قال تعالى:” أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا.”
لم يشرع الجهاد؛ الا بعد ان يظلم أهلها، وتهتك اعراضها، ويقتل أبنائها، وتسبى نسائها، وتغتصب أراضيها، ويدخل الشيطان بدوره، فتهب المصائب، وتظهر العلامات السماوية، حيث تشتد العزيمة، قولا وفعلا، لتحرير مترا او شبرا، من الاشباه والمجهولين، بتمسك ركن من اركان الدين الحنيف، وبدر الإسلام، والجهاد حق على المجاهد.
لوامعنا النظر الى الوراء، سنجد كتيبة صنعت الاستقلال، بالكفاح والعزة، حينما واصل علماء الحوزة دعوتهم، للجهاد ضد الاحتلال البريطاني، لاسيما بعد ان أكمل سيطرتهم على الأراضي العراقية، بتوقيع هدنة(1918)، التي جعلت من نفوس العراقيين متعمقة للرفض ضد الظلم والتمرد، بمشاركة رجال الدين، بطابع تنظيمي عسكري.
حان الان، لإعادة هدنة جديدة، للتصدي ضد إرهاب داعش المجهول الهوية، والقومية، بعيدة عن الاحباطات التي تقدم لهم، ولو بخرم ابرة، في سبيل التنحي عن المقاومة، وعن الدفاع، وفسح المجال لأولئك الاوغاد التكفيرية، ستكون معركة داعش اشبه بحرب قابيل وهابيل، لأنهم يدعون أنفسهم للدين الإسلامي.
تعثرت بعض الحركات الجهادية، في القدوم الى النصر، في إطار الساحة الإسلامية، بمجموع وحدات صغيرة، مبكرا جدا للعملية بالجهاد، وكيفية الاستخدام، ومعارضة في كل البعد للانضمام، للوحدة وتحت راية واحدة، فالجهاد منص للجميع وليس للواحد، لم يفرق بين أحد منهم، مال يفرق هو نفسه عنا.
لم يكن من السهل، النصر اذ ما يكونوا تحت راية واحدة، تدعوا للتوحيد، والتضحية، حتى لو في النفس، فهناك كثير ما يعوق، الحركة الاندفاعية، ضد داعش الإرهابي، لم تضعف القلوب، وتتأثر النفوس، ستكون حافلة لقدوم النصر، والنهج بالدين، وقوة الايمان، لان هذا اليوم؛ يوم البعثيين والصداميين، كأنما معركة جديرة، ومتعمقة، ومتأثرة للنفوس.
سيعاود التاريخ مجددا، وسيذوب العدو، واحد تلو الاخر، كالثلج في المياه، عندما تكرر، أضواء ثورة العشرين، مقاومتها ووحدتها، بجهود الجيش، واطلالاتها، ودعم المراجع العليا لها، لان قضية العراق لم تعد قضية محلية او شخصية، بل قضية كل عربي وكل مسلم، وكل انسان يحترم الإنسانية، فقد عاهدوا ربهم، على المضي قدما، في طريق الجهاد، والاستشهاد، طريق النصرة والعزة.