مشهد ظلام دامس يخترقه بريق الرصاص المغمس بالدماء، وصور اطفال ونساء ورجال يهرولون الى مصير غامض، تتصاعد من بين اقدامهم غبرة حمراء تلف أرواح الضحايا في سماء الوطن، مخلفين ورائهم مدن مفجوعة، تملؤها عربات وأعلام ونوايا الخلافة السوداء، يأن مع صرير صدأ الحديد والأفكار شباب يساقون الى الموت، ونساء يودعن مدنهن مرتحلات الى احضان وحوش يتغذى القمل على لحاهم، اختلفت جنسياتهم وجمعتهم الغرائز الحيوانية.
وقائع دراماتيكية مرت بسرعة، لا يستطيع مواطن اعزل مواجهتها، فنزح الملايين من وطنهم يبحثون عن مأوى، تتلقفهم أيادى العطف وتلاحقهم يد الجريمة والهمجية والجهل.
النازحون مأساة في وطن يتجول فيه الغرباء، يبحثون عن مخرج للحلول وشاهد يروي نكبة لم يعرف مثلها التاريخ، ومؤتمر النازحين قسراً، خطاب غيث طالما غيبت صوته المأرب السياسية، إحتضنه بيت طوال سنوات منبراً للإجتماع والمشاريع والأطروحات التي ظلل عليها الإعلام وشوهتها الأبواق.
بيت الحكيم لطالما شهد مؤتمرات تكاد تكون بشكل شهري، مرة للطفولة واخرى للمعاقين وللتعليم وللصحة وان تكون البصرة عاصمة اقتصادية ولميسان مشروع تأهيل ذي قار مهد الحضارة والكوت والسماوة والنجف وكربلاء وبغداد…الخ، بيت الحكيم جمع الفرقاء تحت شعار العراق اولاً، في وقت كنا نكاد نفقد العملية السياسية وأحتضن المتناقضين وقرب المتباعدين.
بألأمس كان مؤتمر للنازحين قسراً، إجتمع العراقيون وهم يجسون ألمهم تحت سقف واحد، فحضرت الرئاسات الثلاث، واعضاء من البرلمان والوزراء، وأهالي النازحين، والأيزيدين والمسيحين والشبك والكورد والعرب الشيعة والسنة، تحدث الجميع بصراحة ووضوح وتكاشفوا وإجتمعوا على رد هذا الغول الذي يهاجم كل المكونات.
كلمات كان لها معنى وخطابات يهتز لها ضمير كل وطني شريف، تحدث الكل عن الكل بعدما هيأ لهم الحكيم الأفكار وموقع الإجتماع، وبدأ جلستهم بخطاب موحد، أبكتنا الحوادث وشعرنا ان وطننا يباع بلا ثمن وأن الذئاب تفترسنا أن تخلى بعضنا عن أخيه.
مؤتمر النازحون سجل نجاحاً في بحث قضية طالما غيبت كثير من حقائقها، وإجتمع العراقيون للبحث عن حلول لمواطنين، لا يملكون من الوطن سوى الإنتماء، وهويات أحوال مدنية لبعضهم.
عمار الحكيم ذلك الشباب الذي تجذر في اصول الوطن، إستهدفت خطاباته مشروعا يجلهه او يحاول فبركته دواعش السياسة، ولا تزال مواقع اعلام وقنوات تنفث سموماً، لإستهداف وحدة وطن تربى اجياله على المحبة والتألف والتكاتف، لم نجد له شبيه بين شعوب المعمورة في التواصل الإجتماعي، وقد حان للقادة السياسين، والجهات الإجتماعية ان يتوفقوا عند الحكيم، كي نراجع خطواته السابقة وننطلق من أطروحاته الحالية، وأن كان السياسة عرفتنا أن المصالح هي من تجمع السياسين، فقد عرفنا عمار الحكيم أن الوطن يجمع من لا ينكرعذوبة دجلة والفرات، وإذا اجتمعنا لن يدنس ترابنا الغرباء.