لو اردنا ان نصف حكاية داعش بكلمتين لكان تعبير “فلم هندي” اصدق تعبير! فماحدث ويحدث منذ اشهر يتجاوز خيال اي مخرج سينمائي حتى في هوليوود وربما الافلام الهندية هي اقرب في التشبيه لانها تجمع التناقضات وتحتوي على حركات اكشن سريعة ويتقلب الجو في لحظة من مشمس الى ممطر بشدة لكي يكتشف بطل الفلم ان المجرم الذي يريد قتله في اللحظة الاخيرة تحت المطر هو اخيه من خلال سلسلة في رقبته وان زوجته او حبيبته هي اخته من ام ثانية وان عمه هو ابيه وابيه هو ابن خاله الخ.. هذا الوصف هو اقرب لفلم داعش الذي بدأ مسلسله منذ اشهر وقد يستمر لسنوات قادمة ضمن سلسلة من اطول المسلسلات الهندية في الشرق الاوسط.
وقبل الاسترسال فان المقال هذا هو محاولة متواضعة من الكاتب لرسم صورة لمايجري بعد وضع قطع البازل (اجزاء لعبة الصور المتقطعة) وتركيبها لتكون صورة قد يتفق معي الكثير من المنصفين المتحررين من القيود القومية والطائفية والدينية او حتى العاطفية الوطنية, واتمنى على من لديه الوقت لقراءة المقال ان ينهيه الى النهاية والا لن تكتمل الصورة كما هو الحال مع لعبة البازل.
قد يشمئز البعض من استخدام لفظ اللواط ولكن المقصود هنا هو اللواط السياسي وكما هو معلوم فان فعل اللواط يعتبر من الافعال الشاذة والمشمئزة في الاعراف والاديان والثقافات المختلفة ولايمكن وصف ما يحدث مع داعش وتعامل الدول معه الا من هذا الباب وستبين السطور القادمة صواب استخدام هذا اللفظ في المقال.
دعونا ننتقل الى صلب الموضوع, لم يكن داعش معروفاً لغاية بداية هذا العام 2014 وكان شكله قبل هذا التاريخ هلاميا عبارة عن جماعات مسلحة تقاتل النظام السوري مرة باسم جبهة النصرة واخرى باسم جناح القاعدة في بلاد الشام او كتائب ثورة العشرين والجيش الاسلامي على الجانب العراقي اوغير ذلك من مجموعات المرتزقة التي تقاتل لمن يدفع اكثر, ولكني ارغب في التعبير عن هذه المرحلة بالفترة التي كانت جميع الحكومات تمارس اللواط سرا مع داعش وهو في مرحلة رياض الاطفال وفي نفس الوقت تعدّ الحصى لرجمه علنا حين تدق ساعة الاعلان عن ظهوره وتصويره على انه الوحش المرعب الذي لايقهر رغم انه ابن زنا مركب بين حركات اسلامصهيونية مسلحة وحكومات اقليمية ومخابرات دولية لا تدّخر وسيلة قذرة للدفاع عن مخططاتها وتحقيق ماربها في المنطقة.
السؤال الاول هو: من هم اللوّاطين بداعش؟ والجواب حسب رأي كاتب السطور قد يستغرب منه القاريء, فكثيرون مارسوا اللواط السياسي مع داعش مرات متعددة الى ان تحول هذا التنظيم الى عاهر المنطقة واول اللوّاطين هو اوردوغان فمنذ وصوله الى سدة الحكم ونجاحه في اصلاح الاقتصاد التركي وفسح المجال امام بعض الحريات, اصاب الرجل جنون العظمة وبدأت مخيلته تنسج له عرش الامبراطورية الاسلامية الجديدة التي سيكون هو الخليفة فيها! وعليه فان اهداف داعش في اقامة الدولة الاسلامية واهداف تركيا تلتقي بصورة كلية رغم ان داعش هو حركة ارهابية بامتياز وتركيا كانت تحارب حزب العمال الكردستاني باعتباره تنظيما ارهابيا فهذا هو الشذوذ السياسي بعينه وبهذا ضربت تركيا اربعة عصافير بحجر داعش!
