22 نوفمبر، 2024 11:16 م
Search
Close this search box.

وقعنا في الفخ ولابد من تصحيح المسار

وقعنا في الفخ ولابد من تصحيح المسار

 أكثر من عقد من الزمن مضى على التغيير الذي كان ينشده أغلبية الشعب العراقي المظلوم  بسبب العنصرية والقومية والطائفية وغيرها
لقد كان حدث تغيير نظام البعث من قبل امريكا وحلفاؤها بمثابة العيد للشعب العراقي الذي غيبت عنهم فرحته  لعشرات السنين رغم معرفة بسلبياته ومحنه اللاحقة. فحصل ما أرادوا وأسقط الصنم وباتت الفرحة علامة مميزة للأزقة والشوارع والقرى والمدن قبل الوجوه أملاً بمستقبل أجمل لهم ولوطنهم بالرغم من أن هنالك من تنبأ بما لم يتوقعه الكثيرون قبل حدوثه بحوالي 20 عاماً ( إن أيام ما بعد سقوط النظام اذا قدر الله سقوطه ستكون عصيبة جداً الا أن يشاء الله رب العالمين ) بالرغم من إيمان الشعب بضرورة استثمار التغيير لصالح الأمة المسحوقة.
كان حدث تغيير نظام البعث بداية فصل سياسي عراقي جديد رغم كل تركات الفصول القديمة ولذلك كان لابد من الدخول فيه والعمل بفن الممكن بشرط الالتزام بالمبادئ والقيم والذكاء السياسي، مع وجود من حذر من ظهور تيارات سياسية مراهقة  ( أخطر ما كنت أخشاه في العمل السياسي العراقي هو المراهقة السياسية وأن تولد عندنا تيارات سياسية خبرتها السياسية قليلة نضجها السياسي ضعيف استراتيجيتها السياسية غير وضحة تتسلح بتكتيك عائم مع ثقافة غير مخطط لها وقد وقعنا فيما كنت أخشى الوقوع فيه) وهذا ما يحصل الان بالضبط  , جملة من الفعاليات السياسية تحمل عناوين عريضة بلا رؤية او هدف حقيقي مبادئها المكتوبة على الورق خلاف الواقع المعلن المطبق , قراراتها آنية ربما تناقضها غداً أو بعد غد , كثير من العاملين فيها لا يحملون شيئاً بسيطاً من أفكارها بل أنهم دخلوها من أجل مكاسب ليس الا , الأهم من كل هذا أنها لا تمتلك لحد الآن مشروعا للوطن أو لجماهيرها على الأقل.
 وببساطة اقول: اننا لا نعرف بالتحديد هل نحن سائرون بإتجاه تطبيق تجربة إسلامية؟ وما هي خطوات البدء بها؟ او الدلائل عليها؟. أم نحن سائرون نحو تجربة علمانية ونحن لازلنا لحد الآن نحمل عناوين إسلامية عريقة؟ أم هل نحن سائرون الى النظام الفيدرالي في ظل الإلتزام المفرط بالمركزية مع غياب أبسط الصلاحيات للإدارات المحلية وحصرها بيد بغداد.
 أعتقد أن ساستنا اليوم بحاجة الى الإقرار بأخطائهم واجراء تغذية عكسية لما فعلوه خلال عقد كامل من الزمن , عقد لم يحققوا فيه برأيي هدفاً حقيقياً على أرض الواقع بل أنهم لحد الآن لم يضعوا لهم أهدافاً واضحة لتحقيقيها خطوة بعد خطوة كما يفعل بعض شركاء العملية السياسية … يبقى السؤال هل سيعترفون بفشلهم ؟ أم أننا سنشهد تطبيق كثير مما تنبأ به شهيد الوطن عزالدين سليم ولكن بعد فوات الآوان؟

أحدث المقالات