26 نوفمبر، 2024 6:14 م
Search
Close this search box.

طفولة العراق بين سندان الفساد ومقصلة الإرهاب

طفولة العراق بين سندان الفساد ومقصلة الإرهاب

قبل سنتين تقريبا اطلق زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم مبادرة لتنمية الطفولة العراقية المستباحة في محاولة منه لوضع اليد على الجرح ووقف نزفه المؤلم،الا ان مبادرة الحكيم بقيت طي النسيان وبين ادراج الاهمال والتمييع رغم ان من اطلقها لم يطالب بتسجيلها باسمه في حال تفعيلها كبراءة اختراع ،بل اعلنها مدوية للجميع ان من حقكم ان تنسبوها لكم وقولوا عنها ما تقولون ولكن امنحوا أطفالنا شيئا من الامل وبعضا من حقوقهم.

ومبادرة الطفولة سهلة التطبيق وقليلة المئونة من جوانبها المالية لانها لم تطالب في مضامينها المادية باكثر من 1.5 بالمئة من موازنة العراق وهذا المبلغ يعتبر زهيد جدا اذا ما قورن بابواب صرف اخرى تهدر من اجلها عشرات المليارات وليس لها من الاثر المنظور وغير المنظور في حياة العراقيين اذا ما قورن بالاثار الايجابية التي يمكن ان يجنيها المجتمع العراقي على المدى القريب والبعيد من تفعيل المبادرة طالما ان هذه المبالغ من شانها ان تبني مجتمعا صحيحا ناجحا صالحا متعلما يتخلص من كل اثار واثام ومشاكل سنوات الحرب والموت والدمار.

ان الوقت لا زال في متناول اليد للمباشرة بتفعيل مبادرة الطفولة وتنفيذ مبادئها الواضحة خاصة بعد ان تغيرت موازين القوى في الحكومة الحالية وفي مجلس النواب الحالي وبات بالامكان الاستماع الى صوت العقل الذي غاب في زحام المصالح الحزبية والفئوية والمحسوبية طوال السنوات المنصرمة والانتصار الى حق الطفولة والمباشرة بتمهيد الطريق لهم وتخليصهم من شوائب الحرمان والتخلف والعوز والجهل .

ان ما يميز مبادرة الحكيم لرعاية الطفولة هي انها علمية واقعية اخذت بنظر الاعتبار الواقع العراقي والامكانيات المتوفرة دون القفز على الحقائق وهي ايضا ليست مبادرة لمرحلة انية او دعاية انتخابية انما هي دراسة استراتيجية بعيدة المدى تعتمد المراحل والتكامل في خطوات المعالجة للمشاكل كل حسب طبيعته واهميته،وهذه المبادرة ساهم بوضعها افضل المتخصصين في شان الطفولة وفي الادارة والتخطيط حاولوا جهد امكانياتهم ان تكون مبادرة يمكن تنفيذها والسير بخطواتها بما يضمن نجاحها والنهوض بواقع الطفل العراقي المغيب.

ان تنفيذ مبادرة الطفولة وتضمينها بمشروع قرار من قبل اعضاء مجلس النواب انتصار لمحرومية الطفل العراقي وانتصار لمستقبل الدولة العراقية وانتصار على الواقع المزري للطفولة العراقية الذي يسير وفق منهج اللا منهج حيث التخبط والعشوائية وحيث الفساد المرعب في كل مفصل وفي كل مشروع وفي كل دينار يتم تخصيصه لمستقبل العراق بل ان عدم تنفيذ المبادرة انما يصب بخانة الارهاب الذي يفترس براعم الطفولة ويغتال املها ويستبيح حرمتها ويشكل مع الفساد افة من شانها ان تطيح بكل الاحلام والامال.

ليس لدينا مزيدا من الوقت لاضاعته بعد ان بلغت المحرومية حدا لا يمكن القبول بها وبعد ان تعالت صرخات الايتام والمشردين والمعذبين والخائفين ومن الشجاعة الوقوف عند هذا الحد والانتفاض على كل هذه المسميات والبدء بمرحلة الرد المعاكس وفتح ابواب ونوافذ الامل ليس للطفولة بل للعراق بكل تاريخه ومستقبله وسمعته لان بناء جيل صحيح قائم على الاستقرار والامن والامان ومتسلح بالعلم والامل وخال من الامراض والعقد والانحراف من شانه ان يعيد اسم العراق الى الواجهة ومن شانه ان يجعله بلدا متميزا تتفاخر الاجيال به حيث الامن والاستقرار والمستقبل.

ان منح الحياة الى الطفولة تعني منح الحياة للعراق تعني منح الحياة للمستقبل اما بقاء سياسة الفوضى والتخبط والفساد والارهاب والانكسار وهدم اساس بناء العراق انما يعني استمرار المؤامرة واستمرار الضياع وانتصار الظلام على النور وانتصار الجهل على العلم.

أحدث المقالات