العصفور الاول هو نشر فكرة دولة الخلافة الاسلامية محليا وعالميا وتحولها الى مصطلح تدور حوله النقاشات في الاروقة الاسلاموية والدولية, والعصفور الثاني محاربة نظام الطاغية السوري بشار الاسد واسقاطه بخنجر داعش المسموم, والعصفور الثالث اضعاف الدور الفارسي في المنطقة ضمن مسلسل الصراع التركي الفارسي عليها وتسجيل هدف في مرمى الجهد الايراني الساعي الى تشكيل او الحفاظ على المحور الايراني العراقي السوري الحزباللهي, فيما يتمثل العصفور الرابع في تدمير واجهاض حلم الكرد في سوريا في تحقيق منطقة امنة شبه مستقلة على غرار كردستان العراق تكون حجرا ارتكازياً اخرا في أسس الدولة الكردية القادمة, وربما كان هناك عصفور اخر هو الضغط على الناتو لنصب صواريخ باتريوت في تركيا وتعزيز ترسانتها العسكرية وهو ما حدث سريعاً, ولذلك نرى ان تركيا تفتح ممرات امنة لمرور المقاتلين القادمين من ارجاء المعمورة للقتال في صفوف داعش وهي تمارس اقذر دور لها في تاريخها منذ انتهاء الامبراطورية العثمانية, والاحداث الجارية في كوباني هي اوضح دليل على قذارة الدور التركي, فهي تمنع المقاتلين الكرد المتطوعين من عبور الحدود لمؤازرة اخوتهم وتمتنع عن تقديم اقل المساعدات الطبية لهم في حين يتلقى مقاتلو داعش افضل الخدمات الصحية والعمليات الكبرى في مستشفيات تركيا مجانا وتوفر لهم المال والسلاح وهو ما يثير غضب الناتو والاتحاد الاوروبي, حيث تتعالى الاصوات المنددة بالدور التركي القذر في دعم داعش, ولذر الرماد في العيون بل ولتسهيل مهمة داعش فقد فتحت حدودها امام المدنيين الكرد الهاربين من مدينتهم لافراغها لداعش ليتسلمها بدون سكان يفعلون بها ما يشاؤون ويكون معبرا رسميا مع تركيا.
الهدف التركي مزدوج, فحلم استعادة الموصل لازال قائما في مخيلة السياسيين الترك ولن يخرج داعش من الموصل الا عندما نسمع اصوات زناجير الدبابات التركية داخل الموصل تعلن تحريرها من داعش ليستقبلها السكان الموصليون بالورود مرحبين بالاخ السني الكبير المنقذ, ولن تخرج هذه الدبابات قبل الاعتراف بالموصل تحت الوصاية التركية بمباركة سعودية وسكوت غربي مخجل, وما احتلال قبرص عام 1974 من قبل تركيا الا خير دليل على ذلك وقد مضت اربعة عقود والعالم يقف مكتوف اليدين بل وبدأ يفاوض تركيا على وضع قبرص.
اذا انها لعبة تركية خطيرة ترقى الى مستوى حرب عالمية ثالثة ذلك ان ايران لا يمكن ان تسكت ولكن الرد الايراني لن يتجاوز تحريك ميليشيات هنا وهناك واحتمال مواجهة تركية ايرانية في العراق مستبعد ولكنه ممكن نظريا اذا تغيرت بعض العوامل التي
تخرج الايرانيين من سياستهم البراغماتية, او ربما يكون ضمن تنسيق مسبق معهم على تقاسم غنائم العراق لتاخذ ايران حصتها من الجنوب العراقي من خلال تحريك قواتها لدخولها بحجة حمايتها من السقوط.
