اصبح تنظيم داعش الارهابي يهدد السلم العالمي ولقد بدأت ابعاد اهداف عصابات داعش تتضح في الافق عندما سيطر على اجزاء من سوريا فكانت البداية لصنع بؤرة مظلمة تكون قاعدة للارهاب ادت في نهاية المطاف الى احتلال مدينة الموصل لكي يضع اسس قاعدته الفوضوية في احدى اكبر محافظات العراق ولم تقف طموحاتهم هنا بل حاولوا التصدي لمشروع الدولة الكردية عبر فتح جبهة مع قوات البيشمركة الكردية عبر الالاف الكيلومترات من الاراضي الشاسعة التي تفصل اقليم كردستان عن العراق هنا بدأت اخطاء داعش تفرز نفسها على الساحة فدخولهم لسوريا كان من قبيل الصدفة لأن الحرب انهكت الدول السورية مابين المعارضة التي تتمثل في الائتلاف السوري المعارض وجناحها العسكري الجيش السوري الحر من جهة وعصابات بشار الاسد الدموية كل هذا ادى الى تدهور الوضع السياسي والعسكري لسوريا ادى الى بروز تيارات ومنظمات عسكرية لكل منها هدف واغنية يغنيها ويرقص على الحانها والضحية كان الشعب السوري ……
هذه كانت بداية الظلام ودخول داعش الى الموصل كان بسبب اجتياح الفوضى صفوف الجيش العراقي وقياداته لأسباب مجهولة وان كشفت الاسباب فلا يمكن الجزم انها الحقيقة التي جرت على ارض الواقع بل تبقى مجرد احتمالات قد تكون صائبة ام خاطئة …..
ولكن الخطأ الفادح الذي ارتكبته داعش والذي سيكون من شأنه تدمير البنية العقلية والارهابية التي قامت على اسسه هذا التنظيم الدموي عندما حاولوا تحدي الامة الكردية من خلال الوقوف امام قوات البيشمركة واعلان الحرب على الكرد فالتركيبة الاجتماعية تختلف من مجتمع الى اخر فسوريا شيء والموصل شيء والاكراد شيء فمشكلة داعش انها لم تعلم هذه المعادلة ولم تحللها فالفرد الكردي قد يختلف مع فرد كردي اخر وفي اي قضية كانت وقد تصل الى مراحل لا يمكن ان يوجد لها حلول ولكنهم يجتمعون عند نقطة معينة لا يمكن تجاوزها بحكم العادات والتقاليد وقدسية العشيرة واحترام القيادات الاجتماعية والسياسية والولاء لرموز الامة الكردية اضافة الى الشعور بالمسؤولية وادراكهم ان كل القضايا يمكن النقاش والتحاور حولها بأستثناء القضية الكردية لهذا يقول الكرد عباراتهم المشهورة …..
( يان كوردستان يان نه مان ) اي بمعنى اما كردستان حرة خالدة ارضا وشعبا وتأريخا او لا قيمة للحياة والموت فهذه هي الترجمة التفسيرية لهذه العبارة ويمكن تفسيرها في كتاب لأن لها مدلولات فلسفية وفكرية واجتماعية وسياسية …..
فداعش لم تعلم ان للكرد قوتين احدها قوات البيشمركة بكافة تشكيلاتها وصنوفها وقوة اخرى مجهولة انها قوات الامة الكردية التي تتألف من الشعب الكردي فهم الافراد الذي يعيشون في المجتمع طلبة واساتذة وموظفين ومعلمين وعمال وفلاحين وصولا الى البسطاء من الناس كل هؤلاء هم مشاريع للتضحية والفداء والنضال وعندما تصل الامور الى حافة الحياة او الموت حينها ستنهض الامة الكردية لكي تدافع عن الارض والشرف والكرامة …..
فمنذ بدء الازمة الداعشية الارهابية كانت قوات البيشمركة تمارس دورها كقوات دفاعية مهمتها حماية حدود الاقليم ولكن تخطت احلام داعش المنطق والعقل فحاولوا بأقصى طاقاتهم تحقيق احلامهم التوسعية بمحاربة قوات البيشمركة هنا اعطت القيادة الكردية الحكيمة الضوء الاخضر للبيشمركة بتبديل مواقفها الدفاعية الى هجومية وهذا ادى الى تدخل دولي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية للدفاع عن الامة الكردية سياسيا واقتصاديا ومعنويا وصولا الى تسليح البيشمركة بترسانة عسكرية تكون بداية لتأسيس الدولة الكردية …..
داعش ايضا لم تعلم ان للشعب الكردي اصدقاء اوفياء كالولايات المتحدة ودول القارة الاوروبية صغيرها وكبيرها لهم مصالح مشتركة مع القضية الكردية …..
فكانت النتيجة ان داعش اشعلت نار جهنم بسلوكياتها وتصرفاتها اللامسؤولة واللاعقلانية تحت قدميها وبطاقاتها الذاتية الفوضوية والعشوائية بمواجهتم الكرد والمجتمع الدولي …..
فداعش كانت السبب وراء الكارثة الانسانية التي حصلت في شنكال حيث مارست اسوء اساليب القتل وسفك الدماء تجاه احدى مكونات الشعب الكردي وهذا التصرف اللامسؤول واللاعقلاني ادى الى زحف البيشمركة هجوميا بمساندة الطيران الحربي الاميركي واليوم اوروبا تشارك ايضا بضرباتها الجوية كل هذا ادى الى كسر العمود الفقري لتنظيم داعش الارهابي ولكن بدأت داعش بفتح جبهة اخرى في اقليم كوباني في كردستان سوريا …..
وهذا خطأ اخر تقترفه بحق اكراد سوريا فهم يعتقدون ان كوباني لقمة سهلة يمكن ان تلتهمها بكل سهولة ولكنهم مخطئون …..
لأنهم بكل بساطة قاموا بتأجيج مشاعر الكرد واستفزاز روح وجسد المقاتل الكردي الثائر واشعال فلسفة القومية الكردية في تأريخ الكرد المعاصر في هذه المرحلة ستحي كردستان امجادها وبطولاتها لأن الاكراد سيثورون في كل بقاع الارض للدفاع عن كوباني …..
فكوباني خط احمر لا يمكن لمسه ولا اجتيازه لأنها رمز الصمود والشموخ مثلها مثل شنكال الشهيدة …..
فالأمة الكردية ستدافع عن كوباني بجبل من الدم من اجل الحرية والنصر والكرامة …..