بدعم امريكي كردي ايراني سوري، كانت ( داعش ) احد نتائجها التي وجد فيها الاميركيون والايرانيون والسوريون والاتراك وبعض دول الخليج ( غير العربية ) فرصتهم في الانتقام من العراق، وكانت كل تلك الدول المحيطة في العراق مستفيدة مما جرى ، على طريقة مصائب قوم عند قوم فوائد..فحصدوا تامرهم بأن مزقوا العراق الى ملل ونحل تحت محراب

المذهبية مرة وتحت لواء الاسلام مرة واخرى تحت دعوات اقامة انظمة ديمقراطية واذا بها تذيق شعوبها مر الهوان وتجرعت من كؤوس الديمقراطية مرارة العذاب ولوعة التشريد ومحنة الغربة والديار التي ضاعت واصبح تحرير هذه المحافظات من هول الفاجعة يكاد يكون اقرب الى المستحيلات.

3. تعرض العراق في فترة الاحتلال الامريكي الى مايشبه الصدمة والفاجعة التي احدثت زلزالا رهيبا في البنيان العضوي والنفسي العراقي خربت فيه نفوس الكثير من العراقيين تحت اغراءات شتى ومنهم من ابناء هذه المحافظات التي ارتضى بعض شيوخها ووجهائها ان يكونوا عبيدا لمن يؤدون مهام التامر على بني جلدتهم وتم شراءهم بثمن بخس دراهم معدودة وما ان ارتفع مقامهم بان ارتضوا بالخيانة للاخر واذلال شعبهم حتى ضاع كل شيء يمكن ان يتبقى لدى الرجال من مواقف واضاع البعض حتى شرفه، وانكسرت معنويات الكثيرين بعد ان اختلط الحابل بالنابل وحرفوا الكثير من الحقائق وارتضوا ان يكونوا عملاء صغار لبعض هذه القوة السياسية او تلك وهي نفسها مرتبطة باجندة دولية وافليمية لاتريد للعراق خيرا.

4. ان داعش كما اكدت مرارا صناعة امريكية اسرائيلية غربية وجدت فيها ايران ضالتها لتدعمها بطرق مباشرة وغير مباشرة، لتضييع هويات المحافظات المحسوبة على المكون العربي وكان لها ما ارادت ان سقطت الواحدة بعد الاخرى لانها ادركت ان ليس هناك قوات عسكرية عراقية لديها القدرة على حماية محافظاتها لانها ليست من مهامها حماية المحافظات بل ان اوامر تلقتها بالانسحاب صراحة من تلك المحافظات لكي تسقط بيد داعش وتبقى تلك المحافظات اسيرة احتلال داعشي امريكي اسرائيلي كردي ايراني تركي.. اجل كل هذه الدول اشتركت في صناعة داعش الاجرام وهم من سفالة الاقوام المنحطة وهم ليسوا في اغلبهم عربا او ينتمون الى العروبة الحقة بصلة لان الاسلام لن يكون دينا بهذه الطريقة الهمجية الموغلة في الاجرام والقتل والتدمير وهتك الاعراض ،،فالاسلام دين للرحمة والاخلاق الرفيعة السمحة الخيرة المدافعة عن حقوق الانسان لترفع عن كاهله الظلم الذي يقع على البشر لا استعبادهم بهذه الطريقة التي يأبى الاسلام وحاشاه من دين ان يكون على وصف هؤلاء الاقوام التتار والمغول وكل القوام التي تناصب العروبة العداء..هذه مؤامرة غربية اقليمية لتشويه صورة الاسلام على انه ارهاب وذبح وهتك للاعراض وهو صوره بشعة للاستعمار الغربي

الخبيث الذي غذى كل نفس حاقدة شريرة اشتراها بالمال وسادنها بكل ما يملك لتعبث بارض العرب والعراقيين على هواها.