عجائب وتناقضات فلم داعش الهندي لا تتوقف عند هذا الحد, فبقدرة قادر اجتمع الخصماء على دعم داعش وهذا ما اسميه الشذوذ السياسي فرغم العداء الشديد بين المالكي واردوغان الذي كان يتهم الاول بتهميش السنة في العراق واتهام المالكي لاوردوغان بدعم الارهاب وداعش اقدم المالكي على فعل اللواط مع داعش بصورة اقذر من فعل تركيا فكيف حدث هذا؟
المالكي وداعش:
اعلن المالكي قبل الانتخابات الاخيرة عن عملية في صحراء الانبار لتدمير اوكار الارهاب وادعى انه خلال ثمانية واربعين ساعة سيقوم بتدمير المجموعات المسلحة ومعسكراتها واستمرت العملية اكثر من اسبوعين لتنسحب قواته الى مواضعها معلنة تحقيق النصر وتدمير داعش ولم تمر يومين الا وتم الاعلان عن سقوط الفلوجة بيد داعش ثم الانبار وبعض المدن والقرى المجاورة ثم السيطرة على سد الثرثار وعلى مواقع استرتيجية مهمة وظهرت قوافل وارتال داعش قادمة من نفس الصحراء التي انسحبت منها قوات المالكي! وهي تستخدم سيارات دفع رباعي بالمئات دون ان يتعرض لها الطيران العسكري العراقي وتم الاعلان بعد ايام عن سقوط الانبار بيد داعش الا مناطق قليلة محاذية لبغداد وكربلاء وبابل فما هو السر وراء هذه العملية؟
كان المالكي يمر في اشد مراحل حياته السياسية حراجة وكان يائساً من حصوله على دورة حكم ثالثة وبعقلية ابن الصحراء الهائج للثأر ممن حرمه من هذا الحلم وهم في هذه الحالة السنة والكرد فان افضل عمل يقوم به هو تسليم مناطق السنة لداعش لضرب عصفورين بحجر تلحق بهما عصافير اخرى, والعصفور الاول هو الانتقام من السنة والمتظاهرين الذين حرموه من النوم الهانئ في فراش الحكم لمدة سنة والعصفور الثاني اخراج اصواتهم من معادلة الانتخابات لان داعش ستمنع الكثير من السنة من التصويت, اضافة الى اغراق المناطق الهادئة من الانبار بمياه سد الثرثار لعرقلة عملية الادلاء باصواتهم ضد المالكي ولتسهيل عمليات التزوير لصالحه, وهو ما تتحقق له فحصل المالكي على أصوات تعتبر متواضعة مقارنة بحجم الاموال التي انفقها والخراب الذي تسبب به, غير ان ماحدث في الانبار واحتلال داعش لها لم يكن سوى الفصل الاول من عملية المالكي القذرة وكانه كان ينتظر ما ستؤول اليه المفاوضات لاختيار رئيس الوزراء, فان تم له ذلك ظهر بمظهر الحاكم القوي الذي سيقضي على داعش وسيكون السنة قد ذاقوا حر سيوف داعش على رقابهم فسيكون شؤم المالكي أهون من قطع الرقاب الذي يمارسه التنظيم المتطرف ضد مناوئيه الرافضين للبيعة.
المالكي وتسليم الموصل:
بعد ان يئس المالكي من تسميته لفترة حكم ثالثة وامام صلابة الكرد وتنعت السنة رغم تسليط داعش على رقابهم وممارسة اوباما والاتحاد الاوروبي الضغط عليه لسحب ترشيحه جاء دور الانتقام الاكبر من كل من حاربوه محليا واقليميا ودوليا ليضرب عصافير اخرى بحجر داعش وهي كالاتي:
العصفور الاول: الانتقام من السنة
المرحلة الثانية من الانتقام من السنة الذين صوتوا في نينوى ضده وكانت اكثر الاصوات السنية قادمة من الموصل والمدن التي كانت حرة من ايدي الدواعش في الانبار وصلاح الدين وتمثل الانتقام بتسليم الموصل على طبق من ذهب لداعش مع 450 مليون دولار في البنوك الحكومية في المدينة اضافة الى اسلحة امريكية متطورة كان قد سلح بها الفرقتين اللتين كانتا ترابطان في الموصل بقيمة 10 مليارات دولار وهكذا اذاقهم المالكي سوء عاقبة اختيارهم وتصفيقهم لداعش ونكّل بسياسيهم فهرب ال النجيفي في ليلة ظلماء ولجئوا الى الكرد اعداء الامس يستنجدونهم من سطوة داعش فانسحب 50 الف جندي واكبر قادة الجيش العراقي من الموصل في ساعات امام اقل من ثلاثة الاف مقاتل من افغانستان والشيشان وبعض المجانين العرب وتم توجيه اكبر اهانة للجيش العراقي (ربما ارضاءً لايران) التي جرعها الجيش العراقي في الثمانييات كاس السم مرات (وسناتي للدور الايراني لاحقا) دون ان يحاسب القادة المسؤولين عن هذه الهزيمة والكارثة المخزية بل تم استقبالهم في اليوم التالي في بغداد قادمين بطائرة خاصة من اربيل تاركين رتبهم العسكرية تدوسها اقدام داعش!
