22 أكتوبر، 2024 8:45 م
Search
Close this search box.

شبكة الاعلام العراقي مقارنات

شبكة الاعلام العراقي مقارنات

أن لآنفسكم ثمنا هو الجنة فلا تبيعوها بأرخص من ذلك – ألآمام علي –

ألآعلام هو وجه ألآمة والشعب فهو يحكي ماضيها ويثبت حاضرها ويسعى لتطوير مستقبلها على الحكمة التي تركها لنا ألآمام علي بن أبي طالب عندما قال : ربوا أبناءكم الى جيل غير جيلكم فأنهم مولودون لزمان غير زمانكم ” وهذه المقولة هي أحدى مرتكزات التنمية البشرية التي أفتقدناها في العراق , والتي أخذت الشعوب ألآخرى تتسابق في تطبيقها وتتنافس في الفوز بالتقدم وقيادة العالم فهذا أوباما يزور المدرسة الحربية في فلوريدا ويخاطب الجنود ألآمريكيين قائلا لهم : أن هذا القرن هو القرن ألآمريكي وبكم أصبح أمريكيا فعلينا واجبات للوقوف مع من يحتاجنا , ثم يقول مانملكه نحن لايملكه غيرنا , ويقوم ألآعلام ألآمريكي المعروف بأحترافيته في نقل الصور وعرض المواقف وأسباغ الهيبة على التصريحات للمسؤولين وكأنهم بنيان مرصوص وهم ليسوا كذلك , حتى منظمات الناشطين ضد الحرب يسمح لهم برفع شعاراتهم التي تقول ”      

No war “ ولكن شرطة مكافحة الشغب تقوم بأخراجهم بهدوء

وألآعلام هنا يقوم بدور مهني يحفظ هيبة الدولة ولايفرط بحرية الكلام وأحترام حقوق ألآنسان , بينما عندنا يتم ألآعتداء على الصحفيين وتنتهك حرمة بعض المؤسسات ألاعلامية مثلما تنتهك حرمة المنازل والمحلات وتسرق بعض الممتلكات وألآعلام الحكومي يتخذ موقف شاهد الزور عندما يلوذ بالصمت أو ينكر ماحدث , وفي حالات أخرى كالحرب التي نوجهها مع العصابات التكفيرية يصبح أعلام شبكة ألآعلام العراقي وسيلة لتمرير أخبار غير صحيحة ومعلومات خاطئة ينكشف واقعها للناس بعد أيام مما يسقط مصداقية أعلام شبكة ألآعلام العراقي حدث ذلك في الفلوجة والموصل وتكريت وديالى مرات وفي جرف الصخر لازال مسلسل عدم الدقة في نقل ألآخبار وتداول المعلومات جاريا , ومن ألآشياء التي تسجل على شبكة ألآعلام العراقي أنها لم تعرف بأسماء مايسمى بحكومة المدعو ” أبو بكر البغدادي ” حتى نشرتها صحيفة التلغرف البريطانية ولو أن هذا يؤكد أختراق الغرب لهذه العصابات ولكن المسؤولية الوطنية والمهنية لشبكة ألآعلام العراقي التي يقع الحدث في بلدها أن تكون هي السباقة لآعطاء المواطن كل المعلومات الضرورية عن العصابات ألآرهابية , والموقف ألآخر الذي يؤخذ على شبكة ألآعلام العراقي أنها بقيت لآشهر ترفع شعار ” بكم ننتصر ” أي ننتصر ضد ألآرهاب , وبكم تقصد بالعسكريين العراقيين , ومن الناحية الشرعية فأن هذا الشعار خطأ لاسيما في بلد شعبه مؤمن بمسليمه ومسيحييه وصابئته وأيزيدييه , وأقصد هنا ألآيمان العام وهو المطلوب , ففي الحديث أن عدد صفوف المصلين في اليوم ألآخر ” 120 ” صفا منهم ” 80 ” صفا من المسلمين و ” 40 ” صفا من غير المسلمين , وهذا مما يدل على بطلان ما تقوم به داعش من تكفير الناس وقتلهم , وأعود لخطأ شعار فضائية العراقية الذي يقول “بكم ننتصر ” والذي كان يجب أن يكون ” بالله ننتصر ” ” أن ينصركم الله فلاغالب لكم ” ولكن يبدو أن المسؤولين عن شبكة ألآعلام العراقي يعيشون غيبوبة فكرية نتيجة سكرتهم الدنيوية ومظاهرها المتفشية في ثنايا دوائر العمل ألآعلامي الذي يكاد يكون منسلخا عن مفاهيم ألآمة وتاريخها والتي كانت تزخر بالعطاء الفكري والروحي والمادي المؤمن بالفكر والروح وخالق الوجود , قال ألآمام علي مخاطبا العرب : لقد زاحتكم ألامم من القياصرة وألاكاسرة عن بحر العراق وخضرة ألآفاق , فعشتم في أرض ليس فيها ألآ نبات الشيح ومهب الريح , في بيوت مهزوزة وبنات موءودة وأصنام معبدوة , حتى نزل عليكم الوحي فأصبحتم أهل خراج فدخلتم دواوين الملوك , فأن تركتم ما أنزل اليكم رجعتم الى ماكنتم فيه ” ونحن اليوم نتيجة ماتقوم به داعش بمساندة أنظمة ماكرة كتركيا أوردغان ودويلة قطر التي راح أميرها الى ألمانيا ليشتكي عند ميركل مما أتهمه به الجنرال ألآمريكي ديمبسي عندما صرح قائلا أعرف حليفا لآمريكا يمول داعش ؟ وبدلا من أن يذهب أمير قطر الى واشنطن وينفي التهمة أمام من أتهمه ذهب الى ألمانيا ؟

