“الطبع اللي بالبدن ما يغيره الا الكفن…” مثل عراقي.
لا يخلو من العبرة والعظة لمن يريد أن يتعظ ، وهو يعني ببساطة أن هناك صنف من البشر لا تتغير أطباعهم ولا تنقطع توجهاتهم واللهث خلف مصالحهم ولا تكبح جماحهم إلا حينما يوارى تحت الثرى والمالكي هو أنموذجا لهذا الصنف فبعد أن مَجَّه العراق وشعبه مجا بسبب سياساته القمعية الاستبدادية الفاسدة وأصبح في خانة المطلوبين للقضاء ومحاكمة الوطن والشعب والتاريخ لم ينفك عن محاولاته البائسة لإرباك الوضع وعرقلة المسيرة الجديدة مُتَكِئا على ما يملكه من نفوذ واذرع ومخالب في مفاصل الدولة وخصوصا العسكرية والأمنية منها ويكشف عن ذلك تمرد القيادات العسكرية على قرار العبادي بوقف القصف على المناطق والمدن العراقية ، وما اختلسه من أموال الشعب يغدقها على مرتزقته لينفذوا ما يملي عليهم من إرادات خبيثة ومؤامرات معلنة أو مخفية كان قد ادخرها ليومه الأسود ، وفوق كل هذا هو تبعيته المطلقة لإيران التي باتت تشعر أن نفوذها وهيمنتها على العراق في خطر وهذا ما يدفعها إلى السعي للعودة بربيبها المالكي إلى السلطة (لأن قبولها بالعبادي كان ظاهريا وعلى مضض وهي خطوة مرحلية تكتيكية ليسنا في صدد تحليلها ) ، فكل هذا وغيره يكشف عن نوايا مبيته للمالكي للعودة إلى رئاسة الحكومة واختطافها الأمر الذي يدعو المسؤولين وأصحاب القرار إلى استباق الأحداث وكبح جماح هذا العقرب قبل فوات الأوان ، فهل “يطفر المسؤولون “النهر مادام بعده ضيق” ،
ولقد حذر السيد الصرخي الحسني المسؤولين من خطورة المالكي حيث قال سماحته : ((كما قلنا سابقا الحذر الحذر , يوجد قيادات أمنية ارتبط ارتباطا وثيقا ومفصليا ومحوريا وفقريا من باب العمود الفقري وشوكيا وعصبيا مع الحاكم الظالم , فيجب تغيير هؤلاء المنبطحين المنهزمين المرتزقة المستأكلين الفاسقين السارقين )) ، ثم أردف قائلا :
(( الآن من الواجب علي َّ أن احذر من هذا النكرة ، احذر من هذا الثعلب الماكر ،احذر من هذا العقرب ، فالحذر الحذر منه ، احذروا من هذا الإمعة من هذا النشال ، احذروا من هذا الفاسد ، احذروا من هذا الذليل حتى لا أقول الدكتاتور، لا يستحق لأنه جبان ، لأنه ليس برجل ، لأنه حتى ليس من أشباه الرجال ، حتى لو قلنا انه خنثى نظلم الخنثى ، انه جبان ، انه ذليل يختبئ وراء الآخرين ، ويحتمي بالآخرين , لا خلاق له … فاحذروا منه … الحذر الحذر منه…)) . جاء ذلك خلال المحاضرة الرابعة والعشرين التي ألقاها في أول أيام عيد الأضحى المبارك ، الأمس