العصفور الثاني :اعلان حالة الطوارئ
كانت المياه قد دخلت الى سفينة المالكي السياسية وكان قد اوشك على الغرق فكانت حركة داعش محاولة منه لتوفير الاجواء لاعلان احكام الطوارئ وتعطيل البرلمان يسانده في ذلك عدد الاصوات التي حصل عليها وتشبثه بفكرة ان ائتلافه هو الاكبر وعليه سيكون هو رئيس الوزراء شاء اعداءه ام ابوا ولكن الاصرارعلى رفضه من قبل الاحزاب السياسية وخاصة الكرد والسنة والتيار الصدري قضى على الحلم فكان لسان حال المالكي يقول ” أنا ومن بعدي الطوفان” وكان له ما حدث.
العصفور الثالث: الانتقام من الكرد
لم يخفي المالكي حقده على الكرد وعلى الانجازات التي حققوها في مناطقهم والتي كانت تحرجه كثيرا امام تدهور كل شي في بقية العراق, ولذلك كان يعلم ان مقاتلي داعش بعد حصولهم على احدث الاسلحة الامريكية والزخم المعنوي من احتلال الموصل وتزايد عدد المتطوعين والمبايعين من السنة والعرب بل وحتى من بعض الاسلاميين الكرد سيجدون انفسهم مندفعين لاحتلال مناطق اخرى استراتيجية مثل كركوك وسد الموصول ومواقع ابار النفط الشمالية لفرض امر واقع على العالم باسره بل وربما التقدم باتجاه اربيل
وهو ما حدث, ولذلك كان لسان حال المالكي يقول للكرد “اكلوها” وقد اعترف الجلبي ان الكرد وقبل فترة طويلة ابلغوا المالكي بخطورة الوضع في الموصل وانها قاب قوسين او ادنى من السقوط بيد المسلحين ولكن تجاهله المريب كان يخفي وراءه نية مبيتة لعملية كبرى ستشغل العالم بأسره لفترة قد تدوم عقود ولا يمكن ان نعتبر هذا التخطيط هو من فكر ابن طوريج ابو حمودي السوبرمان لوحده بل كانت وراءه دولة اقليمية سناتي على ذكرها بالتفصيل.
وهكذا وجد الكرد انفسهم بين ليلة وضحاها امام قوة تمتلك صواريخ متوسطة المدى ودبابات ابراهامز وهمرات ومدرعات واحدث الاسلحة الامريكية يدعمهم معنويا فكر تكفيري منحرف واموال قطرية وفتاوى سعودية وتخطيط اقليمي ومخابراتي دولي لتنفيذ مخططات تقسيم خطيرة في المنطقة, وعلاوة على ذلك كان على الكرد مواجهة الانهيار الاقتصادي الذي تسبب فيه امتناع المالكي عن دفع رواتب موظفي الاقليم لستة اشهر سبقت كارثة الموصل وكان تخطيطا محبوكاً, مما ادى الى توقف عجلة التطور والتنمية في الاقليم واعلان الاقليم النفير العام في مواجهة داعش وتحريك قوات البيشمركة وما يرافق ذلك من كلف مالية عالية.
وعليه فرغم العداء بين المالكي واوردوغان الا انهم اتفقوا ضمنيا في هذه الفقرة على اجهاض الحلم الكردي في اقامة دولة مستقلة, ورغم الاتهامات التي اصدرتها ماكنة المالكي الاعلامية الضخمة ضد الكرد واتهامهم بالتحالف مع داعش, الا ان الوقائع على الارض اليوم ترسم صورة اخرى فالقتال حاليا يدور بين الكرد وداعش اما بغداد والجنوب فهما في مأمن من شر داعش.
العصفور الرابع معاقبة اميركا:
لم ينسى المالكي زيارته الاخيرة لواشنطن لكسب ودها, لكن التقريع الذي جوبه به في الكونغرس والبرود الذي قابله به اوباما زاد من حنقه على اصدقاء الامس فكان تسليم اسلحتهم الى الدواعش خير عقاب وستصل قسما من هذه الاسلحة الى ايران وروسيا لاغراض كشف اسرارها, وهو بذلك قوزق الامريكيين ان صح التعبير واوصل اسلحة حساسة الى الد اعدائهم, علاوة على الخطر الذي سيشكله داعش ظاهريا على المصالح الامريكية وقواعدها في المنطقة ما دفع اوباما الى دعم الكرد بغطاء جوي للحد من زحفهم الى المناطق الكردية في كردستان العراق.
