بالتأكيد أنكم لا تعرفون هذه الشخصية . ولكن مهلاً ، هو فلاح ولد وعاش في ريف جنوبي .
هناك على حافة الهور ترعرع هذا الفلاح ، وحضر مجالس القرية ، واستمع الى حوارات وجهائها . كان ذا ذكاء فطري . (يحجي بالتِسنلسل) ، ولا يفلت من لسانه حتى الطير الطاير …
كان اسمه (إسْريهيد) . ولكن والده وأخوته أسموهُ (أبو خمّاط) ، لأنه (يخمط) ما للأخرين ، كان ذكياً وذا بصر قوي . كان بامكانه أن يستل الشعرة البيضاء من صحن الحليب .
لكن صاحبنا يمتلك صفة يصعب قبولها . إنه مشاكس ومعارض على الدوام . وهكذا تعرض الى مواقف محرجة جداً . نصحه بعض (صنّاع الخير) ، بان يكف قليلاً عن المشاكسة ، باختصار (أن يقصر إِلسانه) . ولكن بدل سماع النصيحة والأخذ بها ، إزداد مشاكسة . وهكذا ألقي به في السجن . ولكن (أبو خمّاط) لم يسكت . أمسك بالباب الحديد المشبك ، وصرخ بصوت عال . معبراً عن الظلم الذي لحقه . وصل الأمر لمسؤول المركز ، الذي قال : إسريهيد ما راضي بالتوقيف ، ذبوا معاه بالتوقيف بزُّون ؟! . كان البزون محصوراً بهذه الغرفة الانفرادية مع أبو خمّاط ، الذي تفاقمت مصيبته ، ووقف ليصرخ : يا ناس قبلنه بالتوقيف ، بس خلصونه من البزون ، ومرة ثانية وصل الأمر للمسؤول . فقال : أبو
خمّاط ما راضي بالبزون ، ذبوا عليه ﭼلب ؟ . عندها صرخ أبو خمّاط قائلاً : قبلنه بالبزُّون والتوقيف بس خلصوني من اﻠﭼلب . ومرة ثالثة ، قال المسؤول : إسريهيد ما راضي باﻠﭼلب ، ذبو عليه واوي ! .
تحولت الغرفة الانفرادية الى حضيرة حيوانات مفتوحة الابواب !! .
اﻠﺣﺴﭼﺔ واضحة .. ويزيدها وضوحاً ان نقول : يا ناس .. يا عالم .. بطّلنا من الشفافية والنزاهة والتداول السلمي والاتحادية والديمقراطية ، بَسْ خلصونه من سكين داعش ؟ ! .
نريد الامان يا ناس .