تعد كردستان العراق منطقة مثالية للتنظيمات المتطرفة من مثل تنظيم القاعدة وحفيدتها داعش 0 ذلك لماتوفره لها الطبيعه من ملاذات امنة للعشعشه والتفقيس والتمترس في حالة المواجهة 0 فكانت هذه المنطقه هي المكان الاول لتواجد التنظيمات التكفيريه الوهابيه المتطرفه في العراق 0
واعلنت اسمها ( انصار السنه ) الذي يماهي ويمتد من اسم جزئي اخر للقاعده في افغانستان ( جند الاسلام ) وهذه الجماعه ( انصار السنه ) تمثل فرعا اصيلآ من القاعدة وملتصقا بالجذر الاول عبدالله عزام وهو الاستاذ والاب الروحي للشيخ الملا كريكار ومساعده ابو عبدالله الشافعي وبذات الوقت فان العزام هو استاذ اسامه بن لادن 0
هذه المجموعه وحسب المصادر الامريكيه التي افصح عنها وزير خارجيتها كولن باول في شباط 2003 انها تتواجد في شمال العراق منذ عام 2000 وأنشأ التنظيم عام 2001 0
ويتلقى هذا التنظيم دعما ماليا مباشرا من موازنة تنظيم القاعده في افغانستان ودعما اخر من جذور الوهابية بالسعودية, فضلآ عن دخول النظام العراقي على خط الدعم لهذا التنظيم – لانه كان يفتش عن قشه يتمشدق بها لمواجهة احزاب كردستان من جهة والاستعداد لآستهداف مصالح امريكيه من جهه اخرى , وهو ماجعل الامريكان يضعون هذه الجماعة هدفا أول لقوات الاحتلال الامريكي عام 2003 .
ان تنظيم انصار السنه كان يطمح أن يؤسس جماعه ( طالبانيه ) تتمكن من تطهير كردستان العراق من الديانات الاخرى وتطهر الاسلام من الطوائف المنحرفة بحسب معتقداتهم .
احزاب كردستان لاتريد لهذا التهديد ان يظهر على السطح السياسي والرأي العام بل كان يجري تداوله في الغرف المغلقة ومع الاصدقاء في دول الخارج للمحافظة على تماسكها وانتعاشها في تحقيق اقليم كردستان وتجنب شماتة الاصدقاء في الداخل او تدخلهم في الحلول الامنية التيتفرض حتما تقويضآ سياسيآ لاستقلالية الاقليم الذي تتمتع به احزاب السلطة , وهذه الاحزاب تريد ان تظهر جانبا مشرقا من البناء المادي والحريه الفرديه وتضغط لرص الجمهور حولها وحولها فقط الى حد ظهورها بسلوك يؤشر انها حكومة دكتاتورية مستبده وهو مايوفر مناخات داخل المجتمع في اللجوء الى جهات اخرى قد تشكل ضغطآ لآضعاف هذه القبضه الدكتاتوريه وهو مايعني ان تنمو هذه التنظيمات في خواصر الدوله العراقيه وتشكل تهديدا دائما عليها 0
من جانب أخر فان احزاب السلطة الكردية ومنذ نشأتها الاو لى الى اليوم تمارس تطرفاً قومياً لايستثني جهداً أو وسيلة داخلية وخارجية في الضغط على بغداد لتحقيق مصالحها الحزبية الخاصة المغلفة بعنوان المصلحة الكردية , وهذه الضغوطات اسهمت في اضعاف بغداد في الماضي والحاضر .
ودولة العراق تعاني كلا النوعين من التطرف واذا كانت احزاب كردستان تعلل لفترة النظام الدكتاتوري وامكانية قمع الاكراد فهي ليس لديها من تعليل لوضع الاكرادفي الوقت الحاضر – مايعني انها تزداد ركوزا في موقعية الاستبداد الحزبي والشخصي 0
في الازمه الحاليه وبعد اجتياح الموصل من جماعات داعش الوهابيه في حزيران 2014 كانت عيون الدواعش حقيقيه نحو كردستان – لآنها تدرك اهمية المنطقه لتواجدها من حيث الطبيعة اولا ولآن خمرتها الاولئ في العراق بهذا المكان اضافه الى وجود قيادات داعشيه كثيره داخل التنظيم من مثل ابو خطاب الكردي مسؤول داعش في الحسكه وجذوره السليمانية في حلبجة 0
اليوم عندما يعبر الا كراد عن قلقهم من داعش فهو ليس قلقآ مستحدثا انما هو قلق معرف سلفا ومقروء كرديآ وامريكيآ 0
والمخاوف التي يثيرها مسؤول اعلام اوقاف كردستان مريوان نقشبندي اليوم حول وجود اكثر من 400 أربعمائه كردي انضموا حديثاً لدواعش هي مخاوف حقيقيه الا انها ليست جديده , وتحتاج مراجعة كردية شاملة داخل الأقليم وعلاقة الأقليم مع بغداد , والعمل جدياً على الانسحاب من التطرف بأنواعه وأحترام الأخر الكردي برأيه .