ليس المقصود هنا بكلمة ( الوطنية ) هي ما يكنه الإنسان من مشاعر مخلصة يضحي بها من اجل وطنه أو حبه لأبناء بلده الذي يعيش ويتربي ويدفن فيه معززاً مكرماً هذه الوطنية ألحقه , حسنا أعود من جديد إلى بلدي العزيز ( العراق ) العظيم وأعلن في هذه اللحظات وقريبا من أفق يحمل ألينا فرات الخير ودجلة الياسمين وشمس أمنياتنا بعيدا عن حزن مدفون مقتبسا من صحراء العراق وانين السدود ومنارات الدعاء المخضب بصلواتنا دعاء متبسما بعشق العراق وأهل العراق اعذروني إنا مغرم بالذين وهبوا قلوبهم حبا لهذا البلد الكبير وزرعوا نفوسهم حصادا للطيبين … أيها العراقي أيها الأصيل أيها الكبير أيها المبدع أيها الجميل أيها العزيز أيها الصابر أيها الصامد … أقترب مني فانا محتاج إليك جدا في هذه الأيام دثرني يا نخل العراق احملني إلى ضفاف دجلة الخالد ثم الفرات إلى البصرة والى بغداد وصلني إلى كركوك الغالية نعم الغالية وارجع بي إلى النجف الاشرف وديالى والعمارة والسليمانية والناصرية والرمادي ودهوك وواسط واربيل وصلاح الدين ونينوى والسماوة وكربلاء المقدسة … وهنا لا أريد إن اكتب عن الماسي التي حدثت في العاصمة بغداد وفي بقية المحافظات الأخرى والتي بدئت تستمر وتتواصل على مرور ( أحدى عشر عاما)
هل أبدو بعيداً عنها أم قريب من ساحل فارغ يقع على شاطئ دجلة الخالد أنها ساعات النهار الأخيرة تودع الشمس أبناء هذا البلد الغيور يوم أخر اسمه يسبح به الناس لله العلي القدير يبدأ بعبير وتلاوات المسبحين نحو جهة الغروب فإذا بجموع الناس ترفع أكفة الأذرع إلى الباري عز وجل وتنقل رائحة السلام والأمان لأبناء هذا البلد حيث بدأت مئات المآذن تدعو الناس إلى الصلاة والدعاء سرت في شارع طويل بعد صلاة العشاء يكاد يفرغ تماماً من الناس بينما كان أرخبيل من السيارات المسرعة تذهب من حيث لا ادري وفي نفس اللحظة لو أحصينا عدد المآذن والمساجد والحسينيات والكنائس والمعابد الدينية الأخرى في العراق لفاتنا الكثير… لكنها تبزغ شامخة من بعيد يرفرف الطير فوق أحواض المعابد الدينية كافة ولجميع طوائف هذه المدن وأهل العراق يتمسكون بالتقاليد العربية والإسلامية والديانات الأخرى التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم لكنهم يتألفون مع الغرباء حتى ينصهر الغرباء بينهم لكن مع الأسف لا ادري ما حل في هذا البلاد وحضارته التاريخية انتشرت في كل بقاع العالم لأكثر من ثمانية ألاف سنة تحكي قصة شعب عريق مبدع متسلح بالعلم كان ولا يزال يشير في النفس اعتزاز ومباهاة واعتلاء لناصية الفخر … عبر ما تحقق لها ضمن مسيرتها الطويلة الحافلة بالعطاء حتى وصفها احد المؤرخين بأنها قطعة من التاريخ والحضارة والإنسانية … فهي تعيش في حصار جديد لم تألفه كتب المصطلحات السياسية والعسكرية , وهذا حال لسان أبناءها الطيبون على من تقع مسؤولية هذا التدمير المبرمج وفقدان الحياة المدنية العامة وتهجيرونزوح أهلها المساكين في مدن كانت عقدة المواصلات المهمة في الشرق الأوسط … أهلها يتهمون ( الاعداء ) باصطناع هذا الوضع للحيلولة دون استمرار الحياة فيها … وتبقى الأسئلة بلا أجوبة واضحة رغم الحملات الأمنية الاستعراضية فمن المسئول يا ترى ولماذا ,