من حق الأمم أن تفتخر بقادتها ومفكريها ومناضليها سواء كانت هذه الأمم تحمل أيدولوجية دينية أو عرقية أو علمانية ، ومن حقنا نحن كصدريون أن نفتخر بقادتنا ورموزنا ونتمسك بهم سيما أنهم يشكلون حلقة لذلك المنهج الأصيل والثورة الخالدة التي فجرها سيد الشهداء الإمام الحسين ” ع ” ضد أشكال الظلم والإنحراف الذي إجتمع في بلاط يزيد ” لع ” فكانت ثورة الإمام الحسين هي المحورية في قلب الموازين .
لاأريد التحدث عن هذه الثورة الوضاءه لأني أصغر من أن يتحدث عن العظماء كما أني عاجز عن وصف ثورة أبا الأحرار ، لكن أقول أن آل الصدر النجباء ترجموا هذه الثورة ترجمة حقيقية وجسدوا شخصية قائدها في مختلف الضروف إبتداءً من نهضة السيد محمد باقر الصدر ” طابت روحه الطاهره ” حين وقف كالجبل الأشم ضد الضغوط الصدامية الظالمة ولم يساوم على قطرة دم عراقي في ذلك الحين عندما طلبت منه السلطة العفلقية أن يؤيد ثورة العبث – البعث المقبور فكان كجده سيد الشهداء في أن لايهادن الظلمة ولا يركن اليهم حتى أعدم هو وأخته آمنه الصدر والقصه معروفه كما يرويها صاحب كتاب ” سنوات المحنه وأيام الحصار ” الشيخ محمد رضا النعماني حين كان الشيخ المذكور مرافقاً الشهيد الأول فقد روى لنا أروع ملاحم الصمود والثبات والعزم والإقدام على الجود بالنفس حينما خيره الملعون صدام بين الإعدام إذا بقي ملتزم بمواقفه أو يترك ذلك ويكون حراً طليقاً فكان الرد من شهيد الأمة : ( تفضل أنا مستعد للإعدام ) بعد مفاوضات كثيرة كان يجريها مدير أمن النجف ” فاضل البراك ” في ذلك الحين .
راح الشهيد الأول مضرجاً بدمه وأخته العلويه بنت الهدى مع عدد من فضلاء الحوزة الذين اعدموا معه وكان صدام يضن أنه تخلص تماماً من هذا الكابوس الذي هز كيانه وزلزل عرشه لكن لايعرف أن القصه لم تنتهي بعد فقد كان الله له بالمرصاد في أن يبعث له حسين زمانه وهو صدر الشجاعة ورائدها حين إعتلى منبر الكوفه وسلب النوم من أعين الطغاة دون سلاح أو مجابهة ميدانية ودون دبابات أو طائرات بل بكفنه وعصاه وبكلماته الثورية التي كان يرددها على مسامع الجموع الحاضرة ومن أبرز أنواع التحدي هي مخاطبة شهيدنا الصدر لصدام عندما قال له ( أين الرصاصة التي تمنحني الشهادة ) الى أن جاءت الرصاصه وجعلته سيد شهداء عصره فكانت نهاية صدام أشبه بنهاية يزيد من حيث الفتره الزمنية التي جرى فيها سقوط الدولة الأموية بعد استشهاد الحسين ” ع” بأربع سنوات كذلك سقوط الدولة البعثية بعد قتل الصدر الثاني بأربع سنوات وأترك الباقي للقارئ الكريم أن يتأمل ويتمعن بعلاقة هذه العائلة بالعترة الطاهرة وتشابه الأحداث بينهم .
بعد سقوط الصنم على يد الإحتلال البغيض أطل علينا صدر ثالث شاهراً سيفه ضد الغزو الإنگلومريكي حيث تفاجئ العالم بأسره أن العراق مازال يلد الشجعان والبواسل ولايمكن أن يكون ممراً لسياسات الغرب الكافر بشهامة الفتى مقتدى الصدر وبرفقة أنصاره الشجعان تحقق النصر على يده بخروج قوات الكفر مذعورة من المواجهة الصدرية حتى شهد شاهد من أمريكا وهو ” باول ” الذي قال واجهنا مقاومة مدهشة من جيش المهدي ، كذلك شهد بذلك الحاكم المدني ” بول بريمر ” في كتابه ( عام قضيته في العراق ) قال : مقتدى الصدر أوقف المشروع الأمريكي في العراق .
بعد هزيمة الإحتلال الأمريكي من العراق لم يقف السيد مقتدى الصدر مكتوف الأيدي بل ضل يقاوم مخلفات الغزو الأمريكي السياسية والإجتماعية والثقافية بل حتى هذه الهجمة الداعشية على العراق هي من صنيعت المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ( الثالوث المشؤوم ) كما يسميهم شهيدنا الصدر وقد هزمهم شر هزيمة في سامراء وفي جرف الصخر وآخرها في آمرلي كانت بصمة الصدر القائد واضحة في تحرير هذه المدينة من رجس الدواعش وان شاءالله سيتحرر العراق بالكامل من كل داعشيٍ أثيم بجهودهم وجهود الغيارى من الفصائل الأخرى .