22 نوفمبر، 2024 11:09 م
Search
Close this search box.

سفينة العبادي.

حكومة العبادي امام اختبار صعب جداً، ومن الطبيعي ان تواجه جدلاً عويصاً في القرارات السياسية الأخوذة رغم انها موقعة بأتفاقٍ مسبق من الجميع، غير ان الامر اصبح بالنسبة لمرشحي مناصب الوزراء كالصعود الى سفينة نوح والخلاص بشاطئ يبعد مسافة اربع سنوات رغم كل حماقاتهم واقول حماقات لان اغلبهم غير كفوء لشغل المنصب الذي اختير لاجله ولايمكن رميهم او انزالهم عنها.

حكومة العبادي اختيرت وتشكلت تحت مسمى “التوافقية” بغلافٍ مبطن لمفهوم المحاصصة في حين ان تكوين التكنوقراط كان مغيباً وليس كما صرح به الدكتور “العبادي” سابقاً، لذلك قد تكون نذير شؤومٍ وبداية غير صحيحة يطمحون من خلالها لنهاية سليمة وجادة تصلح التهشم في مفاصل الدولة والدمار الذي طال حتى الانفس لعامة الشعب.

قطعاً لن تمر سفينة العبادي دون مشاكل كبيرة، ربما تشكلت هذه المشاكل منذ اختيار الكابينة الوزارية وستستمر بالنمو لتصبح عقيمة لايستطيع احد حلها،فحين طرح اسماء الوزراء على مجلس النواب تعالت صيحات مختلفة من هذا وذاك بأنهم لم يقرأوا السيرة الذاتية للمرشحين واخرون صرحوا بأن بعضهم نتاج دماء فاسدة وقديمة سببت الكثير من المشاكل للجسد العراقي على مدى السنين السوداء التي مرت ومازالت تأوي بثمارها الى هذه اللحظة، لكن بعض النواب تمنى من الله الخير بتكوين هذه الحكومة والشعب كذلك، لكن السؤال المطروح هو هل ستزداد المشاكل على رجل المرحلة الذي توعد بتذويب الجليد حول المشاكل المزمنة والمرافقة لفترات الحكم التي سبقت ومن ضمنها مشاكل الاقليم والمركز واصلاح الصدع الكبير بين المكون السني والحكومة الشيعية مع العلم ان القيادات السنية تشغل الكثير من المرافق في الدولة العراقية الشيعية!.

الحكومة الامريكية من جانبها تطلق تصريحات نارية كـــ داعش يجب ان ينتهي من العراق،وعلى الارهاب ان ينتهي من المنطقة العربية،وعلى الكل محاربة التطرف الذي ولد بالاساس من رحم الفكر الامريكي تحت مرأى ومسمع العالم اجمع فالكل يعلم ان امريكا عرابة للارهاب وهي من طورته في افغانستان وبالمقابل تعقد المؤتمرات العالمية هنا وهناك تحت عنوان مكافحة الارهاب.

المرحلة القادمة عسيرة وتتطلب حنكة وخبرة ذات باع طويل في العمل السياسي لامتصاص الصدمات الداخلية والخارجية وتسيير الامور بسلاسة وسط جو مشحون بعالم الاحزاب العراقية المنطوية التفكير على نفسها وبين مايجري من حروب على الارض ضد الجماعات المسلحة بمسميات عدة كــ “القاعدة” سابقا و”داعش” حاليا وما خفيّ كان اعظم مستقبلا ليضع العبادي في موقف لا يحسد عليه.

أحدث المقالات