5. غياب ضباط ومراتب المكون العربي من تلك المحافظات العروبية عن قيادة العمليات ومن وجودها المشلول كليا ان لم يكن قد انهي دور مشاركتها تماما وراحت جيوشا متعددة الاشكال والالوان تمعن في قتلهم وتدمير مدنهم بحجج واهية كان اخرها مواجهة داعش، الى ان سقطت تلك المحافظات الواحدة بعد الاخرى، وربما يحتاج فعلا الى سنوات لتحريرها كاملة من براثن الاشرار والحاقدين،، وان مقولة الامريكان انهم يحتاجون الى سنوات حقيقة فعلا، لانه لن تتوفر لدينا الامكانات لمواجهة جهد داعش النفسي بعد ان استخدمت اساليب التهويل والحرب النفسية الى اقصاها واحتلتها بدون قتال، ما يعني انها لم تجد رجالا اصلا يواجهونها الا بعد خراب البصرة كما يقال، بل ان القوات العسكرية في نينوى وقوامها اربع فرق انهزمت شر هزيمة في لحظات لم تستطع انقاذ نفسها وولت هاربة تجر اذيال الخيبة والخذلان بعد ان تلقت اوامر بالانسحاب من القيادة العليا.

6. ولو وجدت نيات صادقة فعلا لتخليصها من هيمنة داعش وسطوتها ، لاعيد الاعتبار لمكونات هذه المحافظات وليس لازلامها القابعين في اربيل وعمان ودبي وبعض الدول الاخرى ، وترك شيوخ هذه المحافظات ابناء جلدتهم تسومهم داعش سوء العذاب، ولو وقف شيوخ الانبار ونينوى وصلاح الدين الوقفة التي تستحق لما حصل كل الذي حصل من انهيار مروع بهذه الطريقة التي لم يشهد لها تاريخ العراق هزائم ونكبات مريرة ادمت قلوب العراقيين واضاعت كرامتهم ومرغت انوفهم في وحل الانكسار والخذلان حاشاهم الله، وامنياتنا بان يخفف عنهم عبء المصاب ومرارة اللوعة في محنة النزوح القاسية الاليمة التي تكاد تتفطر من هولها الجبال!!

7. ان الامريكيين شعروا ان بضاعتهم الديمقراطية لم تأت اكلها كاملة وبقي في العراق محاولات لاستعادة دوره، فوجد الامريكان ان افضل من يحارب العراقيين هم في نسخ جماعة اسلامية مروعة تستخدم كل صنوف الاذلال والقهر والترويع لتركيع العراقيين وبخاصة في المحافظات التي بقيت تعارض الوجود الاجنبي، لهذا كانت داعش التي صنمعوها في مراكز تدريبهم في دول مختلفة ومنها سوريا فرصة لتصدير ( نظام اسلامي ) يشوه معالم العراقيين والعرب على ان داعش هو الاسلام، بل الاكثر من ذلك عد كثير من العراقيين للااسف الشديد انهم ( دواعش ) ، ولهذا صبت نار الحرب والغضب عليهم بينما داعش تصول وتجول على راحتها وتكاد لاتواجه خسائر تذكر قياسا بحكم ماحققته من مكاسب على الارض ، بفعل

تراكمات كثيرة مريرة شجعت بعض ابناء العشائر على الانضمام اليهم تحت دعاوى مضلله هو مواجهة الطرف الاخر الذي يسعى لابادتهم جميعا، وصدق البعض دعوات داعش وما دروا انها ( مكيدة ) نصبت لهم لانهاء دورهم كاملا وللقضاء على اخر معالم الروح اليعربية في هذه المحافظات.

