26 نوفمبر، 2024 10:05 ص
Search
Close this search box.

القيادة والفكر السياسي

القيادة والفكر السياسي

للتمييز بين أولئك القادة الذين يبنون علاقة ذات هدف وتحفيز مع مرؤوسيهم من أولئك القادة الذين يعتمدون بشكل أوسع على عملية تبادل المنفعة للحصول على النتائج. “جورج بورنز”
مر العراق بتغيرات سياسيه عديده، وتبع كل تغيير عمل ميليشياوي مسلح من اجل  التصدى الى المعارضين و اخضاع المنافسين ، كما حدث بعد ثورة 1958 واحداث الشيوعية ، واحداث انقلاب البعثية 8 اشباط والحرس القومي ، وانقلاب 1968 جهاز حنين وغيرهم من العصابات الاجراميه التي تم حلها بعد التغيير وسقوط النظام  . في المقابل نجد ان اول من حل القوه العسكرية الحقيقة المنضبطه المجاهده المؤمنه القادرة على تغيير أي معادله، هو شهيد المحراب (قدس) حينما حل ( فيلق بدر) وتم تحويله الى منظمة سياسية تتنافس مع  القوى السياسيه الاخرى بطريقة حضارية ديمقراطية دستورية انتخابية وبعد استشهاده (قدس)  سار على هذا النهج سماحة السيد عزيز العراق (رحمه الله ) حيث بقى ثابت على القيم والمبادى التي تربى عليها ،وبقى ينادي باليات الديمقراطية والدستورية ، في الوقت الذي انخرطت جميع القوى السياسية المؤيده للتغيير والمعادية الى تشكيل مليشيات وعصابات من اجل التصدي للمعارضين  .
. القيادة الحديثة  ( التحويلية ) والتي تعرف  على أنها ” عملية يسعى من خلالها القائد والافراد إلى النهوض بكل منهم للوصول إلى أعلى مستويات الدافعية والابداع”.
من الابعاد القيادية في شخصية سماحة السيد عبد العزيز (رحمه الله )
نجح عزيز العراق ( رضوان الله علية ) من خلال نهجه القيادي التحويلي الحكيمي في خلق التغيير الجوهري في حياة اتباعه و مؤسساتهم . فقد في اعاد صياغة المفاهيم والقيم وتبسيط الأهداف الصعبة وتحفيزهم  للتغيير. ليطوي مرحلة المعارضة ويضع حجر بناء الدولة العصرية العادلة.
سلوكه القيادي التحويلي المتوارث بالقيم والمعتقدات الشخصية والانسانية والوطنية ، فكان (رحمه الله ) يتحرك في قيادته من خلال قيم راسخة كالعدالة والاستقامة، جعلت قيادته اكثر جاذبيه وتأثيره المثالي يحظى بإعجاب واحترام وتقدير الاخرين .
كان القائد عزيز العراق ( رحمه الله ) يتبني مبدء الاستثارة الفكرية حيث  اسس ونظم الكثير من الجلسات واللقاءات الثابته والمستمره والمتجدده مع النخب التربويه والقيادات السياسيه وقادة المجتمع من الشباب والتي تهدف الى النهوض بشعور المواطنين وذلك من خلال الاحتكام إلى أفكار الديمقراطيه وقيم أخلاقية مثل”الحرية والعدالة والمساواة والسلام والإنسانية”.
و تضمنت قيادته التحويلية الحكيمة (رحمة الله ) خطوات متتالية وشجاعة في الاعتراف بالحاجة للتغيير الايجابي لبناء الدولة العصرية العادلة، و اصراره على رؤية جديدة، تجعل من التغيير عمل مؤسسي.  
كان الفضل لادبياته وقيادته الجاذبة في اثارة حب التحدي لدى المواطنين والنخب السياسية من اجل تحقيق اهداف محدده ( تشكيل لجنة كتابة الدستور ، التصويت على الدستور رغم تهديدات الارهاب ، التمسك بموعد اجراء الانتخابات ، وخروج المواطنين في ثورة الاصبع البنفسجي  ) ،
نجح سماحته من خلال فكره سياسي المعتدل في فهم الواقع الجديد ، و الرؤيا الثاقبة والبعيده في مستقبل العراق ، واخلاصه التام للوطن و المواطنين في وضع نموذج جديد للسلم الاجتماعي والتعايش المشترك و المشاركة الوطنية بعيدا عن التعصب او التطرف ، وهو نموذج يرتكز على مبادئ الديمقراطية ( الدستور الدائم،الانتخابات،اللامركزية) التي تحفظ الحقوق العامه والخاصة وتوفر الحماية المطلقة لحقوق المواطنة وحقوق الانسان،
تتسم قيادته (رحمه الله) بالصلابة والثبات على القيم والمبادى  التي لا يمكن التفاوض حولها أو تبادلها بين الإفراد ، ومن خلال التعبير عن تلك المعايير والقيم  وحد سماحته أتباعة واستطاع أن يغير معتقدات وأهداف واتجاهات و قيم كانت اساسية للقوى السياسية الوطنية التي كانت تعارض هذا النموذج واصبحت اليوم تتمسك به وترفعه شعار واتخذته هدف لها تسعى الى تحقيقه . 

ان القيادة الفعالة والناجحة تمثل نوعاً من العلاقات التي تنشأ بين القائد واتباعه في موقف جماعي معين تهدف إحداث التأثير على المجتمع حتى تتحقق الأهداف. لذا فإن قيادة سماحته (رحمه الله ) كانت تستمد سلطتها من رضا اتباعه عنه النابعة من إيمانهم بقدرته على قيادتهم إلى تحقيق الأهداف.

أحدث المقالات