العصفور الخامس معاقبة الاوروبيين:
من البديهي ان فورة النصر الساحق الذي حققه داعش على فرقتين من الجيش العراقي واحتلال مدن مساحاتها اكبر من حجم دول كثيرة لن تقف عند هذا الحد, فبعد اعلان الموصل عاصمة الخلافة والدعوة لبيعة ابو بكر البغدادي صنيعة المخابرات الاميركية, سيقوم الداعشيون بتجنيد مقاتلين في اوروبا من الشباب العاطل عن العمل والفاشل الذين تستهويهم فكرة القتال والاكشن والهالة الاعلامية العالمية الضخمة حولهم وشعور القوة الذي سيعيشونه في وسط الاضواء العالمية كمقاتل عملاق مرعب تهابه قوات اعتى الدول في العالم فلماذا لا ينضمّ الى داعش ويحصل على كل هذه الشهرة والاموال والجنس الجهادي المجاني, وتركيا توفر له كل تسهيلات السفر عبر حدودها مع سوريا وتسهّل قدومهم في مطاراتها لتفرض امرا واقعا جديدا على الاوروبين من انها اي تركيا صاحبة الكلمة الفصل في الشرق الاوسط الجديد فبدون تركيا لن تثني الضربات الجوية الداعشيين عن اهدافهم في تقوية دولتهم المزعومة, وهكذا بدا الاوروبيون بالشعور بالخطر الكبير يداهم بيوتهم وشبابهم ولسان حال المالكي يقول لهم: ها هم السنة الذين دافعتم عنهم وحرمتموني من الولاية الثالثة بسببهم قد فتحوا ابوابهم لداعش وسياتيكم الزائر الداعشي عاجلا ام اجلا الى عقر داركم من غير دعوة.
العصفور السادس معاقبة تركيا:
رغم دعم تركيا لداعش وتورطها في اقذر عملية ابادة للاقليات في المناطق التي سيطر عليها داعش فان تدهور الوضع في كردستان وفي عموم العراق ادى الى تراجع التبادل التجاري بين تركيا والعراق بسبب قطع الطريق الدولي الوحيد بين تركيا وبغداد فتوقف سيل البضائع التركية الى العراق وتقدر الخسائر بمليارات الدولارات ربما تتحملها تركيا على مضض فمخططها اكبر من هذا الرقم بكثير وعينها على الموصل التي تراودها فكرة استعادتها مع ما تملكه من خزين نفطي ومائي, وربما النفط الذي سيضطر الكرد لبيعه باسعار مخفضة لتغطية عجز الميزانية سيخفف من خسائر تراجع التبادل التجاري وعموما فان تركيا قد نالها من العقاب المالكي ربما الحد الادنى علاوة على نزوح اكثر من مليون لاجيء اليها ولسان حال المالكي يقول لاوردوغان “تفضل استلم هذه الموجة من اللاجئين وعليكم كسوتهم واطعامهم وطبابتهم”.
العصفور السابع دعم بشار وايران:
تحقق للمالكي بتسليم الموصل هدف دعم الطاغية بشار الاسد فبظهور داعش كان قد خفف الضغط على النظام السوري فقد تحول القتال من جبهة المعارضة ضد النظام الى جبهة داعش ضد التنظيمات المسلحة غير الاسلامية الاخرى والتنظيمات الكردية وهذا منح النظام فترة استراحة طويلة للملمة قواته واعادة انتشارها وتخفيف الضغط العالمي والاعلامي عن نظامه وتثبيت حكمه في المناطق المستقرة والاعلان للشعب السوري والعالم ان البديل عنه هو داعش وقطع الرؤوس, فاية خدمة اكبر من هذه اسداها المالكي لبشار وايران.
العصفور الثامن التغطية على صفقات السلاح الفاسدة
استطاع المالكي بحركة داعش ان يتخلص من كل ملفات صفات الاسلحة الفاسدة بسيطرة داعش على اسلحة فرقتين وغنائمها المستمرة من الاسلحة العراقية الروسية والاميركية والتي تتركها القطعات العراقية باوامر مباشرة منه يكون المالكي قد تخلص من كل ادلة ادانته باية تهم فساد, ولن يتمكن احد من التحقيق فيها, فالاسلحة ذهبت وانتهت و معها مليارات العراق وعلى المالكي شكر داعش واظهار الامتنان له وتقديم المكفاءة, فكانت اموال البنوك في الموصل هدية متواضعة تعبيرا عن عرفان الجميل لهم.
يتبع الجزء الثاني دور بشار وايران وروسيا والاتحاد الاوروبي واسرائيل والولاياة المتحدة والصين ولماذا داعش باقية لعقود قادمة وتتقلص وتتمدد.