8. ان اطالة امد تظاهرات ما سمي بالمحافظات المنتفضة دون تحديد مطالب معينة وعرضها على الحكومة وعناد البعض في الاستمرار بالتظاهر فترة اطول هو من شجع داعش على دخول الخط وركوب الموجة، ولم ينتبه من اتخذوا من التظاهر وسيلة للمطالبة بحقوقهم ان اطالة امد تظاهراتهم كان خطأ فادحا الحق بهم اضرارا بالغة، لأن كل شيء يطول يتم تسويفه ومحاربته بأية طريقة حتى تم القضاء على تظاهراتهم وانهاء دورهم، لجهل لدى البعض ممن قادوا تلك التظاهرات بجدوى تلك الممارسة، وظنوها انها السبيل الامثل للوصول الى تحقيق المطالب حتى انقلبت عليهم وبالا بعد ان استنفدت اغراضها ولم يعد لبقائها مبررا كل هذا الوقت حتى اضاعوا المشيتين كما يقال!!

9. كان لمواقف مجلس محافظة الانبار ونوابها الدور الاساس في الوصول بالمحافظة الى ما وصلت اليه بدءا من مواقف المحافظ احمد خلف المتذبذبة والضعيفة الى مواقف بعض أعضاء مجلس المحافظة الذين فضلوا مصالحهم الشخصية وملذاتهم في فنادق دول الجوار وفي اربيل حتى ضيعوا محافظتهم، لانهم لو وضعوا خطة محكمة لمواجهة داعش بالتنسيق مع عشائر ووجهاء المحافظة واهالي احياء المحافظة ولو لم يشرد شيوخ الانبار قبل سقوطها ، لما سقطت محافظتهم بتلك الطريقة التراجيدية السوداوية ، ولكان بالامكان تفادي خطر مداهمتها من داعش بأقل الخسائرولما تشرد اكثر من مليون شيخ وامرأة وطفل وشاب من اهالي الانبار وهم الان يعيشون ظروفا مضنية لاتليق حتى بالحيوانات وليس بالبشر!!

هذه ملاحظات سردناها عن اسباب سقوط محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين ومدن اخرى، واملنا بالخيرين من ابناء العراق ان يستجمعوا قواهم من نفس ابناء مكونهم ليستردوا ديارهم ومدن محافظاتهم بالاعتماد على انفسهم هم وليس الدولة التي لم تنصرهم كما ينبغي ولن يكون جهدها الا مساندا ثانويا، ولو ثأر اصحاب الغيرة من اهالي تلك المحافظات لكرامة شعبهم لعادوا جميعا الى ديارهم وحرروا محافظاتهم، وعيشة بكرامة افضل من نزوح بمذلة ، وصدقوني لن ينصركم الا الله الواحد الاحد لانكم على حق، اما الدولة وما يسمى بدول التحالف فلن تساعدكم على مهمتكم لان قواتها اصيبت بخور تام وليس بمقدورها

ان تحل رجل دجاجة، وتحتاج الى عقد من السنين لكي يكون بمقدورها الوقوف على قدميها ان بقي التعامل معها على هذه الطريقة من التهميش والاقصاء للاخر ، وتنفيذ اجندة دول اقليمية تريد القضاء على اخر معالم القوة والنهوض في هذا البلد الطيب المعطاء صاحب المفاخر والبطولات لايليق به أن يكون هكذا مكسور الجناح، خائر القوى، متشتت الولاءات للزعامات والاحزاب ، وتحكمه ارادات اقليمية ، لاتريد الخير لاهل العراق ان لم تخطط لابادتهم وجعلهم عبيدا وخدما لها وحاشى للعراقيين الاصلاء ذوي التاريخ العراق ان يقبلوا المذلة والرضوخ للاخر، ولا بد من ان ينتصر الخيرون من العراقيين الشرفاء ليثأورا لكل عراقية وعراقي سامه الضيم وانتهكت كرامته لتعاد مصانة معززة مكرمة وانتهم ايها العراقيون الاصلاء ابناء العروبة الغر الميامين انتم بحق اهلوها ومنالكم النصر بعون الله وهمة الاخيار الطيبين ، والله ناصركم على القوم الكافرين والظالمين والطغاة والفاسدين ومن اذلوا شعبهم وأذاقوه مر الهوان.

أحدث المقالات

أحدث المقالات