ومثلما يتخبط أعلام أنظمة التبعية في أحداث داعش حتى سقط في النفاق الذي لاشفاء له نتيجة حماقة عربان أل سعود وأل ثاني وأل خليفة والمطرودين من سدانة الكعبة المشرفة والذين سيلتحق بهم جيل جديد من المطرودين من الذين أنتحلوا لقب ” خادم الحرمين الشريفين ” الذي وقع أتفاقية حماية ألآجواء مع أمريكا ؟

وشبكة ألآعلام العراقي لاتقل تخبطا عن تخبط أنظمة التبعية , فهي لاتعرف كيف تواجه داعش أعلاميا لذلك رأيناها تستخدم وسائلا هي لصالح داعش التي تدعي زورا أنها تريد أقامة الخلافة ألآسلامية مما جعلها تخدع بعض الناس , فألآناشيد وألآغاني والدعايات التي قدمتها خصوصا بعد 9|6|2014 لاتنتمي لموروث عقائدي عراقي , وأنما هي حصيلة فترة هبوط روحي وخدر فكري تعرض له العراق منذ ألآحتلال البريطاني , حيث أعطيت ألآذاعة والمدارس التي وضع برنامجها المستر ” جب ” البريطاني , ومن ثم التلفزيون العراقي الذي أفتتح في 1956 م حيث دربت العناصر تدريبا غربيا أمتزج مع ثقافة بعض المتأثرين بالبلشفية دون فهمها , فظل هذا الطفح كبقعة الزيت التي تعوم على وجه الماء يسميها علم الفيزياء والكيمياء بالتلوث , ويسميها علم الآجتماع بالتداخل السلبي , ويسميها علم السياسة بأختلال التوازن , ويسيمها علم العقيدة وألاخلاق بألآزدواجية , فشبكة ألآعلام العراقي التي تتعامل مع المشاعر الوطنية  التي لم تعطيها حقها , فهي لاتحسن ترشيد وتوزيع المراسلين , ولاتحسن أستضافة الشخصيات المؤثرة فكريا وسياسيا , ولا تحسن أستثمار المناسبات الدينية والوطنية , ولاتعرف توزيع البرامج على ألآوقات المناسبة , فهي تقدم مثلا الحديث عن البيرو وموسيقى السياسة والصغار في الوقت الذي نخوض فيها حربا وجودية مع داعش وكل ألآرهاب , وتقدم برنامجا صحيا ملمعا يخفي حقيقة أنهيار الطب في العراق الذي أصبحت بفضله الهند هي مستشفى العراقيين , وتقدم برنامجا زراعيا ونحن تهمل نخيلنا وتمرض أشجار برتقالنا ورماننا ويتراجع قمحنا وتتصحر أرضنا ونستورد كل شيئ ؟

أما أذا قارنا شبكة ألآعلام العراقي بفضائيتها التي ينفق عليها من مال الشعب العراقي فسنجدها لازالت متواضعة لاتشد اليها المشاهد ولا يبد عليها أنها تسعى للتغيير واللحاق بمستوى الفضائيات الحديثة الولادة كفضائية المنار , وفضائية ” أو تي في ” في بعض برامجها , وفضائية الميادين التي نمت بسرعة ملفتة خلال السنة ألآولى من أنطلاقتها من خلال برامج ” الم ” العقائدي الذي يقدمه الدكتور يحيى أبو زكريا ” وبرنامج ” كلمة حرة ” الذي يقدمه النائب البريطاني جورج كلوي  المناصر للقضية الفلسطينية , وبرنامج ” لعبة ألآمم ” الذي يقدمه سامي كليب , وبرنامج ” من ألآرض ” الذي تقدمه أوغاريت دندش , وبرنامج ” من الداخل ” الذي تقدمه زينب الصفار , وبرامج أخرى كثيرة مثل : العد العكسي , وبيت القصيد الذي نتحفظ على بعض مواده وبعض الوجوه التي تقدم فيه ,  وساعة حوار , ويبقى العراق , مع شبكة مراسلين نشطة تقدم الحدث العراقي وأحداث المنطقة والعالم بمهنية وموضوعية تجذب المشاهد وهذا هو سبب النجاح الذي تخلفت عنه شبكة ألآعلام العراقية رغم تاريخها الطويل ورغم كونها أول تلفاز يدخل العالم العربي ولكن بسبب سوء ألآدارة وضعف التقديم والمنوتاج تأخرت شبكة ألآعلام العراقي التي نأمل أن لايطول تأخرها ولاتكبر عيوبها , ولايتم ذلك ألآ بأرادات أدارية جديدة وبخبرات فكرية وكوادر حيوية لاتستسلم لمظاهر زائفة بل تعمل بما قاله ألآصمعي وأنشده شعرا أمام أمام من أئمة أهل البيت الذي تتلمذ على يدية ألآمام أبو حنيفة ذلك هو ألآمام جعفر بن محمد الصادق , قال ألآصمعي :-

أثامن بالنفس النفيسة ربها .. فليس لها في الخلق كلهم ثمن

بها نشتري الجنات أن أنا بعتها .. بشئ سواها أن ذلكم غبن

أذا ذهبت نفسي بدنيا أصبتها .. فقد ذهب الدنيا وقد ذهب الثمن

فهل ترجع شبكة ألآعلام العراقي الى هذه الينابيع لتنهل منها وتنصف المهنة والناس والوطن لتتحلى بأريحية وعبق التاريخ الذي فتح عينه على عراق كثرة ألآرزاق , والثياب الرقاق , والخيل العتاق كما تقول عرافة العرب ألآولى ” طريفة الخير “

أحدث المقالات