من ألمبادئ ألأساسية لبناء أي مؤسسة مدنية أو عسكرية هي ألتخطيط وألعلم والمعرفة ؛يضاف أليها في ألمؤسسة ألعسكرية ؛الشعور وألأيمان بالأنتماء للوطن وليس بالسلطة ألحاكمة.وقبل ألولوج في تفسير أسباب ألهزائم وألأنكسارات للمؤسسة ألعسكرية في حروبها ألداخلية وألخارجية؛دعونا نعود للوراء ألى بداية ظهور ألأسلام ؛ونشوء أول مؤسسة عسكرية ألتي بدأت في معركة بدر ؛حيث أنتصر المسلمون فيها رغم ألتفوق ألعددي وألتسليحي للمشركين.السبب الرئيس هو ألأيمان بقضيتهم؛ولكنهم فشلوا في معركة أحد ؛لغياب ألتخطيط والشعور بالأطمئنان ؛أعتمادا على ألأيمان ألمجرد؛دون ألأخذ بألأسباب وهي ألتسليح والتخطيط{واعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط ألخيل…..ألخ}.أما في معركة حنين فقد كانوا قاب قوسين أو أدنى من ألهزيمة لولا دعم ألله تعالى لهم بجنود لم يروها؛وذلك بسبب ألغرور بالقوة ألعددية{ويوم حنين أذ أعجبتهم كثرتهم…….}.هذه ألمقدمة تعطينا مؤشر للهزائم ألتي منيت بها ألمؤوسسات ألعسكري ألعربية ألمتكررة خلال ألعقود ألمنصرمة؛سنؤشر لبعض منها1-الولاء للحاكم وليس للوطن.معظم ألجيوش ألعربية كانت مهمتها ألمحافظة على ألحكام ومصالحهم وبقائهم في ألسلطة.كانت تدار بأسلوب مسلكي وليس عقائدي ؛مما جعلها عرضة للأنكسار وألهزيمة في أول جولة من حروبها مع ألأعداء.ففي حرب 48خسرت ألجيوش ألعربية أمام عصابات مسلحة مؤلفة من مجموعات جاءت من دول متعددة وبثقافات مختلفة ؛يجمعها الأيمان بقضيتها ؛بينما ألأيمان لدى الجانب ألعربي كان مفقودا وضعف ألتخطيط وألتدريب.تم سحب ألجيوش ألعربية من قبل ألحكام ألعرب ؛خوفا من غضبة شعوبهم وضياع سلطانهم.حرب 67 كان تهريج أعلامي لساسة همهم ألأعلام والبقاء في ألسلطة ؛معتمدين على جوقة من ألصحفين ألمأجورين يروجون لبطولات خرافية وأنتصارات وهمية.سقطت ألجيوش ألعربية في ألساعات ألأولى للحرب بهزيمة منكرة ؛واصبحت فلسطين بكاملها تحت سيطرة أليهود ألى يومنا هذا .أما حرب73فلم تكن نتائجها أفضل من سابقاتها ؛فقد حصلت أسرائيل على أعتراف بها؛دون أن تقدم تنازلا واحدا للعرب .2-على ألجانب ألأخر ؛تلقت أسرائيل ضربات موجعة وهزيمة منكرة في عامي 2000و2006على يد مجاهدي حزب ألله أللبناني؛لتوفر عاملي ألتخطيط وألتدريب وألأيمان بالقضية ؛وتحررت لأول مرة في تاريخ ألعرب أراضي عربية محتلة ؛ولازال ألقادة ألعسكريون ألآسرائيليون يخشون من سلاح حزب الله ويحسبون له ألف حساب ولكنهم لايعيرون أهتمام للجيوش ألعربية!!وكما قال ألدكتور مصطفى جمال ألدين {وأذا عددت ملايانها أحتج عديد ألحصى وغيض ألتراب!!}.
3-داعش والجيوش في ألعراق وسوريا:حققت منظمة داعش ألأرهابية ؛أنتصارات ساحقة ضد جيوش تقدر أعدادها بمئات ألألوف وتمتلك أسلحة تقدر أقيامها بمئات ألمليارات من ألدولارات.أيمان داعش قادة وأتباع بالقضية ألتي يحاربون من أجلها ؛ولايهمهم ألخسائر بالأرواح مهما كانت أعدادها؛يعتمد في قتاله على ألأسلحة ألتي يحصل عليها من ألجيوش وألأموال ألتي يستولي عليها من مؤسسات ألدولة وعلى ألضرائب ألتي يفرضها على سكان ألمناطق ألتي يحتلها.تصوروا تبخرت فرق عسكرية في خلال ساعات وتركت ورائها أسلحة تقدر أقيامها بأكثر من خمسة مليارات دولارات ؛وذهب قادتهم بنياشينهم ورتبهم ألعسكرية ألى بيوتهم أسوة بأقرانهم بحربي 48و67!!.أحتلت مناطق واسعة في سوريا وألعراق تساوي مساحة بريطانيا ألعظمى وتحارب على كافة ألجبهات وتتمدد يوميا بالعرض وألطول.ألأسباب وراء هذه ألهزائم وألأنكسارات غياب ألتخطيط وألتدريب وألأيمان في ألقضية ألتي يحاربون من أجلها ؛وهذا يشمل معظم أفراد ألجيش قادة ومراتب ؛فهم ينظرون ألى ألخدمة ألعسكرية كمهنة وليس مشروع قضية وطنية ؛ويعتقدون أنهم يدافعون عن أنظمة فاسدة وقيادات هزيلة هدفها ألسلطة وألمال ؛وأقرب مثال على ذلك هزيمة ألجيش ألعراقي وألجيش ألشعبي في عام 2003؛ألذي تقدر أعدادها بالملايين في خلال أسبوعين ؛وخلع ألضباط نياشينهم وأنواط ألشجاعة وملابسهم ألعسكرية وألذهاب لبيوتهم بحماية نسائهم؛وأختفاء قائدهم في
ألحفرة؟!!.بينما صمد ألجيش ألفيتنامي وألفيتكونغ لسنين عديدة بوجه ألقوة ألعسكرية ألأمريكية ألرهيبة وحلفائها؛وهزموهم شر هزيمه؛لأنهم يؤمنون بقضيتهم ويدافعون من أجلها.يجب أن نقف بأجلال واكبار لبعض منتسبي القوات ألمسلحة من جنود وضباط ألذين ضحوا بأنفسهم في ألتصدي للمعتدين من أجل كرامة ألوطن وألمواطن؛ولكنهم خدعوا بقادة وسياسين هدفهم ألبقاء في السلطة على مبدأ{ألأمارة ولو على حجارة.